في اليوم العالمي للمرأة.. قوانين وقرارات أنصفت النساء في الدول العربية

إلى أين وصلت المرأة العربية بعد سنوات كفاح ممتدة؟ وما أبرز التشريعات التي أنصفتها؟ وإلى أين تسعى للوصول؟

في السنوات القليلة الماضية حصلت المرأة العربية على الكثير من المكاسب، وتبوأت مكانة كانت تظنها منذ عهد قريب، مجرد حلم بعيد، لكنها لا تزال تطمح إلى المزيد ولن تكف عن السعي حتى تتغير النظرة والمفاهيم وليس فقط القوانين.

مكاسب تاريخية للسعوديات

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز

منذ تولِّي الملك سلمان مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية حققت المرأة السعودية مكاسب تاريخية لم تكن تحظى بها من قبل، ففي العام الأول لحكمه جرت أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة بوصفها ناخبةً ومرشحةً أيضًا، والتي فازت فيها 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية بالسعودية.

وفي 26 سبتمبر 2017 أصدر العاهل السعودي أمرًا يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة، وبالفعل بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ يونيو 2018. كما صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين في العام نفسه على قانون لمكافحة التحرش. وفي 14 فبراير 2018 أصبح بإمكان المرأة البدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة إلى موافقة ولي الأمر.

أولوية ملف المرأة وكسر النمط الاجتماعي

2019 كانت سنة الإقرار الرسمي السعودي بأولوية ملف المرأة، فتضمن تكريس مبدأ إشراكها في تدبير الشأن العام. وتولت المرأة عددًا من الوظائف كانت حكرًا على الرجال، فأصبحت الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية في أمريكا عام 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب. وتبقى للسعودية ميزة مهمة، وهي أن القرار السياسي فيها كسر التنميط الاجتماعي الذي همّش المرأة عقودًا من الزمن.

حصلت المرأة على حقها في التبليغ عن مولودها، وصدر مرسوم ملكي برفع سن تقاعدها إلى 60 عامًا. وبموجب تعديلات على أنظمة الأحوال المدنية أتاحت لها استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون موافقة ولي الأمر. وتقول الكاتبة السعودية أمل عبد العزيز الهزاني “الفرص كانت شحيحة لكنها اليوم متاحة، البارحة كنا مهمومين بقضايا وأصبحنا منها بخير، صحيح أننا ما زلنا كنساء نطمع في الأكثر”.

الكاتبة أمل الهزاني

المرأة الإماراتية والقضاء على التمييز

منذ قيام اتحاد دولة الإمارات عام 1971 حرصت الإمارات على الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية التي تهتم بقضايا المرأة، منها اتفاقية القضاء على جميع التمييز ضد المرأة عام 2004 بكل اتجاهاته ودرجاته. وتتمتع الإمارات بعلاقة قوية مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتولت رئاسة المجلس التنفيذي للهيئة عام 2017. وقدمت الإمارات للهيئة منذ إنشائها عام 2010 دعمًا ماليًّا بلغ نحو 26 مليون دولار.

في عام 2019 أصدرت الإمارات قرارًا بالمساواة في الرواتب والأجور بين الجنسين في الجهات الحكومية. ثم أصدرت مرسومًا عام 2020 لمساواة أجور النساء بالرجال في القطاع الخاص، ومنح العامل في القطاع الخاص “إجازة والدية” مدفوعة الأجر لرعاية طفله، لتكون أول دولة عربية تمنح هذه الإجازة للعامل في القطاع الخاص. وتحتل الإمارات المركز الأول إقليميًّا و18 عالميًّا في مؤشر الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين،

الشيخة فاطمة بنت مبارك

مناصفة كاملة

على الصعيد السياسي، صدر عام 2019 قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 بالمئة، هذا القرار أسهم في تحقيق المناصفة الكاملة مع الرجل في “انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019″، في واحدة من السوابق التاريخية على مستوى العالم.

وفي العام نفسه أصدرت دولة الإمارات أيضًا قانون مكافحة التمييز والكراهية، الذي بموجبه حظرت الدولة جميع أنماط التمييز على أساس الجنس. فلا فرق في شغل الوظائف مثلا بين كون المتقدم إليها رجلًا أو امرأة، بالإضافة إلى أي فروق أخرى قد يبدو منها لون من ألوان التمييز، فضلًا عن أن تكون عنصرية لسبب أو لآخر. لأن دولة الإمارات بقيادتها الحالية تجاوزت هذا الأمر بكثير من المسافات.

د. ريهام العاصي

لعقود طويلة عانت المرأة العربية من الإهمال، سواء بسبب القوانين أو الأعراف والتقاليد، كما تقول رئيسة الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية المستدامة، الدكتورة ريهام العاصي لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، فتمثيل المرأة في البرلمانات العربية غير متناسب تمامًا مع عددها في المجتمع، كذلك تمثيلها في الوزارات ومجالس اتخاذ القرار، وهذا يخالف الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة وهي المساواة.

المرأة السعودية كانت تواجه عوائق لمشاركتها داخل المجتمع لموروثات قديمة، وفي ظل التغيرات الجديدة التي قام بها الملك سلمان، صدر كثير من القرارات التي منحتها فرصة كبيرة في مجال تمكين المرأة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا. على حد قول “العاصي” التي أضافت: الإمارات أيضًا تقدمت كثيرًا في ظل قيادتها السياسية الحالية، فتحاول نقل نفسها إلى مكانة أعلى، وانفتاحها على العالم غيَّر كثيرًا في رؤيتها للمرأة.