ما هي تقديرات المراقبين لخسائر الحرب في السودان؟
قال مراقبون إن الشرارة الأولى للمواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، أخرجت مطار الخرطوم من الخدمة ودمرت أحياء كاملة.
وأوضحوا أن ذلك حرم البلاد من 5% من إجمالي صادراتها ووارداتها البالغة في مجملها 15 مليار دولار، وأفقد الخزينة السودانية عائدات صادرات الذهب، التي تعادل 50% من الصادرات بقيمة ملياري دولار.
تعطيل قسري لقطاع البنوك
تسببت الحرب الدائرة بين طرفي النزاع أيضًا في تعطيل قسري لقطاع البنوك، ما تسبب في عدم السيطرة على سعر الصرف، ليبقى الأثر الرسمي في العملة غير واضح، حتى تعود البنوك للعمل.
فيديو مفزع لما آلت إليه الأوضاع في منطقة " شمبات" بالخرطوم بحري، عقب المعارك العنيفة والقصف الجوي من قبل الجيش خلال اشتباكه مع قوات الدعم السريع المتمردة.#السودان pic.twitter.com/8JD0cxhrbu
— Sudan News (@Sudan_tweet) April 24, 2023
وتسببت الاشتباكات أيضًا في وقف حركة التجارة مع مصر، التي يقدر حجمها 10% من صادرات وواردات البلاد، ويشكل الذهب أهم موارد السودان من العملة الصعبة، وتوقف صادرات المعدن الأصفر سينعكس سلبيًّا، بقدر كبير على موازنة الدولة.
اقرأ أيضًا| شراكة تاريخية.. لماذا تعزز أمريكا علاقاتها بدول المحيط الهادئ؟
نصف مليار دولار خسائر يوميًا
نقلت قناة سكاي نيوز عن الخبير الاقتصادي، أبوبكر الديب، تقديره لخسائر الحرب في السودان، الذي يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وانعكاساتها على الحياة اليومية، مقدرًا تكلفة المعارك الدائرة بنحو نصف مليار دولار يوميًّا، اعتمادًا على حجم الخسائر ومعوقات النمو الاقتصادي، وتعطيل الخدمات والمرافق الحيوية بالبلاد.
السوق المركزي السوداني الشهير #بالخرطوم
تم تدميره عن بكرة ابيه" pic.twitter.com/bt5TOQ5fpL— اوبزيرفر | (@B667i) April 24, 2023
وقال الديب إن تصاعد الحرب الحالية من شأنه أن يدفع الناتج المحلي الإجمالي للتراجع، فضلاً عن تعطل عمل برنامج الغذاء العالمي، والإضرار بملايين السودانيين، بعد أن كانت توقعات صندوق النقد الدولي للنمو الاقتصادي تشير إلى نسبة 1.2%.
وحذر الخبير الاقتصادي من أنه في حال استمرار التصعيد المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، فإن مؤسسات التمويل الدولية لن تفرج عن أي مساعدات لصالح السودان، ما يعمّق من تأثيرات الحرب في المواطنين.
تجاهل قوانين الحرب
على المستوى الإنساني، أصدرت منظمة الأمم المتحدة بيانًا تحذر فيه من تداعيات استمرار القتال في السودان، وقال رئيس البعثة الأممية، فولكر بيرتس، إن الطرفين المتقاتلين تجاهلا قوانين الحرب وأعرافها، وشنا هجمات على المناطق السكانية دون الأخذ بعين الاعتبار سلامة المدنيين والمستشفيات، أو حتى السيارات التي تقل المرضى والجرحى.
وأضاف، خلال طلب إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، إن جهوده في الفترة الأخيرة، جنبًا إلى جنب مع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية، تركزت على تأمين توقف القتال لأغراض إنسانية أو وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذه الجهود حققت نجاحًا محدودًا حتى الآن.
اقرأ أيضًا| لمواجهة النفوذ الصيني.. أستراليا تطلق مبادرة للدفاع عن جزر الباسيفيك
انهيار النظام والقانون
حث المبعوث الأممي في السودان الجانبان على التقيّد بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وشدد على ضرورة منح المدنيين ممرًا آمنًا لمغادرة مناطق القتال الفعلي والوصول إلى الإمدادات.
وأشار إلى أنه في حالة استمرار القتال، سيزداد انهيار النظام والقانون بأنحاء السودان، الذي قد يصبح مجزّأ بقدر أكبر، بما يخلّف أثرًا مدمرًا في المنطقة، حسب تعبير المبعوث الأممي، وحذر قائلًا: “حتى لو انتصر طرف، فإن السودان سيخسر”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1498730