غرام الملوك.. “كادحات” فوق كرسي العرش

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

الأميرة والشاطر حسن“، “سندريلا والأمير“، كلها قصص حب في العصور السابقة تلاشت في ظل وسائل اتصال متطورة وتكنولوجيا حديثة، لذلك نجد الكثير منا يتشبث بهذه الروايات رغم ما فيها من مبالغة، ولكن سهام “كيوبيد” لها رأي مختلف أبت أن تترك القرن الحادي والعشرين بجموده العاطفي دون قصص مثيرة تحطم قيود بروتوكول القصور الملكية.

بائعة السجائر.. ملكة إسبانيا

كحال كل الطلاب الكادحين الذين يعملون من أجل توفير مصاريف تعليمهم ، عملت “ليتيسيا” زوجة ملك إسبانيا “فيليب خوان كارلوس” في عدة وظائف بسيطة أثناء مراحل تعليمها الجامعي منها “بيع السجائر في محطات النقل” ، حصلت على درجة ليسانس في الصحافة من جامعة “كومبلوتنس” بمدريد، ثم حصلت على ماجستير الإعلام المرئي والمسموع في معهد دراسات الصحافة السمعية والبصرية.

“ليتيسيا” هي الابنة البكر لوالدها الصحفي “خوسيه أورتيز”، أما والدتها ماريا فكانت ممرضة وعضوا في نقابة الممرضات بإسبانيا، تزوجت “ليتيسيا” من مدرس فلسفة كان يكبرها بعشر سنوات، بعد خطبه استمرت عشر سنوات ثم انفصلت عنه في عام 1999 وهي بعمر الـ27 عاما.

في الــ31 من عمرها تعرّفت بزوجها، الأمير “فيليبي دو بورون” في موقع تسرّب نفطي في شمال إسبانيا، لتبدأ اللقاءات السرية لا يعلم بها أحد إلا المقربين، وفي أغسطس 2003 تقدم الأمير فيليب لخطبتها، تزوجا في مدريد عام 2004، وسط فرحة وطنية عارمة ودعم كبير من العائلة المالكة.

إلا أنه لم يكن الزفاف الملكي التقليدي، لأنها تزوجت قبلاً، لم يتحدثا أبداً عن زواجهما الوشيك، وقيل إنها لا تحتاج إلى إبطال لعقد الزواج من الكنيسة قبل الزواج من الأمير فيليبي لأن زواجها الأول كان مدنياً فقط.

رزقت “ليتيسيا” من الملك فيليب بطفلتين، “ليونور” التي ولدت عام 2005 و”صوفيا” التي ولدت عام 2007، وتوجت كملكة للبلاد بعد أن تنازل الملك “خوان كارلوس” للعرش لابنه فيليب لتصبح هي ملكة البلاد بعد الملكة “صوفيا” والدة الملك “فيليب”.

 مجرد صدفة.. أميرة الدنمارك

“ماري” فتاة استرالية من عائلة بسيطة يعمل والدها بالتدريس، درست التسويق والإعلان في جامعة “تسمانيا”، كانت “ماري” من أبرز عارضات الأزياء في العالم، بالإضافة إلى نشاطها الاجتماعي داخل المجتمع الأسترالي.

عملت الأميرة “ماري” كعارضة أزياء لسنوات طويلة، للكثير من شركات الموضة العالمية، حتى أصبحت المسؤولة عن منظمة أزياء عالمية، في عام 1999، ثم ظهرت في أكثر من إعلان، كعارضة أزياء في حملة إعلانية لشركة نقل.

وفي أحد ليالي “سيدني” أثناء دورة الألعاب الأولمبية عام 2000، اصطحبها أصدقاؤها إلى أحد المقاهي لتمضية بعض الوقت، ولكنها لم تكن تعلم أنها على موعد مع السعادة عندما التقت بـ”فريد” سائح دنماركي وسيم ليحدث بينهم إعجاب متبادل لتكتشف بعد ذلك أنه الأمير “فريدريك” ولي عهد الدنمارك.

قضت “ماري” بعض الوقت في باريس كمدرسة للغة الإنجليزية، ثم انتقلت إلى “كوبنهاجن” لتكون بالقرب من الحبيب، وفي نهاية عام 2001 أعلنت أحد الصحف الدنماركية عن وجود علاقة حب بين ولي عهد الدنمارك وصديقته “ماري”، لتعلن العائلة الملكية رفضها بقوة لهذا الأمر، ليتمسك “فريد” بحبيته لتستلم الملكة “مارجريت” الثانية وتوافق على الزواج في عام 2003، ولكن بشروط “أن تتخلى “ماري” عن جنسيتها وتغير الكنيسة التى تنتمي إليها وتوقع أوراقا بالتخلي عن حضانة ابنائها بعد الزواج في حال حدوث الطلاق”.

وفي عام 2004 تم الزواج الملكي لتصبح “ماري” من عارضة أزياء إلى زوجة لولي العهد لتنجب “ماري” أربعة أبناء أطفال بالإضافة إلى المشاركة في حملات توعية من بينها جماعة لمكافحة البلطجة، وأخرى لمكافحة السرطان، وبعد تولى الأمير “فريدريك” الحكم، ستصبح أول امرأة أسترالية تتوج ملكة للدنمارك.

غادة الكاميليا.. أميرة النرويج

ماريت” زوجة ولي العهد والوريث الوحيد لعرش النرويج الأمير”هاكون”، كانت نادلة سابقة وأما عزباء لطفل غير شرعي وابنة لصحفي له مكانة في المجتمع النرويجي، تعاطت المخدرات بعد أن أصبحت على علاقة غير شرعية مع تاجر مخدرات، وهى العلاقة التي نتج عنها ولادة الطفل في عام 1997.

ولأن “الحب لا يعرف المستحيل” فقد أعطت قبلة الحياة لـ”ماريت” لتعطيها فرصة لتبدأ من جديد، ولكن ليس كفتاة عادية بل أميرة للنرويج، ففي بداية الألفية الجديدة، دعا أصدقاء “ماريت” إلى حفل عشاء، وكان من بين الحضور فارس الأحلام وولي عهد النرويج الأمير “هاكون”، فكانت البداية والتعارف الحقيقي بينهما، ومن هنا بدأت العلاقة السرية التي لم تخرج إلى أروقة القصر حتى لا يغضب الشعب على ولي عهده، حينها انتقل الأمير مع عشيقته الجديدة لشقة صغيرة عام 2000 وعاشا سويا، الأمر الذي اعتبرته الأسرة الحاكمة تحديا لكل الأنظمة الملكية.

لم يستطع “هاكون” إخفاء رغبته في الزواج من محبوبته، فكان عام 2001 شاهدا على إعلان رغبته لوالده الملك، الذي وافق دون اعتراض، لكن الشعب وضع أمام الأمير خيارين، إما الزواج واختيار “فتاة الحانات”، أو التنازل عن العرش، فلم يبق أمام “هاكون” سوى مصارحة الشعب من خلال مؤتمر صحفي، أكد فيه أن الإنسان يخطئ ويصحح أخطاءه وهو ما حدث مع محبوبته.

وقف “هاكون” أمام الشعب ممسكا بيد حبيبته، وقال صراحة: “أترك مصيري بيد الشعب ليقرر”، كان الأمير صادقا في حبه، وكانت دموعه سبيلا للتعبير عن فرحته أمام الجميع، بارك الشعب وتم الزواج على تأييد عالمي، حينها اعترفت “ماريت” بأنها كانت “بائعة هوى” أمام الجميع، فكان الشعب رحيما بها ، ليعلن موافقته على الزواج والترحيب بها كأميرة.

تم زواجهما في حفل ملكي فخم، ومنذ الزفاف شكل “هاكون وماريت” وابنها “ماريوس” عائلة سعيدة، حتى بعد ولادة “ماريت” لطفلتها الأولى “ألكسندرا” وريثة العرش النرويجي، في عام 2004، ثم ولدت ابنها الثاني ماغنوس في عام 2005.

فتاة الأوسكار.. أميرة موناكو

جريس كيلي” تلك الفتاة التي قال عنها صديق لها: “لطالما كانت تتمتع بشيء نبيل وملوكي.. لقد ولدت لتلعب هذا الدور” ، كان والدها “جون كيلي” بطلاً أولمبياً في التجديف، ويعمل في المجال السياسي، أبدت “جريس” حبها للمسرح منذ نعومة أظافرها، لتبدأ عملها على خشبة المسرح ثم الظهور في المسلسلات الدرامية لتقع الكاميرا في حبها وتلازمها طوال مشوارها الفني حتى حصلت على جائزة “الأوسكار” كأفضل ممثلة رئيسية عن دورها في فيلم The Country Girl للعام 1954.

وفي أبريل 1955 بدأت مرحلة جديدة في حياة “جريس” حيث كانت في مهرجان “كان” الدولي الثامن لتقديم فيلم” “The Country Girl، وعندما عرض عليها صديقها الصحفي لحضور جلسة تصوير مع الأمير رينيه أمير موناكو ترددت في قبول الدعوة ومع هذا كان اجتماعهما في السادس من مايو 1955، وأبدت إعجابها الشديد به وتوطدت العلاقة بينهما، ليذهب بعدها بعدة أشهر أمير موناكو إلى نيويورك لإعلان الخطبة رسميا.

عُقد حفل زفافهما المدني في قاعة العرش بالقصر الملكي بتاريخ 18 أبريل من العام 1956، وأصبحت جريس كيلي صاحبة السمو أميرة موناكو الموقرة وشاهد حوالي 30 مليون شخصاً الشعائر الدينية للزفاف، لتكون بذلك أول زواج يحدث بين نجم هوليوي وأمير ملكي.

“كارولين وألبرت وستيفاني” هم الأمراء التي انجبتهم “جريس” وقررت الأميرة أن تربي أولادها بنفسها دون وضعهم في عهدة المربيات فأرادت لأطفالها تربية خالية من الامتيازات، وبذلت قصارى جهدها لحمايتهم من التعرض للإعلام.

كانت هذه العلاقة مبينة على ود وحب دام لأكثر من 26 سنة ، في 13 سبتمبر من العام 1982، تعرضت الأميرة جريس لحادث على الطريق أسفر عن موتها في اليوم التالي.

ربما يعجبك أيضا