عواقب وخيمة.. تحذير من «الإهمال الاستراتيجي» الأمريكي لإيران في 2023

رنا أسامة

رغم استمرار أنشطة إيران النووية غير المشروعة لا تزال سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الجمهورية الإسلامية ترقى إلى مرتبة الإهمال الاستراتيجي.


حذر تقرير أمريكي من الإهمال الاستراتيجي لإيران من جانب الولايات المتحدة، ما قد يفضي إلى مواجهة عسكرية لاحقًا.

وقال التقرير الذي نشره موقع مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية مطلع الشهر الحالي يناير 2023، إن النظام الإيراني يواصل قتل أبرياء في الداخل، ومعاونة روسيا على قتل أوكرانيين بالخارج، ويمضي نحو تحقيق أهدافه النووية.

مواجهة عسكرية محتملة

نوه التقرير، الذي كتبته أندريا ستريكر، نائبة مدير برنامج منع الانتشار والدفاع البيولوجي بمؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات”، إلى أن منظمة حقوق الإنسان الإيرانية غير الربحية، ومقرها في أوسلو، حذرت هذا الأسبوع من أن الجمهورية الإسلامية تستعد لإعدام قرابة 100 إيران، ردًّا على احتجاجهم على النظام.

وفي حين أن أنشطة إيران النووية غير المشروعة تتواصل على نحو يجعل طهران تقترب من امتلاك قنبلة نووية، لا تزال سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه إيران ترقى إلى مرتبة الإهمال الاستراتيجي. ويذكر التقرير أن نهج عدم التدخل الذي تتبناه واشنطن تجاه طهران قد يفضي إلى مواجهة عسكرية لاحقًا.

تحوط غربي.. وخيار لا يزال مطروحًا

تعتمد السياسية الأمريكية الحالية تجاه إيران، وفق التقرير، على أمل كبح جماح ما تعده “سلوكًا إيرانيًّا خبيثًا”. وتركز واشنطن على أولويات أخرى، بما في ذلك تسليح أوكرانيا، والتنافس مع الصين، إلى جانب قضايا محلية أخرى.

وأمام تلك السياسة، يتحوط الغرب في رهاناته. وأشار التقرير إلى أنه في حال فشلت الانتفاضة الإيرانية، سيظل الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، المعروف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة” خيارًا مطروحًا على الطاولة، بغية إقناع طهران بالتراجع مؤقتًا عن طموحها النووي، مع تجاهل عواقب إحياء الاتفاق.

إيران

إقرار أمريكي

من شأن إحياء الصفقة النووية الإيرانية، إدرار عائدات بنحو تريليون دولار لإيران بعام 2030، بما قد يساعد نظامها على إحكام قبضته على السلطة، وقمع شعبه، ومهاجمة جيرانه.

وأقر بايدن، أمام الكاميرات، بأنه لن يتحدى التقدم النووي الإيراني المتصاعد، الذي مكن طهران من صنع يورانيوم لاستخدامه في صنع أسلحة ذرية بأقل من شهر. وبينما أقر سيد البيت الأبيض، على هامش تجمع انتخابي في 4 نوفمبر 2022، بأن الاتفاق النووي “قد مات”، فإن إدارته لن تعلن زواله.

هدف كامن

الدليل الأبرز على أن السياسة الأمريكية تجاه إيران تتصمن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، أن إدارة بايدن لم تشرع في إقناع فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا، التي لا تزال أطرافًا في الاتفاق، بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، التي رفعها الاتفاق في 2015، ضد إيران.

وفي إطار تلك السياسة، تغض إدارة بايدن بصرها عن تجاوز طهران لحدود الاتفاق على مدى 3 أعوام ونصف العام مضت، وانتهاكها الصارخ لأحد قرارات الأمم المتحدة، بتزويدها روسيا بصواريخ وطائرات مسيرة، وفق التقرير.

تحفظ متجذر

وفق التقرير، عكست سياسة واشنطن تجاه طهران إخفاق إدارة بايدن في تعلم بديهية أساسية من بديهيات السياسة الخارجية والاستراتيجية الكبرى الأمريكية، وهي أن تقليص القوة الأمريكية يفسح المجال أمام الفوضى.

ولفت إلى أن تحفظ واشنطن حيال مساعدة الشعب الإيراني متجذر في خوفها من التورط في مغامرات تغيير النظام الأجنبي الفوضوية. ومع ذلك، إذا لم تحاول الولايات المتحدة إحداث تغييرات إيجابية بإيران، ستضيع أفضل فرصها منذ أعوام للمساعدة على اجتثاث المصدر الرئيس لزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

إيران والولايات المتحدة

سياسة “دعم ودمج”

أوصى التقرير واشنطن بتبني سياسة تنطوي على منح أقصى قدر من الدعم للشعب الإيراني، من خلال دمج عقوبات اقتصادية مستهدفة في عقوبات ضد مسؤولي النظام الإيراني.

ورأى أن تحسين طرق التواصل والتنسيق بين المتظاهرين الإيرانيين، وضمان وصولهم إلى المعلومات والأخبار، إلى جانب تمويل العمال والنقابات العمالية المضطربة في إيران، قد يسهم في إنجاح جهود المجتمع المدني الإيراني.

عقوبات نفطية كاملة

رأى التقرير أنه من المهم أن يقنع بايدن شركاءه الأوروبيين بضرورة إنهاء مفاوضات الاتفاق النووي المنتهي، وإحياء حملة الضغط القصوى عبر المحيط الأطلنطي ضد إيران، للقضاء على مصادر دخلها في الخارج.

وتابع: “على إدارة بايدن توقيع عقوبات نفطية كاملة على إيران، تطال الكيانات الصينية والسورية والإيرانية وغيرها من الكيانات الأجنبية التي تنقل وتشتري نفطًا إيرانيًّا”.

جلسة نووية خاصة

بالتوازي، قال التقرير إن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحاجة إلى عقد جلسة خاصة لانتقاد التصعيد النووي لطهران، وعدم تعاونها مع تحقيقات للوكالة بشأن انتهاكات محتملة لمعاهدة حظر الانتشار النووي، بما قد يحيل الملف إلى مجلس الأمن الدولي، ويعيد العقوبات الأممية على طهران.

وأوضح أن إعادة فرض العقوبات الأممية من شأنه عودة الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة، ويمنع إيران من شراء أسلحة تقليدية وطائرات مسيرة.

ربما يعجبك أيضا