على رأسها اليابان.. أكبر الرابحين من رفع أسعار الفائدة الأمريكية

ستخطف الزيادة الوشيكة في سعر الفائدة للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أضواء الأسواق الاقتصادية غدًا الأربعاء، 16 مارس 2022.

وتمثل هذه الزيادة ربحًا لعدد آخر من الدول، وستكون بمقدار ربع نقطة أساس لسعر الفائدة في أمريكا، وهي الأولى منذ سنة 2018، في اجتماع البنك المركزي الأمريكي غدًا الأربعاء، بحسب تقرير بلومبرج أمس 14 مارس 2022.

الزيادة الوشيكة لسعر الفائدة الأمريكية

تأتي الزيادة الوشيكة لسعر الفائدة الأمريكية في الوقت الذي يجب فيه على رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أن يحدث حالةً من التوازن بين معدلات التضخم المرتفعة لأعلى مستوى في 40 عامًا، وحالة عدم اليقين الاقتصادية ذات الصلة بالحرب الروسية الأوكرانية، وفق التقرير.

وقال المحللون في بنك جولدمان ساكس، أكبر مصرف في أمريكا، “يوجد مبرر لرفع الفائدة 50 نقطة أساس في مارس 2022، بفعل التضخم المرتفع للغاية والنمو الحاد للأجور، بحسب تقرير أرقام في 11 فبراير 2022. وفاجأ اقتصاديو بنك جولدمان ساكس، الأسواق وقتها بتوقع يفيد أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى رفع معدلات الفائدة 7 مرات هذا العام، لاحتواء ارتفاع التضخم الأمريكي.

تأثير رفع الفائدة في سندات الخزانة

رفع الفائدة الأمريكية سيكون له مردود على عدد من الدول الدائنة لأمريكا، عبر الاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية، فتصاعد توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية على نحو كبير سوف يدفع سندات الخزانة إلى مستويات قياسية، وهو ما حدث بالفعل عندما قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أكثر من 2%، بحسب تقرير بلومبرج في 9 فبراير 2022.

وذكر التقرير توقعات سيتي جروب، إحدى كبرى الشركات المالية الأمريكية، بتجاوز عائدات السندات الأمريكية مستويات قياسية وسط محاربة الاحتياطي الفيدرالي لأعلى معدل تضخم منذ الثمانينات، في حين توقع بنك “جيه بي مورجان أسيت مانجمنت” أن يصل المعيار القياسي العالمي للسندات إلى 3% هذا العام.

الرابحون من ارتفاع الفائدة على السندات

تعد اليابان أكبر مالك لسندات الخزانة الأمريكية باستثمارات بلغت في أكتوبر الماضي 1320.4 مليار دولار، وتأتي الصين في المرتبة الثانية بـ1065.4 مليار دولار، ثم السعودية أكبر مستثمري الدول العربية في أذون وسندات الخزانة الأمريكية، بـ116.5 مليار دولار. وفق تقرير بتاريخ 16 ديسمبر 2021، لـ”روسيا اليوم”، نقلًا عن بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، عن أكبر الدول استثمارًا في سندات الخزانة الأمريكية.

وجاءت الإمارات بعد السعودية بـ53 مليار دولار، ثم الكويت ثالث أكبر مالك في العالم العربي لسندات الخزانة الأمريكية، فقد خفّضت حيازتها إلى 46 مليار دولار في أكتوبر 2021.

وأشار تقرير آخر من مباشر في 16 ديسمبر 2021، إلى تخفيض سلطنة عُمان استثماراتها بتلك السندات إلى نحو 5.071 مليار دولار خلال أكتوبر، في حين رفعت مصر استثماراتها في السندات الأمريكية بنهاية أكتوبر إلى مستوى 2.249 مليار دولار.

يدعم اقتصادات الخليج

من شأن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية هذا العام أن يدعم اقتصادات الخليج، فضلًا عن تأثير ارتفاع أسعار النفط، ما يجعل السعودية والإمارات وباقي دول الخليج جاذبة للاستثمارات في بيئة تشهد تزايدًا للعوائد ورهانًا أكبر على الانتعاش الاقتصادي، بحسب تصريحات لكبير الاقتصاديين في بنك أبوظبي الأول، سيمون بالارد، لقناة الشرق السعودية الأربعاء 19 يناير 2022 الحالي.

جدير بالذكر أن قرار البنك المركزي الأمريكي برفع سعر الفائدة جاء لإحداث حالة من التوازن بين ارتفاع معدلات التضخم وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي وزعزعة الأسواق، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت منذ 20 يومًا وحتى الآن. ولا تزال تأثيراتها مستمرة في أغلب الدول، لا سيما على الجوانب الاقتصادية والسوقية التي عانت منها اقتصادات كثيرة على مستوى العالم.