في ذكرى الثورة الإيرانية.. عزوف الشعب أفسد دعوات المعممين

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

مع بداية الاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والثلاثين لما يسمى بالثورة الإسلامية، في إيران انطلقت دعوات رجال الدين في طهران لحث جموع المواطنين على المشاركة في المسيرات التي تجوب الشوارع.

وزعم رجل الدين الإيراني، أحمد علم الهدى، أن القرآن ينص صراحة على أن المشاركة في مسيرات إحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران هي أعلى أشكال عبادة الله.

وبحسب وكالة �إلنا� للأنباء التابعة لوزارة العمل والرفاه والشؤون الاجتماعية الإيرانية، زعم علم الهدى، خلال كلمته في صلاة الجمعة الماضية بمدينة مشهد حيث يقع ضريح الإمام الثامن للشيعة، أن الآية 120 من سورة التوبة تنص “صراحة” على أن المشاركة في مسيرات إحياء ذكرى انتصار ثورة 1979 هي أعلى وأهم أشكال عبادة الله. مشددا على أن المسلم يجب عليه أن يشارك في هذه المسيرات بحكم القرآن.

وأضاف يجب عليهم ألا ييأسوا من النظام الإسلامي بسبب بعض المشكلات الاقتصادية أو بعض الضغوط المعيشية، لأن أعداء الثورة يقفون خلف افتعال هذه المشكلات لضرب النظام الإسلامي، وأن الأعداء يروجون لأنه يستحيل إصلاح الوضع في إيران.

جاء ذلك في أعقاب العزوف الشعبي الواضح رغم الدعوات الرسمية للنزول إلى الشوارع.

عزوف شعبي

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، مقاطع فيديو تظهر التجاهل الواضح للذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في إيران، وذلك من خلال الأعداد القليلة المشاركة بمسيرات إحياء الذكرى.

وظهرت في أحد الفيديوهات مسيرة أقيمت بمدينة “قهدريجان” لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 50 شخصًا، أكثرهم من أفراد الشرطة والحرس الثوري، رغم أن عدد سكان المدينة يتجاوز 5 آلاف نسمة.

احتجاجات واسعة

وظهرت في فيديو آخر نشره موقع “إيران برس نيوز” اشتباكات خلال مسيرة بين متظاهرين معارضين للنظام من جهة، ومشاركين مدعومين من الحرس الثوري من جهة أخرى.

كما اندلعت احتجاجات واسعة في شارع “ولي عصر” وسط العاصمة الإيرانية طهران، فيما رفع محتجون شعارات ضد النظام، والمرشد الأعلى علي خامنئي.

وأفاد موقع “آمد نيوز” الداعم للاحتجاجات الشعبية في إيران، أن “مسيرة حاشدة انطلقت من شارع “ولي عصر” باتجاه ساحة فردوسي، وسط مشاركة عدد كبير من المواطنين”.

وردَّد المتظاهرون، بحسب ما أظهر مقطع فيديو نشره الموقع، شعار “الموت للديكتاتور”، في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

ونقل الموقع عن مصادر، وشهود عيان، قولهم إن “القوات الأمنية أطلقت النار في الهواء لتفريق المحتجين الذين بدأ عددهم يتزايد”، مضيفة أن “السلطات الأمنية أغلقت جميع الطرق المؤدّية إلى شارع “ولي عصر”، خوفًا من تزايد أعداد المتظاهرين”.

وفي سياق متصل، أشارت قناة “صوت الشعب” المعارضة عبر تطبيق تلغرام، إلى انطلاق احتجاجات مناهضة للنظام في شوارع محافظة زنجان شمال غرب إيران.

وحث الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد على الوحدة في خطابه بمناسبة إحياء الذكرى الـ39 للثورة الإسلامية، بعد مظاهرات هزت البلاد الشهر الماضي وأوقعت أكثر من عشرين قتيلا. وقال روحاني (70 عاما) إن أتباع كل الأعراق والأديان في إيران هم ثوريون ويجب احترامهم.

ومع نهاية عام 2017 وبداية عام 2018 شهدت مختلف المدن الإيرانية مظاهرات احتجاجية شعبية عارمة من أقصي الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وردد المتظاهرون هتافات ضد المرشد والرئيس الإيرانيين رافضين التدخل الإيراني في المنطقة.









المظاهرات جاءت نتيجة موجة الغلاء التي وصلت حد تجويع الشعب وسموها “ثورة الغلاء” لكن المراقب للواقع الإيراني يعرف بأن الغلاء في الواقع هو القشة التي قسمت ظهر البعير.

السياسات التي انتهجها النظام الإيراني مست حياة الشعب الإيراني السياسية والاجتماعية والاقتصادية وسببت له الويلات قبل أن تضر الشعوب الأخرى في المنطقة.

فهذه السياسات في الداخل الإيراني وخارجه أضرت بالمواطن من الجهة الاقتصادية والدينية والسياسية والأهم من ذلك نالت من كرامته في الكثير من الأحيان.

ربما يعجبك أيضا