في ذكرى الحرب السورية.. رسائل تضامن من إدلب إلى كييف (صور)

هالة عبدالرحمن

"العدو واحد" تلك كانت رسالة متظاهري إدلب إلى أوكرانيا مع دخول الحرب السورية عامها الثاني عشر


حلت، أول أمس الثلاثاء 15 مارس 2022، ذكرى الحرب السورية التي بدأت منذ 11 عامًا إثر اندلاع الحراك الشعبي ضد نظام بشار الأسد.
وتأتي ذكرى الأحداث السورية لتصادف صدًى شبيهًا لها في العاصمة الأوكرانية كييف، فبعد معارك طاحنة أنهكت الشعب السوري واستمرت أعوامًا طويلة ولا تزال، تجددت الآلام والجراح نفسها، ولكن هذه المرة في أرض أوروبية، ما جعل السوريين يوجهون رسائل تضامن إلى الشعب الأوكراني.

العدو واحد

“العدو واحد” تلك كانت رسالة المتظاهرين في إدلب إلى أوكرانيا مع دخول الحرب السورية عامها الثاني عشر، ويأمل المحتجون في سوريا أن تجدد الاحتجاجات العالمية ضد روسيا، الداعم الرئيس للنظام السوري، الاهتمام بقضيتهم مرة أخرى.

وأحيا آلاف المحتجين في محافظة إدلب ذكرى مرور 11 عامًا على بدء الانتفاضة السورية المناهضة للحكومة، مدعومة بالاحتجاج العالمي على الغزو الروسي لأوكرانيا. وتجمع أكثر من 5000 شخص في الساحة الرئيسة في شمال غرب المدينة يوم الثلاثاء 15 مارس 2022 في واحدة من أكبر التجمعات التي شهدتها المنطقة منذ شهور.

1600

مظاهرات في ذكرى الحرب السورية

نظمت قطاعات من الشعب السوري مظاهرات في ذكرى انتفاضة مارس في شمال سوريا الذي يسيطر عليه المعارضة، محتجين على حالة الحرب الداخلية التي لم تتوقف منذ 11 عامًا، ومنددين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعم لها.

كانت انتفاضة 2011 تحولت إلى حرب أهلية، وبقيت سلطة الرئيس السوري بشار الأسد متماسكة بخيط رفيع حتى ألقى فلاديمير بوتين بالقوة العسكرية الروسية وراء الأسد، وفقًا لـ“الجارديان”.

نصف مليون قتيل سوري

بحسب إحصاءات دولية، سقط نصف مليون قتيل في الحرب، معظمهم لقي حتفه في هجمات شنتها الحكومة السورية وحلفاؤها الروس والإيرانيون، ويأمل عديد من المتظاهرين، أن يكون غزو روسيا لأوكرانيا بداية انفراجة لهم.

وأضافت “الجارديان” أنّ نحو “4 ملايين شخص، نصفهم على الأقل من النازحين، يعيشون في منطقة شمال غرب سوريا، التي تمثل آخر جيب يقاتل قوات الأسد، على الرغم من الهجمات المدعومة من روسيا على مرّ السنوات”.

رسالة تضامن سورية لأوكرانيا

ظهرت بعض الأعلام الأوكرانية خلال المظاهرة في إدلب، إلى جانب لافتات سورية، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الأوكراني، وطالب المحتجون باتخاذ إجراءات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وذكرت الصحيفة، نقلاً عن شهود ومسعفين وجماعات حقوقية، أنّ روسيا استهدفت مرارًا المنشآت الطبية في أوكرانيا، وهو النهج نفسه الذي اتبعته في سوريا، وأشارت إلى أن مستشفى بأوكرانيا تعرّض لضربة روسية في مدينة ماريوبول المحاصرة الأسبوع الماضي، ما أثار اتهامات ضد بوتين بارتكاب جرائم حرب.

بشار يدعم الغزو الروسي لأوكرانيا

لفتت الصحيفة إلى أن بشار الأسد من بين رؤساء الدول القلائل الذين يدعمون علنًا غزو بوتين لأوكرانيا، وأضافت “الجارديان” أن موسكو تقوم بتجنيد آلاف المقاتلين في سوريا من الجيش النظامي ومن الجماعات المسلحة، ووضعهم على أهبة الاستعداد لاحتمال انتشارهم في أوكرانيا.

ورجّحت الصحيفة أنّ المقاومة الشرسة التي واجهتها القوات الروسية في أوكرانيا، والإجراءات ضد بوتين كانت الدافع وراء الحشود في إدلب.

آثار الحروب المدمرة

مع استمرار الصراع، ناشدت الجماعات الحقوقية المجتمع الدولي ألا ينسى سوريا، نتيجة تضرر الاقتصاد السوري بسبب عقد من الصراع والعقوبات المرهقة.

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، جان إيجلاند، هذا الأسبوع: “بينما ننظر بصدمة ورعب إلى ما يجري في أوكرانيا، فإننا نتذكر المعاناة الشديدة والمتفاقمة التي عاناها السكان السوريون، فهي واحدة من أعظم المآسي الإنسانية في عصرنا قد ازدادت سوءًا خلال العام الماضي (2021) في ظل أزمات في أماكن أخرى”.

بيان غربي مشترك

في بيان مشترك، قالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة: “تزامن الذكرى السنوية لهذا العام مع العدوان الروسي المروع على أوكرانيا، يسلط الضوء على سلوك روسيا الوحشي والمدمّر في كلا النزاعين”.

ودعت لجنة التحقيق الأممية الخاصة بسوريا الأسبوع الماضي إلى “مراجعة تنفيذ وآثار العقوبات المفروضة حاليًا على سوريا” في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، لكن الدول الخمس قالت إنها “لا تدعم جهود تطبيع العلاقات مع نظام الأسد”.

ربما يعجبك أيضا