الحركات الأمريكية المناهضة للحرب بين فيتنام وغزة.. هل يُعيد التاريخ نفسه؟

شبح الحركة المناهضة لحرب فيتنام عاد ليناهض الحرب على غزة.. هل ينجح الطلاب في التأثير على البيت الأبيض؟

بسام عباس
المظاهرات في الجامعات الأمريكية

قارنت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بين الحركة المناهضة لحرب فيتنام التي انطلقت عام 1968، والحركة المناهضة التي انطلقت حديثًا ضد الحرب على قطاع غزة، وكشفت عن علاقة هذه الحركات المناهضة بجيل الشباب وأروقة الجامعات في الولايات المتحدة.

وتحدثت عن إعادة التاريخ نفسه مرةً أخرى مع تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحرب على قطاع غزة، مثلما حدثت احتجاجات مُماثلة لها عام 1968 في شيكاغو، حين اشتبك المتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام مع ضباط الشرطة، مشيرةً إلى أن الحركة بدأت في حرم الجامعات.

قناعة أخلاقية

قال الكاتب الأمريكي، تشارلز بلو، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز السبت 27 أبريل 2024، إن المتظاهرين المناهضين لحرب فيتنام، في المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968 في شيكاغو، اشتبكوا مع عناصر الشرطة الذين وصفتهم لجنة فيدرالية بالوحشية في المواجهات، ما أدى إلى صرف التركيز على المؤتمر.

وأضاف أن هؤلاء المتظاهرين الشباب بلغوا سن الرشد وهم يشهدون احتجاجات مستمرة وفعالة خلال حركة الحقوق المدنية والحداد الوطني بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي، والسيناتور روبرت كينيدي، والقس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي كان قد أعلن قبل عام معارضته للحرب.

وذكر أن ذلك الجيل كان مستعدًا للاحتجاج، مع قناعة أخلاقية كأساس لغضبه بشأن حرب فيتنام، فبدأت الحركة ضدها في حرم الجامعات، لافتًا إلى أن منظمي المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968، خططوا لاحتجاج كبير، كان من المقرر تنظيمه بغض النظر إذ جرت الموافقة عليه أم لا، وهو ما جذب الطلاب من جميع أنحاء البلاد.

The police and demonstrators clashing outside the 1968 Democratic National Convention in Chicago.

مظاهرات مناهضة للحرب في فيتنام عام 1968

مناهضة الحرب على غزة

أوضح الكاتب أن هذا الحراك في عام 1968 يتجلى الآن مرة أخرى، إذ يتابع الشباب، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشعر الكثيرون بالرعب مما يرونه، مشيرًا إلى أنهم نشأوا أيضًا مع الحركات الاحتجاجية مثل “احتلوا وول ستريت”، و”حياة السود مهمة”، وحملة “باركلاند” بولاية فلوريدا، وحملة السيطرة على الأسلحة الطلابية.

وأضاف أن أكثر من 1000 قس إفريقي أمريكي دعوا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، فيما تشهد الولايات المتحدة انتشار الاحتجاجات المناهضة للحرب عبر حرم الجامعات، وكما حدث في عام 1968، سينتهي الفصل الدراسي قريبًا، وسيغادر هؤلاء الطلاب الجامعة، ما يتيح المزيد من الوقت والطاقة لتركيز جهودهم على اللجنة الوطنية الديمقراطية في شيكاغو في أغسطس المقبل.

وذكر أن الجماعات المناهضة للحرب تخطط لتنظيم احتجاجات كبيرة في المؤتمر، لافتًا إلى أن هذه اللجنة الوطنية الديمقراطية هي الأهم منذ عام 1968، أيضًا في شيكاغو، عندما نظم المتظاهرون في حرب فيتنام وحركة “تحرير السود” مظاهرات حاشدة جرى قمعها بعنف.

متورطون في الصراع

قال الكاتب إن المتظاهرين والعديد من الناخبين يشعر بالاستياء، فالكثيرون منهم يشعرون أنهم يشهدون إبادة جماعية بمساعدة وتحريض من رئيس أمريكي دعموه، كما يشعرون بأنهم متورطون شخصيًا في صراع يزداد فيه عدد القتلى باستمرار، دون نهاية تلوح في الأفق. وهي مسألة أخلاقية بالنسبة لهم، ولن يتغير موقفهم بسهولة.

وأوضح أنه ليس من السهل أن تتجاهل مشهد جثة طفل ميت بين ذراعي أمه، ولا أطفال جياع يتدافعون بحثًا عن ساتر عندما يتعرضون لإطلاق النار، ليس من السهل إزالة الحطام بعد تعرض قافلة من شاحنات المساعدات الغذائية لإطلاق النار ومقتل العديد من عمال الإغاثة، لقد شاهد الأمريكيون كل هذه الأشياء على أجهزة التلفاز وهواتفهم الخاصة.

ربما يعجبك أيضا