فاجنر زرعت الشك.. هل يتسبب بوتين في إضعاف الجيش الروسي؟

عمر رأفت
فاجنر

الشك بدأ يتغلغل في جميع مستويات الجيش الروسي وحتى في الكرملين حيث تستمر أصداء تمرد بريجوجن الفاشل في التردد.


يدخل الهجوم المضاد الأوكراني أسبوعه السابع، وسط تباطؤ أوضح مما كان متوقعًا من جانب كييف، التي فشلت في اختراق دفاعات روسيا حتى الآن.

وذكرت شبكة سكاي نيوز البريطانية، اليوم السبت 22 يوليو 2023، أنه من الواضح أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعمل على إعادة تأسيس هيكل القيادة الخاص بقواته المسلحة، في أعقاب تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة.

بوتين لا يثق بقادته

وصفت سكاي نيوز القيادة بأنها تعد أمرًا محوريًّا في تطوير المكوّن الأخلاقي، وقالت إن الغرب يستثمر وقتًا وموارد كبيرة في جميع مستويات خدماته لتثقيف ورعاية وإنضاج هذه المهارات لدى قواته العسكرية، ولكن هذه ليست طريقة العمل في الجيش الروسي، حيث يختلف الأمر قليلًا.

وأضافت أنه بعد تمرد فاجنر الأخير بقيادة يفجيني بريجوجن، أصبح بوتين لا يثق بقادته، وأصبح الجميع يخاف مما يمكن أن يحدث، وكان من المتوقع أن يطيح بوتين بكبار قادته العسكريين للقضاء على أي تهديد دائم، وإعطاء درس واضح لمن سيحلون محلهم، للاحتفاظ بقبضته على السلطة.

اقرأ أيضًا| رئيس أركان الجيش الروسي يظهر للمرة الأولى منذ تمرد فاجنر

وأشارت سكاي نيوز إلى أن تغيير الجنرال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي، فاليري جيراسيموف، ووزير الدفاع سيرجي شويجو، قد يؤدي إلى تحسين الفاعلية العملياتية لروسيا، لكن على الجانب الآخر قد يثير طمع الأعداء في بوتين.

بوتين يطيح بجنرالاته المخلصين

يعمل بوتين من خلال كبار قادته العسكريين على طرد أولئك الذين ربما كانوا متواطئين في التمرد. وكان رئيس القوات الجوية الروسية، سيرجي سوروفيكين، على علاقة وثيقة ببريجوجن، وليس من قبيل المصادفة أنه لم يظهر منذ الانقلاب الفاشل، ولا أحد يعلم مصيره.

اقرأ أيضًا| رئيس بيلاروسيا: التوتر بين «فاجنر» والجيش الروسي لم يعالج كما يجب

وأوضحت سكاي نيوز أنه رغم كل ما سلف، يمكن أن يتخلص بوتين حتى من الجنرالات المخلصين. ويبدو أن اللواء إيفان بوبوف، الذي أشرف على القوات المقاتلة في جنوب أوكرانيا، قد أُعفي من مهامه بعد أن تحدث علنًا عن المشكلات التي تواجهها قواته.

شك وخوف

اشتهر بوبوف ببذل قصارى جهده لتجنب الخسائر غير الضرورية في كييف، على عكس العديد من القادة الآخرين الذين كانوا حريصين على التضحية بجنودهم للإبلاغ عن النجاحات.

وأشارت سكاي نيوز إلى أن الشك والخوف بدأ يتغلغل في جميع مستويات الجيش الروسي، حتى في الكرملين، حيث تستمر أصداء تمرد بريجوجن الفاشل في التردد.

وقد لا تؤثر أزمة القيادة الروسية مباشرة في دفاعات روسيا بالخطوط الأمامية المباشرة، لأنه لا خيار أمام الجنود سوى القتال أو القضاء عليهم بصفتهم هاربين من أداء خدمتهم. ومع ذلك، إذا تمكنت أوكرانيا من اختراق الخط الدفاعي الروسي، فسوف تنكشف أوجه القصور في القيادة.

 

ربما يعجبك أيضا