على وقع احتجاجات غاضبة.. البرلمان اللبناني يمنح الثقة لحكومة دياب

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بعد حالة من الترقب الحذر سادت الشارع اللبناني الفترة الماضية، ها هي الاحتجاجات تعود من جديد تحت شعار “لا ثقة”.. في غضون ذلك عقد مجلس النواب اللبناني المحاصر من قبل المحتجين بالخارج جلسة للتصويت بمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب التي أعلنت عن خطة إنقاذ مالية تتضمن إجراءات وصفتها بـ “المؤلمة”.

النواب اللبناني يعطي الضوء الأخضر لــ”دياب”

رئيس مجلس النواب نبيه بري يعطي الضوء الأخضر لرئيس الحكومة حسان دياب لبدء الجلسة.. طيلة ساعة تقريبًا قدم حسان شرحًا تفصيليًا لخطة حكومته التي تفيد بضرورة اتخاذ خطوات مؤلمة لعلاج الأزمة المالية .

وبعد جلسة استمرت نحو ثماني ساعات حضرها 84 نائباً من أصل 128، أعلن بري أن 63 نائباً صوتوا لصالح منح الثقة للحكومة الجديدة، مقابل رفض 20 منهم وامتناع نائب واحد.

“لا ثقة”

في المقابل يرى الشارع أنه ليس هناك ما هو أكثر إيلاما من الواقع الذي يعيشه المواطن اللبناني هذه الأيام ومنذ سنوات عدة.

تحت شعار “لا ثقة في الحكومة” تجمع المحتجون في شوارع العاصمة بيروت منذ الصباح الباكر لمنع النواب من الوصول إلى مبنى البرلمان للتعبير عن رفضهم للحكومة برئاسة حسان دياب، التي يرون أنها لا تحقق مطالب رفعوها منذ أشهر بتشكيل حكومة من اختصاصيين ومستقلين تماماً عن الأحزاب السياسية التقليدية. لكنهم فوجئوا بجدران أسمنتية شيدتها قوات الأمن عند كل الطرق المؤدية لمقر مجلس النواب.

مواجهات توقع عشرات الجرحى

أعلن الصليب الأحمر اللبناني ارتفاع حصيلة المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية وسط بيروت، إلى 250 إصابة بين الطرفين، نقل أربعون منها إلى المستشفيات.

حيث أطلقت قوات الأمن اللبنانية قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على المتظاهرين الذين حاولون منع النواب والوزراء من الوصول إلى البرلمان  للتصويت في حكومة حسن دياب، في محاولة لإحباط التصويت .

وألقى المتظاهرون الحجارة على قوات الأمن المنتشرة في عدة مواقع حول وسط المدينة.

حكومة دياب.. عواصف عاتية

توليت الحكومة الجديدة السلطة بعد حوالي ثلاثة أشهر من استقالة حكومة سعد الحريري تحت ضغط من الاحتجاجات الشديدة ضد النخبة الحاكمة التي اعتبرت فاسدة ومهدرة.وشكل دياب الحكومة الشهر الماضي من 20 وزيراً غير معروفين بغالبيتهم ومن الأكاديميين وأصحاب الاختصاصات.

وقد تمّ اختيارهم بغرض تجنب أسماء قد يعتبرها المتظاهرون استفزازية. إلا أن متظاهرين، يحتجون منذ أشهر ضد الطبقة السياسية كاملة، يرون أن الحكومة الجديدة ليست سوى واجهة لفريق سياسي واحد، من حزب الله وحلفائه، والوزراء الجدد لا يمثلون سوى الأحزاب التي سمتهم.

إذ تواجه حكومة دياب أزمة السيولة مدمرة في البنوك التي فرضت ضوابط غير رسمية، وتسببت في ضعف الليرة اللبناني وتضخم متزايد.

ربما يعجبك أيضا