عنف في الشوارع وإعلان الطوارئ.. الفوضى تعصف بالإكوادور

هروب أشهر زعيم عصابة يطلق العنان للفوضى في الإكوادور

آية سيد
عنف في الشوارع وإعلان الطوارئ.. الفوضى تعصف بالإكوادور

اندلع العنف والفوضى في الإكوادور بعد هروب زعيم عصابة من السجن وإعلان الرئيس حالة الطوارئ.


تعيش الإكوادور حالة غير مسبوقة من الفوضى منذ هروب زعيم عصابة من السجن وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.

وبعد أن كانت تتمتع بسلام نسبي، تشهد الدولة ارتفاعًا في القتل والعنف المرتبط بتجارة المخدرات، ما حولها إلى واحدة من أخطر الدول في أمريكا اللاتينية، على غرار جيرانها، كولومبيا وبيرو، أكبر منتجين للكوكايين في العالم.

الانغماس في الفوضى

دخلت الإكوادور في حالة من الفوضى وإراقة الدماء بعد هروب أشهر زعيم عصابة في البلاد وتاجر المخدرات، أدولفو ماسياس، المعروف بـ”فيتو”، من السجن، يوم الأحد الماضي، 7 يناير 2024، ما دفع الرئيس، دانيال نوبوا، إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة 60 يومًا.

192206Image1

رئيس الإكوادور، دانيال نوبوا

وحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأربعاء 10 يناير 2024، دفع إعلان نوبوا المجرمين إلى شن موجة من الهجمات داخل السجون وخارجها، التي أسفرت عن قتل عناصر من الشرطة وحراس السجون. واقتحم رجال مسلحون محطة تليفزيونية، أمس الثلاثاء، في أثناء بث مباشر.

وردًا على ذلك، أعلن رئيس الإكوادور حالة “الصراع المسلح الداخلي”، وأدرج 20 عصابة لتهريب المخدرات كجماعات إرهابية، وفوّض الجيش لـ”تحييد” الفصائل الإجرامية “ضمن حدود القانون الإنساني الدولي”.

ارتفاع العنف

كانت الإكوادور مشهورة ببراكينها، وتنوعها البيولوجي، كما أن مناخها المعتدل وتكاليف المعيشة المنخفضة جعلتها ملاذًا للأمريكيين بعد التقاعد، وفق الجارديان.

وفي هذا الشأن، قال خبير الأمن بمعهد العلوم الاجتماعية لأمريكا اللاتينية في العاصمة كيتو، فيرناندو كاريون: “لم نشهد هذا من قبل، وكنا نُعرّف أنفسنا كجزيرة للسلام. لكننا توقعنا حدوث هذا”.

وأضاف أن معدل الوفيات الناجمة عن العنف في الإكوادور في 2017 كان 5 لكل 100 ألف، والآن أصبح 46، “ما يجعل 2023 العام الأكثر عنفًا في تاريخ الإكوادور”.

العصابات المسلحة

أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الانفجار الأخير للعنف مرتبط ليس فقط بهروب ماسياس من السجن، بل أيضًا بهروب زعيم عصابة آخر، وهو فابريسيو كولون، الذي هرب من السجن أثناء الفوضى ليلة أول من أمس الاثنين. وكان كولون متورطًا في اغتيال المرشح الرئاسي، فيرناندو فيلافيسينسيو، العام الماضي، وتهديد المدعي العام، ديانا سالازار، بالقتل.

عنف في الشوارع وإعلان الطوارئ.. الفوضى تعصف بالإكوادور

الشرطة تتعامل مع أحد المسلحين

وفي هذا السياق، قال كاريون إن الجريمة المنظمة لم تصل إلى هذا القدر من القوة من قبل، لافتًا إلى أن العديد من العصابات الآن تتمرد على نهج الرئيس الصارم، الذي يحاول زعزعة سيطرتهم على السجون، متعهدًا بتسليح السجون، وتمديد فترة الأحكام، وعزل زعماء العصابات الأقوياء مثل أولئك الذين هربوا للتو.

والأسبوع الماضي، تعهد نوبوا بأن يحذو حذو رئيس السلفادور، نجيب بقيلة، ويبني سجنين مشددي الحراسة، باستخدام نفس الشركة والتصميم الذين استعان بهم نظيره السلفادوري.

فرار المواطنين

يجد مواطنو الإكوادور أنفسهم محاصرين بين المعاناة الاقتصادية، وعمليات الابتزاز، وخطر أن يصبحوا ضحايا للجريمة العنيفة، ولذلك يختارون الهرب. وخاطر عشرات الآلاف بكل شيء، متجهين شمالًا عبر منطقة دارين الخطيرة بين كولومبيا وبنما، ليصبحوا ثاني أكبر جنسية تجري هذه الرحلة بعد الفنزويليين، وفق مكتب الهجرة في بنما.

وحسب الجارديان، كان معظم العنف الآخذ في الارتفاع في الإكوادور مدفوعًا بالمنافسة بين مجموعة كبيرة من العصابات الإجرامية المحلية، التي تعلمت تكتيكات الترهيب الوحشية من كارتلات المخدرات المكسيكية. إلا أن هذه التكتيكات توجه الآن إلى الدولة الإكوادورية.

عنف في الشوارع وإعلان الطوارئ.. الفوضى تعصف بالإكوادور

انتشار الجنود في العاصمة كيتو

مخاوف من انتشار الفوضى

وسط الاضطرابات السائدة في الإكوادور، أعربت الدول في المنطقة، ومن ضمنها كولومبيا وبيرو، عن قلقها إزاء الوضع، ودعمها لحكومة نوبوا لاستعادة النظام، حسب ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أمس الثلاثاء 9 يناير.

وقال مسؤولون في بيرو إن بلادهم تخطط لإعلان حالة الطوارئ على طول الحدود الشمالية مع الإكوادور، وأمر وزير الداخلية الشرطة الوطنية بتعزيز الأمن على الحدود.

وفي بيان على منصة إكس، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تقف مع شعب الإكوادور “ومستعدة لتقديم المساعدة للحكومة الإكوادورية”.

ربما يعجبك أيضا