فيضانات البندقية.. جرح سيترك آثارًا لن تمحى

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تقع مدينة البندقية الإيطالية الشهيرة تحت الحصار بسبب مياه الفيضان التي ارتفعت إلى مستويات لم تشهدها منذ 53 عامًا، وغرقت المدينة بمياه مدٍّ هو الأعلى منذ عام 1966، وسجلت المياه ارتفاعا مقداره 1.87 مترا، طبقا لمركز رصد مياه المدّ.

وغرقت الوجهة السياحية الشهيرة بالكامل، وتظهر لقطات مصورة المواقع السياحية وقد غمرتها المياه،  حيث غرق ميدان سانت مارك بأكثر من متر واحد، كما تضررت دار الأوبرا في المدينة، وغمرت المياه كنيسة سانت مارك.

وللمرة السادسة وطبقا للسجلات، فإن كنيسة سان ماركو في غضون 1200 عام غرقت ست مرات، أربعٌ منها وقعت في العشرين عاما الأخيرة، بحسب بييرباولو كامبوستريني، أحد أعضاء المجمع الكنسي.

وقال ماركو بيانا، المسؤول في كنيسة القديس مارك: “في كل مرة يحدث فيها فيضان، نتضرر كثيرا ويستغرق الإصلاح وقتًا أكبر، ثم يحدث فيضان لاحق وتتوقف عملية الإصلاح، وبالتالي فإن الضرر الأول الذي لحق به لا تتم عملية إصلاحه”.

وتتكون مدينة البندقية من أكثر من مئة جزيرة داخل بحيرة شاطئية قبالة الساحل الشمالي الشرقي لإيطاليا.

قدر سيمون ترافاجين، الذي يدير متجرا يبيع أقنعة البندقية التقليدية، أنه قد تم تدمير حوالي 40.000 يورو (34000 جنيه إسترليني) من البضائع، قال: “يجب أن ألقي بها بعيداً”، بحسب صحيفة “الجارديان”.

وقال كلاوديو فيرنيير، رئيس جمعية تجار ميدان “سانت مارك”: “نشعر بالعجز في مواجهة الطبيعة، لكننا نشعر بخيبة أمل أيضًا لأن السياسة أو التكنولوجيا قد فشلت، لقد كانوا يتحدثون عن الدفاع عن هذه المدينة لعقود من الزمان ولكن هذا كل ما يفعلونه: الكلام فقط”.

تم إغلاق مدارس ومتاحف المدينة وكذلك كنيسة سانت مارك، حيث كانت المرة الأخيرة التي ملأت فيها المياه الكاتدرائية يعود تاريخها إلى 1000 عام في نوفمبر 2018 ، وتقدر تكلفة إصلاح الأرضيات الرخامية والأبواب المعدنية البرونزية بنحو 2.2 مليون يورو.

ويقول لويجي بروجنارو، عمدة البندقية، إن التغير المناخي سبب هذا “الوضع المأساوي”، ودعا لإنهاء مشروع طال انتظاره لبناء حواجز قبالة الشاطئ في أسرع وقت.

وأضاف “تحدثت في بيان وألقيت باللوم الصريح على فشل السلطات في إكمال مشروع Mose البالغ تكلفته 6 مليارات يورو، والذي تم تصميمه عام 1984 لحماية مدينة البندقية من المد والجزر المرتفع ولكن لم يتم تشغيله بعد”، وأشار إلى أنه بدأ العمل  على المشروع في عام 2003 ، لكنه عانى من التأخير وقضايا لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك فضيحة فساد ظهرت في عام 2014.

ووعد بروغنارو باستكمال حاجز الفيضان، وتهدف هذه الحواجز المنقولة تحت البحر إلى الحد من الفيضانات الناجمة عن الرياح الجنوبية، التي تدفع المد إلى البندقية، مضيفا “مستويات الفيضان تمثل “جرحا سيترك آثارا لن تمحى”.

سقط قتيلان على جزيرة بيليسترينا، وصُعق الأول بالكهرباء بينما كان يحاول الاستعانة بمضخة في بيته، بينما عُثر على جثة الثاني في مكان آخر، وقال عمدة البندقية لويجي بروغنارو، إنه سيعلن حالة الكوارث.

وتعرضت إيطاليا لسقوط أمطار غزيرة، وسط توقعات بمزيد من الطقس السيء خلال الأيام المقبلة.

ربما يعجبك أيضا