فصل الكهرباء نهائيًّا عن مطار الحريري الدولي.. ماذا يحدث في لبنان؟

غرق لبنان في الظلام الكامل، مساء أمس الأربعاء 16 أغسطس 2023، بعد توقف تشغيل معملي دير عمار شمالي البلاد والزهراني جنوبيها. 

وضجت منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان شركة “برايم ساوث” المشغلة للمعملين، باعتراض المواطنين الذين يعانون، وسط موجة الحر التي تضرب المنطقة عامة ومن ضمنها لبنان، خاصة المرضى الذين يحتاجون أجهزة تعمل بالكهرباء.

انقطاع الكهرباء عن مطار رفيق الحريري

انقطاع الكهرباء عن مطار رفيق الحريري

زاد الأمر سوءًا بتوقف تزويد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بالتغذية الكهربائية، ليعمل حاليًّا على المولدات الخاصة به حتى نفاد مادة المازوت لديه، بسبب نقص السيولة المالية. وتوقفت محطات ضخ مياه الشرب إلى معظم المناطق اللبنانية.

وأعلن وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، علي حمية، اعتماد خطة بديلة باستخدام المولدات، وهي خطة طوارئ وليست حلًّا مستدامًا، وشدد على أنه على المعنيين أن يدركوا أن المطار ومرفأ بيروت خطان أحمران، ويجب تزويدهما بالكهرباء فورًا تحت أي ظرف كان.

تسديد 10 ملايين دولار

أصدرت مؤسسة كهرباء لبنان بيانًا بررت فيه توقف معملي دير عمار والزهراني عن توليد الطاقة، على الرغم من أنهما يزودان المؤسسات العامة وفي مقدمتها المطار والهيئات الرسمية.

وسبق أن طلبت مؤسسة الكهرباء من مصرف لبنان تحويل 10 ملايين دولار لحساب الشركة المشغلة “برايم ساوث” بموجب عقد تشغيل وصيانة المعملين، وذلك وفقًا للآلية الموضوعة من جانب المصرف، ولكن الشركة المشغلة لم تحصل على هذا المبلغ حتى الآن.

وقف المعملين نهائيًّا

وصل خطاب من “برايم ساوث”، يوم الجمعة 11 أغسطس، إلى مؤسسة كهرباء لبنان، يتضمن إنذارًا بوقف المعملين وتسليمهما إلى المؤسسة، ومددت الشركة أجل هذا الإنذار حتى أمس الأربعاء، ثم أوقفت المعملين نهائيًّا.

وقالت مؤسسة كهرباء لبنان إن مصرف لبنان لم يحول المبلغ إلى الدولار الأمريكي لحساب المؤسسة حتى تاريخه، ولو جزئيًّا، ما يحول دون إمكانية تسديد بعض المتوجبات المترتبة بالعملة الأجنبية، وهو ما يؤثر سلبًا في سلامة الاستثمار وحسن سير المرفق.

فصل الشبكة الكهربائية كليًّا

تابعت الشركة في بيانها قائلة إنه “إزاء هذا الوضع المتردي، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن هذا الأمر سيؤدي إلى توقف القدرة الإنتاجية للشركة المشغلة، وبالتالي انفصال الشبكة الكهربائية كليًّا، وكذلك انعدام تغذية المشتركين بالتيار الكهربائي، ومن ضمنهم المرافق الأساسية في البلد”.

ويذكر أن دير عمار والزهراني هما المعملان الحراريان الوحيدان الموضوعان على الشبكة الكهربائية الوطنية حاليًّا في لبنان، في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة السائدة في البلاد، حيث يؤمنان بحدود 550 ميجاوات من الطاقة الكهربائية. وتتزامن هذه الأزمة مع موجة حرارة مرتفعة تضرب المنطقة ولبنان، وصلت معها الرطوبة في بيروت إلى 92%.

اقرأ أيضًا| السعودية تبحث التعاون مع شركات صينية متخصصة بالتطوير العقاري