«فورين أفيرز»: مؤتمر COP27.. أساليب جديدة لمواجهة تغير المناخ

بسام عباس

على مدى العقود الثلاثة الماضية، اجتمع دبلوماسيون من جميع أنحاء العالم 26 مرة في مؤتمر سنوي للتخطيط لمعركة لمواجهة تغير المناخ.


قال تقرير كتبه 4 من صحفيي مجلة “فورين أفيرز” إنه في مؤتمر المناخ COP27 سينتبه الجميع إلى عملية مرهقة للدبلوماسية العالمية، لاتخاذ القرارات بتوافق آراء 197 دولة.

وأضاف التقرير، الذي نشر يوم الجمعة 4 نوفمبر 2022، إن مؤتمر COP27، المنعقد في مصر، جاء في منتصف موسم الأعاصير النشط، وبعد موجات حر قياسية، وجفاف عرّض 22 مليون شخص في إفريقيا لخطر المجاعة، وفيضانات غمرت ثلث باكستان.

مناقشات لا نهائية

أضاف التقرير أن الحكومات ستتقاتل بشأن المبلغ، الذي ينبغي للدول الأكثر ثراءً أن تدفعه لمساعدة الدول الفقيرة، بما في ذلك كيفية تعويض الدول النامية عن الخسائر والأضرار الناجمة عن الكوارث المتزايدة المرتبطة بالمناخ.

وأشار إلى أن الحكومات ستتجادل أيضًا بشأن الدول التي تأخرت في الوفاء بتعهداتها، وأيها تبذل قصارى جهدها لمكافحة أزمة المناخ، وستستجد مناقشات لا نهاية لها بشأن العملية، التي غالبًا ما ستطغى على الجوهر الفعلي للتحكم في الانبعاثات، وإدارة الآثار المناخية.

حكومات أكثر اتفاقًا

قال التقرير إن الحدّ من الانبعاثات يجب ألا يكون مرتبطًا بالإجماع العالمي، مشيرة إلى أن عددًا من النشطاء وبعض الحكومات بدأوا في تبني نظرية جديدة للتعاون المناخي، تتجنب السعي إلى التوصل إلى توافق في الآراء بين جميع الدول، ويركز هذا النهج الجديد على التقنيات والسياسات الضرورية لخلق اقتصاد أنظف.

وأشار إلى أن هذا النهج يتطلب التعاون بين القادة الصناعيين والمستثمرين والعمال والحكومات الأكثر اتفاقًا، من أجل انتقال أسرع بعيدًا عن الكربون. عندما لا تكون التقنيات الخضراء جاهزة بعد، أو بالنسبة لبعض قطاعات الاقتصاد العالمي، التي تفتقر إلى الخبرة في تنفيذ تخفيضات كبيرة في الانبعاثات.

تحول جذري

ذكرت “فورين أفيرز” أن زيادة الكربون في الغلاف الجوي يؤدي لارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة العواصف والجفاف وغيرها من الكوارث الناجمة عن الاحترار العالمي، ولذلك ينبغي خفض صافي الانبعاثات إلى الصفر خلال العقود المقبلة، لمنع تغير المناخ.

وأوضحت أن القضاء على انبعاثات الكربون يتطلب تحولًا جذريًّا في معظم الصناعات، وسيحتاج كل قطاع إلى استراتيجية فريدة لإجراء التحول، وستتطلب بعض القطاعات، مثل الزراعة، مناهج مميزة متعددة، لافتًا إلى أن الحدّ من إزالة الغابات يتطلب إعادة صياغة سياسات استخدام الأراضي جزئيًّا، مع وجود حوافز أقوى.

اتباع أساليب متنوعة

أضاف التقرير أن النهج الجديد يعتمد على التعاون داخل مجموعات صغيرة من الحكومات والشركات لوضع الحلول واختبارها. ومع نضوج هذه التقنيات ستنخفض تكاليفها، وسيصبح الناس أدرى بمدى فعاليتها، ويمكن للتعاون بعد ذلك أن يتوسع، مع تبني مزيد من الاقتصادات لهذه التكنولوجيات المتفوقة والأنظف.

ولفت إلى أن اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، المصمم من أجل المرونة، سمح للدول المختلفة باتباع أساليب متنوعة لخفض الانبعاثات، وفي العام الماضي، حدثت مشاركة غير مسبوقة من الشركات التجارية والمالية، فضلًا عن الحكومات التي تؤيد نظرية التغيير الجديدة هذه.

تطوير التقنيات الخضراء

أفادت المجلة الأمريكية، في تقريرها، بأن التحول الصناعي إلى النهج الأخضر غالبًا ما يكون محفوفًا بالمخاطر، وغارقًا في المجهول، وأن مستوى المخاطر يعتمد على مرحلة التطور التكنولوجي، التي يمكن أن تختلف حسب القطاع والتطبيق، فهذه التقنيات الجديدة باهظة الثمن، وتتطلب مخترعين ورجال أعمال متحمسين لها.

وأضافت أن أفضل الأفكار تكون مجهولة النتيجة، والإنفاق عليها مقامرة، ولتطوير التقنيات الخضراء، ينبغي على صانعي السياسات إيجاد طرق لتحديد الأفكار والجهات الفاعلة الجديدة الواعدة، وإنشاء محافظ لتنويع مخاطر الاستثمار، والتعامل مع هذه التحديات يتطلب سياسة صناعية ذكية، تختلف حسب القطاع والحاجة.

بذور التغيير

أوضح التقرير أن القطاع الأكثر احتياجًا لإصلاح المناخ هو الزراعة، الذي يمثل ما يقرب من 25% من الانبعاثات العالمية، مشيرًا إلى أنه يلوث بمجموعة متنوعة من الطرق، من إنتاج الأسمدة وإزالة الغابات، إلى انبعاثات كبيرة من غاز الميثان الناتج من زراعة الأرز وتربية الماشية.

وأضاف أن القطاع الزراعي جاهز للتحول، بعد أن طوّر المخترعون طرائقَ غير مكلفة لخفض انبعاثات الزراعة، لافتًا إلى أن العلماء تمكنوا من هندسة محاصيل تحتفظ بالغاز في جذورها، وأنه باستخدام المزارعين لهذه المحاصيل سيتراكم الكربون في التربة، وليس في الغلاف الجوي، ما قد يقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري.

كيف ينجح المؤتمر؟

أوضح التقرير أن مؤتمر COP27 يمكن أن يظل ناجحًا، أو على الأقل لا يعيق الزخم القائم بالفعل، لأن أكثر ما يهم لن يكون دبلوماسية متعددة الأطراف كبيرة الكلفة، لكن بدلًا من ذلك، الاجتماعات الجانبية العملية للحكومات والشركات الراغبة والقادرة على فرض التغيير.

وأضاف أن المؤتمر لكي ينجح ينبغي أن يستضيف التحالفات، التي تركز على الصناعة والمصداقية والعمل الواضح، مختتمًا أن هذه العملية ستكشف إلى أين تتجه التكنولوجيا والأعمال والممارسات الزراعية، وما يمكن أن تفعله الحكومات لدعم القطاعات في أثناء تحولها إلى الأخضر، والتخلص من الكربون.

ربما يعجبك أيضا