فورين أفيرز: اجتياح غزة سيكون كارثة لإسرائيل وعلى واشنطن إقناعها بالتراجع

رؤية

الاجتياح البري الوشيك لقطاع غزة سيشكل كارثة إنسانية وأخلاقية واستراتيجية، وعلى المدى البعيد سيضر بأمن إسرائيل كما سيكون له تكلفة بشرية كبيرة، لا يمكن تصورها، في أرواح الفلسطينيين، دونًا عن ذلك سيهدد المصالح الأمريكية الأساسية في الشرق الأوسط.


في صباح يوم 13 أكتوبر 2023، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرًا إلى 1.2 مليون فلسطيني شمال غزة لإخلاء المنطقة خلال 24 ساعة.

وحسب مقال الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، مارك لينش، فإن مثل هذا الهجوم ستكون أهدافه المعلنة هي القضاء على حركة حماس، ردًا على هجومها المفاجئ والصادم في 7 أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة والتي خلفت نحو 1500 قتيل إسرائيلي وعشرات الأسرى.

الاجتياح البري

بدا الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع أمرًا حتميًّا منذ هجوم الفصائل في الـ7 من أكتوبر، ومن جانبها، دعمت واشنطن المساعي الإسرائيلية. وامتنعت عن الحديث عن التهدئة أو ضبط النفس، حسب مقال فورين أفيرز المنشور السبت 14 أكتوبر 2023.

وفي خضم بيئة سياسيّة محمومة، حثت أكثر الأصوات الأمريكية تحمسًا لاتخاذ إجراءات صارمة ضد حماس، ودعت أخرى إلى تنفيذ عمل عسكري ضد إيران بسبب رعايتها المزعومة للعملية، حسب مقال مارك لينش وهو أيضًا أستاذ مساعد للعلوم السياسية بجامعة ويليامز.

كارثة متعددة المستويات

يجادل لينش بأنه وعلى النقيض من مسلك واشنطن الحالي، فإن “هذا هو الوقت الذي يجب أن تكون فيه الولايات المتحدة أكثر هدوءًا وأن تنقذ إسرائيل من نفسها”.

ويرى أن الاجتياح البري الوشيك لقطاع غزة سيشكل كارثة إنسانية وأخلاقية واستراتيجية، وعلى المدى البعيد سيضر بأمن إسرائيل كما سيكون له تكلفة بشرية كبيرة، لا يمكن تصورها، في أرواح الفلسطينيين، دونًا عن ذلك سيهدد المصالح الأمريكية الأساسية في الشرق الأوسط.

دور واشنطن

بعد أن أظهرت تعاطفها مع إسرائيل، يجب على واشنطن أن تركز على مطالبة حليفتها بالامتثال الكامل لقوانين الحرب، وفق المقال، الذي يشير إلى ضرورة توجيه القتال ليضمن عدم سقوط ضحايا من المدنيين، وعدم حدوث قتل جماعي للفلسطينيين ودون تهجيرهم.

ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى، دعمت إيران الهجوم المدوٍ، لكن المؤكد أن طهران زادت من وتيرة دعمها للفصائل الفلسطينية المسلحة في الأعوام الأخيرة، لكن سيكون خطئًا فادحًا، تجاهل السياق المحلي السياسي والاجتماعي الذي دفعه الفصائل المسلحة في غزة لتنفيذ الهجوم، حسب لينش.

عواقب وخيمة

لاقى الرد الإسرائيلي على الهجوم المدفوع بالغضب الشعبي في إسرائيل استحسان أكثر القادة، كما هو الحال لدى الزعماء والساسة في جميع أنحاء العالم، حسب المقال.

ويتابع الباحث مارك لينش بأن لا أحد من هؤلاء الساسة فكر جديًّا في العواقب المحتملة للحرب، سواءًا في غزة، أو في الضفة الغربية، أو في المنطقة برمتها.

ماذا بعد؟ 

إذا ما نجحت إسرائيل في الإطاحة بالفصائل المسلحة، فإنها ستواجه التحدي المتمثل في حكم أراضي القطاع التي تخلت عنها في عام 2005 ثم حاصرتها وقصفتها بلا رحمة في السنوات التالية، ولن يرحب سكان غزة بطبيعة الحال، بالجيش الإسرائيلي، وفق لينش.

ويستدرك المقال بأن أفضل سيناريو بالنسبة لإسرائيل هو القيام بحملة طويلة الأمد لمكافحة تمرد واسع النطاق في بئية معادية بشكل كبير وليس لدى سكانها ما يخسرونه، وفي السيناريو الأسوأ بالنسبة لإسرائيل يمكن أن تشتعل الضفة الغربية في رد فعل غاضب على السلوك الإسرائيلي في غزة.

ربما يعجبك أيضا