فويس أوف أمريكا | في لبنان.. الاستياء يزداد من قوة حزب الله السياسية والعسكرية

آية سيد

ترجمة – آية سيد

هناك استياء متزايد بين صفوف اللبنانيين من أن حزب الله، صاحب القوة السياسية والعسكرية، هو من يتخذ القرار في البلاد.يقول المحللون إن المواجهة مع إسرائيل على غرار 2006، والتي عززت صورة الميليشيا حينها، ليست خيارًا لحزب الله المدعوم إيرانيًّا الآن، حيث إنه يُعدّ جزءًا من المشكلة. حتى بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان يدعو جيش الدولة المحاصرة لـ”مواجهة حزب الله من أجل لبنان”.

وقالت المحللة اللبنانية دانيا قليلات الخطيب، من معهد عصام فارس في الجامعة الأمريكية ببيروت، إنه بينما كان “حزب الله يجمع القوة ويستعرضها، زاد في الوقت نفسه الاستياء بين معارضيه ووضع نفسه في موضع التهديد للآخرين”، وهو ما رأيناه مؤخرًا في عملية قتل انتقامية تورطت فيها قبيلة عربية مسلمة سُنية.

وأضافت في مقال بصحيفة عرب نيوز السعودية، إن الحادثة “أظهرت أن حزب الله ليس منيعًا كما بدا من قبل، وأنه يمكن ترهيبه. وقالت الخطيب إن هذا شجّع المحتجين على الهتاف بشعارات مناوئة لحزب الله في إحياء ذكرى انفجار بيروت 2020 الأسبوع الماضي، حيث “أشارت الأصابع إلى الجماعة لجلبها أطنان من نترات الأمونيوم بطريقة غير شرعية إلى مرفأ بيروت”.

فيما نفى زعيم حزب الله حسن نصر الله أن الجماعة تحكمت في الحكومات اللبنانية أو أنها تملك أغلبية تسمح لها بالتصرف بمفردها، وفقًا للإصدار الإلكتروني لصحيفة عرب ويكلي.

ونفى نصر الله بشكل متكرر أيضًا الاتهامات بأن الحزب احتفظ بمستودع أسلحة في مرفأ بيروت أو أنه قد يكون مسئولًا عن الانفجار المأساوي للمرفأ. وقال في خطاب متلفز عقب وقت قصير من الانفجار، “لا نملك شيئًا في المرفأ: لا مستودع أسلحة، ولا مستودع صواريخ ولا صواريخ ولا بنادق ولا قنابل ولا رصاص ولا نترات الأمونيوم”.

وتتميز الاحتجاجات الغاضبة على فساد النخب السياسية في البلاد الآن بمزيد من الإدانة الشعبية لحزب الله، حيث تُوجه اتهامات للميليشيا والحزب السياسي الذي يملك مشرعين في البرلمان ببيع بلدهم إلى إيران. وقالت منى يعقوبيان، من معهد الولايات المتحدة للسلام للمجموعة البحثية التابعة لتشاثام هاوس في لندن، إن حزب الله تطور من مناصرة “مقاومة الاحتلال الإسرائيلي” ليصبح “الحرس الإمبراطوري لنظام لبنان الفاسد والقائم على المحسوبية”. حيث “استغل حزب الله على مدار السنوات مؤسسات الدولة، والبرلمان، والوزارات، والخدمة المدنية، واستخدم نفوذه لكسب السلطة، ولنشر المحسوبية وجني العائدات. لقد وّرط نفسه في هذا النظام الفاسد بشدة. في احتجاجات أكتوبر 2019 وما بعدها، نرى أن حزب الله لم يعد يُنظر له على أنه فوق الفساد. لقد شوهه هذا السلوك حتى داخل قاعدته، وأصبح هناك سخط متزايد، وحتى رد فعله على الاحتجاجات، ومحاولته قمعها. ماذا يقول هذا عن مسار الجماعة والدولة؟”. وحث بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان بشارة بطرس الراعي، الجيش خلال قداس الأحد إلى “مواجهة حزب الله من أجل لبنان”.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عنه قوله: “نحن ندعو الجيش اللبناني، المسئول إلى جانب القوات الدولية عن أمن الجنوب، إلى تولي السيطرة على أراضي الجنوب بالكامل … لمنع إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية، ليس لأجل سلامة إسرائيل، وإنما لأجل سلامة لبنان”.

وقال الراعي إنه لا يستطيع “قبول أن حزب يقرر السلام والحرب… القرار الوطني موكل إلى ثلثي أعضاء الحكومة.” وأشار إلى 19 صاروخًا جرى إطلاقهم من جنوب لبنان على شمال إسرائيل يوم 6 أغسطس، وجرى اعتراض بعضها وسقط الآخرون في مناطق مفتوحة، ولم تقع خسائر.

وقالت المحللة دانيا قليلات الخطيب: “ينبغي أن يتخذ حزب الله القرار الواعي بتقليص الحجم، وتفكيك “كتائب المقاومة” ويطالب الجماعات المسلحة الأخرى بنزع السلاح أيضًا لكي يؤمّن بقاؤه ويُجنِّب لبنان مواجهة مدمرة”.

للإطلاع على المقال الأصلي إضغط هنا

ربما يعجبك أيضا