في ذكرى اغتيال «سليماني» .. المليشيات العراقية لم تتجاوز الخطوط الحمراء التزامًا بتعليمات إيران

يوسف بنده

رؤية

تظاهر آلاف من عناصر وأنصار المليشيات والفصائل في الحشد الشعبي، أمس الأحد،  في الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد، مرددين هتافات من بينها «كلا كلا أمريكا» و«الانتقام». وسط التزام صارم من المليشيات بعدم تجاوز الخط الأحمر بشأن مهاجمة السفارة الأمريكية واقتحام المنطقة الخضراء ببغداد، فيما يبدو أن الوفد العراقي برئاسة أبوجهاد الهاشمي عاد من طهران أمس بقرار يلزم المليشيات الولائية بعدم التصعيد لاسيما أن فترة ترامب الدستورية لم تنته بعد.

وهدد الرئيس الأمريكي ترامب إيران بانها تتحمل المسؤولية إذا تعرضت المصالح الأمريكية في العراق للأذى .

وقتل سليماني والمهندس وثمانية أشخاص آخرين فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 في ضربة استهدفت عربتين قرب مطار بغداد.

وأثارت تلك الضربة العداء القديم الذي يمتد لأربعين عاما بين طهران وواشنطن، بالإضافة لمخاوف من مواجهة في العراق حيث يملك كلاهما نفوذا واسعا.

ويعيش العراق حاليا، أكثر من أي وقت مضى، تحت نفوذ واسع لمؤيدين لإيران باتوا لا يترددون في تهديد حكومة البلاد في ظل غياب سلطة سياسية أو قوة عسكرية لمواجهتهم.

وقبل ساعات من انطلاق التظاهرة، شدد رئيس الوزراء، الذي دخل في صدام مع المليشيات بعد توقيفه لقيادات بتهمة استهداف السفارة الأميركية، على أن الجيش العراقي منسجم ومستعد في أي لحظة لحماية الشعب، مؤكداً أن كل الجيران ودول العالم مستعدون لدعم العراق ونهضته.

في موازاة ذلك حذر رجل الدين البارز مقتدى الصدر من استهداف البعثات الدبلوماسية واتهم بعض الدول والجهات بمحاولة إدخال العراق بساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.

وفي طهران، كان لافتاً أن السلطات، التي تراهن على “تحسن الأجواء” خلال عهد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن اكتفت بكلمات رثاء ودعوات حذرة للثأر وسط قيام واشنطن بحشد قطع بحرية وقاذفات استراتيجية بالمنطقة أخيراً.

مات من كان يحكم أربع دول عربية

وفي مقال له على صحيفة الشرق اللبنانية، قال الكاتب عوني الكعكي، معلقًا على ذكرى اغتيال قاسم سليماني في العراق: “سليماني الذي حكم أربع دول عربية: سوريا ولبنان والعراق واليمن، قتل بواسطة طائرة Dragon مسيرة، من دون طيار، على يد فتاة أميركية في ميامي في العشرين من عمرها، كانت تلهو على «الكومبيوتر»، فتلقت أوامر بوضع يدها على «زر».

أقول: الحمد لله، أننا وبعد مرور عام على عملية الاغتيال هذه، استطعنا إقامة تظاهرات في سوريا واليمن ولبنان والعراق، وبمعنى أدق، في الدول التي تحتلها إيران حاليا، بالاتفاق مع أمريكا…

قد يفاجأ البعض بإقحام اسم أميركا في عملية احتلال إيران لهذه الدول… لكنني أقول: لا يُظُنّنَ أحد، ولو للحظة واحدة، أن أمريكا لا تعلم أو هي جاهلة بما يحصل.

وأنتهز هذه الفرصة لأقول لشعوب هذه الدول، المغلوبة على أمرها، أن التظاهرات لن تعيد الجنرال سليماني ولا المهندس، فلو كان التظاهر يحيي الأموات، وتعيد أحدا إلى هذه الدنيا، لكان بمقدورنا إعادة آبائنا وأحبائنا، لكن الموت هو نهاية مرحلة… أما مرحلة ما بعد الموت، فالأديان تحدثت عنها بما فيه الكفاية.

من هنا أقول اليوم: «أن الكلام الفارغ والتظاهرات لن تعيد العراق إلى ما كان عليه.. لن يعود العراق إلا من خلال وحدته الوطنية… فالعراق يجب أن يكون أولاً وأخيراً، ولا مصلحة لأحد فوق مصلحة الوطن وشعبه.. وأعتقد وبكل موضوعية أن الرئيس الكاظمي يسير بحكمة وفي الطريق الصحيح، وأنه وضع مصلحة العراق فوق كل مصلحة أخرى».

ربما يعجبك أيضا