في ذكرى رحيلها.. رجال بحياة وردة الجزائرية‎‎

فاطمة ماجد
وردة الجزائرية وبليغ حمدي

في 17 مايو 2012، استيقظ عشاق المطربة الكبيرة وردة الجزائرية على خبر وفاتها بمنزلها في القاهرة، على إثر أزمة قلبية.

لم يكن الحدث بالهين أو البسيط في الأوساط الفنية والشعبية بمصر والجزائر، على وجه الخصوص، حتى أن طائرة عسكرية جزائرية وصلت القاهرة بتكليف من الرئيس الراحل، عبدالعزيز بوتفليقة، لنقلها إلى مسقط رأسها لتدفن هناك.

اقرأ أيضًا: DJ SNAKE يستعد لحفل ضخم بالجزائر.. الموعد والدلالة

وردة الجزائرية

وردة الجزائرية

ذكرى رحيل وردة الجزائرية

شهدت مراسم الدفن الكثير من المشاهد المؤثرة حزنا على الفقيدة، وكان في استقبالها العديد من الشخصيات السياسية والفنية.

ولم تعش وردة الجزائرية حياة هادئة أو مرفهة، كما يتصور البعض، بل كانت حكايتها مع الزمان مريرة وقاسية، منذ ولادتها في لبنان، التي انتقلت منه أسرتها سريعًا إلى فرنسا، وهناك وجدت نفسها تعيش في مرآب مع والديها و5 أشقاء.

حياة صعبة

عاشت أسرة وردة بهذا المكان مدة طويلة، حتى خرجوا من الفقر بعد 5 سنوات، بفضل كفاح والدها، الذي أصبح يمتلك مطعمًا فاخرًا في باريس، يأتي إليه السياح من جميع دول العالم، والعالم العربي خاصة.

وفي هذا المطعم، وعلى خشبة مسرحه، غنت وردة أولى أغانيها، وتعلمت اللغة العربية بفضل الزبائن المترددين على المكان.

اقرأ أيضًا: فجرت غضب الجزائريين.. الفصل بقضية بث مشاهد إباحية‎‎ على التلفزيون

وردة وبليغ حمدي

وردة وبليغ حمدي

رجال في حياة وردة الجزائرية

غابت وردة الجزائرية عن الساحة الفنية بمصر لسنوات في بداية مشوارها، وفضلت الاستقرار الأسري وتزوجت من المجاهد الجزائري، جمال قصيري، وأنجبت منه رياض وداود.

غير أن هذا الاستقرار الأسري لم يدم طويلًا، وعادت للغناء بطلب الرئيس الجزائري السابق، هواري بومدين، لكي تغني في عيد الاستقلال الـ10 للبلاد. وخلال الحفل، التقت الموسيقار المصري بليغ حمدي، وكانت نقطة تحول كبيرة في حياتها، عندما أقنعها بالعودة إلى مصر، وحينها انفصلت عن زوجها.

اقرأ أيضًا| «سلطانة الطرب».. قصة جنازة منيرة المهدية

علاقة وردة وبليغ حمدي

لم يكتف الثنائي وردة وبليغ بالتعاون الفني، وتزوجا في العام 1972، وتعد هذه الفترة الأكثر ازدهارًا في حياة الفنانة الجزائرية، وفيها قدمت أنجح أعمالها.

غير أن وردة انفصلت عن بليغ حمدي عام 1979، لكنها لم تنفصل إنسانيًّا عنه، وظلت إلى جواره في نهاية أيامه بعد قضيته الشهيرة واتهامه بقتل مطربة مغربية شابة. وعقب انفصالها عن بليغ فنيًّا، تعاونت مع العديد من الملحنين منهم محمد عبدالوهاب، وسيد مكاوي، ومحمد الموجي.

حكاية وردة الجزائرية والمشير عامر

واجهت المطربة الراحلة الكثير من الإشاعات خلال مشوارها الفني، لعل أبرزها علاقتها بالمشير عبدالحكيم عامر، وزير الدفاع المصري إبان ستينات القرن الماضي، وتحديدًا خلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا.

وتقول الروايات إن المشير كان عائدًا إلى دمشق بعد رحلة إلى مصيف بلودان، وبالصدفة كانت وردة في طريقها إلى دمشق، لكن سيارتها تعطلت فأمر المشير بتوصيل السيدة إلى المكان الذي تريده. وبعد هذا الموقف أصرت الفنانة على مقابلة المشير لتقديم الشكر على موقفه، وبالفعل ذهبت إلى استراحته في منطقة أبو رمانة بدمشق، حيث كان اللقاء، بحضور العديد من الشخصيات السياسية.

المطربة الراحلة وردة الجزائرية والمشير عامر

المطربة الراحلة وردة الجزائرية والمشير عامر

لكن تقريرًا سريًّا عن هذه المقابلة، وصل إلى مكتب الرئيس المصري، جمال عبدالناصر، وانتشرت الإشاعات وقتها بوجود علاقة بين وردة والمشير عامر. ونفت وردة تلك الاتهامات، واتهمت فنانة أخرى بأنها كانت سببًا في انتشار الإشاعات حولها. وقالت، خلال لقاء تلفزيوني، إن هذه الإشاعة تؤلمها وتؤذي عائلتها كثيرًا.

مسيرة وردة الجزائرية فنيًّا

كان للفنانة الراحلة وردة الجزائرية مسيرة فنية حافلة، قدمت خلالها أكثر من 300 أغنية وباعت أكثر من 100 مليون ألبوم في العالم العربي وخارجه، ومن أشهر أغانيها “خليك هنا”، و”أوقاتي بتحلو”، و”في يوم وليلة”، و”لعبة الأيام”.

وقدمت للتلفزيون مسلسلات منها “أوراق الورد” و”آن الأوان”. ولم تغب عن السينما فقدمت 6 أفلام بينها “ألمظ وعبده الحامولي”، وآخرها “ليه يا دنيا” عام 1994، ورحلت عن عالمنا في 2012.

 

ربما يعجبك أيضا