فيضانات باكستان كارثة إنسانية جديدة في بلد لا تنقصه الكوارث

علاء بريك

المياه تغرق المدن الباكستانية وتزيد من تدهور الوضع الكارثي في باكستان


قاربت خسائر باكستان البشرية جراء الفيضانات الموسمية نحو 1000 قتيل وآلاف المشردين ودفعت البلاد إلى طلب المساعدة من الخارج.

كانت مناطق جنوب باكستان الأكثر تضررًا من الأمطار، لا سيما منطقة السند التي تلقت ما يقرب من 8 أضعاف متوسط هطول الأمطار في أغسطس، ما أدى إلى كارثة إنسانية كبرى بسبب الفيضانات العارمة التي تركت نحو 400 ألف منزل في حالة من الدمار.

فيضانات عارمة

تشهد باكستان منذ يونيو الماضي موجة من الفيضانات غير مسبوقة منذ 2010 تسببت في إزهاق أرواح نحو 1000 شخص وتشريد آلاف آخرين في كارثة إنسانية تضاف إلى ما يعانيه هذا البلد من مآسٍ ومهالك وظروف إنسانية شديدة البؤس.

وعلى إثر هذه الفيضانات أعلنت الحكومة الباكستانية اليوم السبت، 27 أغسطس 2022، خالة الطوارئ القصوى في جميع أنحاء البلاد تحسبًا لحدوث فيضانات جديدة مع توقع مزيد من الهطولات المطرية وارتفاع في مناسيب الأنهار.

تعازي ودعم

قدمت عدد من الدول العربية تعازيها ومواساتها للحكومة الباكستانية والرئيس الباكستاني على خلفية الفيضانات العامة التي اجتاحت البلاد مؤخرًا، وكان من بين الدول مصر والإمارات والسعودية والأردن وفلسطين، بحسب ما نقلت عدة وسائل إعلامية.

من جهته، طلب رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، أمس الجمعة، 25 أغسطس 2022، الإغاثة الدولية لمساعدة باكستان على مواجهة أضرار الفيضانات بعد لقائه بدبلوماسيين أجانب في عاصمة البلاد لتباحث أضرار الفيضانات، وأشار إلى أن حجم الخسائر فاق أسوأ فيضانات البلاد عام 2010.

تغيرات مناخية

بحسب ما نقلته شبكة “بي بي سي” عن شهباز، يوم الجمعة 25 أغسطس 2022، فإن الفيضانات ألحقت أضرارًا بـ33 مليون باكستاني، أي ما يمثل نحو 15% من مجمل سكان باكستان، ما يستحضر في الأذهان فيضانات 2010-2011.

وقالت وزيرة المناخ الباكستانية، شيري رحمن، إن البلاد تمر بدورتها المطيرة الثامنة وهذا يخالف ما اعتدنا عليه من وجود 3 إلى 4 دورات مطيرة فقط، وقالت إن نسبة الفيضانات العارمة صادمة وتركت نحو 400 ألف منزل في حالة من الدمار.

الفيضانات حول العالم

لم تقتصر الفيضانات على باكستان، بل طالت عدة دول في النصف الشمالي من الكوكب، حيث اجتاحت الفيضانات عدة مدن بريطانية وأمريكية وغيرها في وقتٍ تشهد فيه كل من أوروبا وأمريكا موجات جفاف، ما يدل على عمق الأزمة المناخية الوشيكة، حسب ما كتبت الصحفية المختصة بشؤون المناخ سوميني سينجوبتا في نيويورك تايمز في 5 أغسطس 2022.

وقد توصلت دراسة جديدة منشورة في دورية نيتشر العلمية، في 28 يونيو 2022، إلى أن 1 من كل 4 أشخاص، أي ربع سكان الكوكب، معرض لخطر الفيضانات تصل ارتفاعها إلى نحو ربع متر، ما يهدد الأرواح والأرزاق، لا سيما في المناطق الفقيرة.

ربما يعجبك أيضا