في ضوء التهديد الإيراني.. من يحمي الملاحة الدولية؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أعمال تخريب طالت 4 سفن وناقلات للنفط في المياه الإقليمية للإمارات العربية المتحدة وتحديدًا قبالة إيران في شرق إمارة الفجيرة. اعتداء يأتي وسط مخاوف على أمن السفن التجارية المدنية وخصوصًا في مناطق ذات منسوب مرتفع من التوتر والتهديد.

تثار تساؤلات ملحة عن الدور الذي ينبغي على المجتمع الدولي القيام به على نحو عاجل لمنع أي طرف من المساس بأمن وحركة الملاحة البحرية، في ضوء إجماع دولي على أن ما حدث يعد تهديدا للأمن والسلامة الدولية، فهل سيكون هناك تحرك سريع بالفعل؟ وكيف يمكن تأمين السفن التجارية في الممرات الملاحية الدولية؟

خليج عُمان.. أهمية استراتيجية

خليج عمان ممر بحري للشحن الدولي يستحوذ على 40 % من حركة نقل صادرات النفط في العالم، يمتد على طول 545 كلم ويربط بحر العرب بمضيق هرمز والخليج العربي.

يحاذي خليج عمان باكستان وإيران من الشمال، ودولة الإمارات العربية المتحدة من الغرب، وسلطنة عمان من الجنوب. موقعه الاستراتيجي جعله ممر شحن دولي حيوي لصادرات النفط العالمية والتجارة بين الشرق والغرب كون مياهه العميقة تسمح بمرور ناقلات النفط. وشهدت المنطفة عبر التاريخ رواجا هاما للحركة التجارية والمبادلات فيما بين الحضارات الكبرى في الشرق كالهند والصين.

كما برز لخليج عمان دور محوري في محطات تاريخية بارزة مرت بها المنطقة، لعل أبرزها الحرب الخاطفة بين أمريكا وإيران عام 1988 وحسمتها واشنطن في يوم واحد عبر إغراق سفن وتدمير منصات نفط إيرانية، عندها بدأ الحديث عن خليج عمان كبديل لمضيق هرمز وذلك للحفاظ على استمرارية تدفق النفط والحفاظ على أسعاره في الأسواق العالمية.

التهديد الإيراني

مضيق هرمز الذي لا تتوانى إيران منذ عشرات السنين بالتهديد بإغلاقه لا سيما في ظل تزايد الضغوط على نظام الملالي في إيران ضاربة بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية، ومواصلة المناورات لكسب مزيد من الوقت.

بدوره قال “توماس كالندر” المسؤول السابق في القوات البحرية الأمريكية، إن البحرية الأمريكية ومنذ الحرب العالمية الثانية وعلى مدى 70 عاما كانت لاعبًا أساسيًا في فتح الممرات المائية وحماية حلفائها في المنطقة خاصة في منطقة الخليج، لافتا إلى حروب النفط في فترة الثمانينيات والدور الذي قامت به البحرية الأمريكية لحماية السفن التجارية.

ويرى اللواء نصر سالم الخبير العسكري والاستراتيجي، أن ما حدث ليس موجها لدولة الإمارات، وإنما رسالة لأمريكا والمجتمع الدولي وخاصة المستفيدين من الملاحة في هذه المنطقة بأنها عاجزة عن تأمين السفن التجارية.

طبول الحرب

ربما ينطبق على أعمال التخريب الأخيرة في الخليج العربي المثل الشائع “القشة التي قصمت ظهر البعير” مع تصاعد الانتهاكات الإيرانية في المنطقة، ما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى التصعيد بفرض مزيد من العقوبات على طهران والتهديد بعمل عسكري ضدها إن لزم الأمر.

ومع عودة حركة الملاحة الدولية في المياه الإقليمية الإماراتية لشكلها الطبيعي، والحديث عن نشوب صدام مسلح بين واشنطن وطهران تستمر التحقيقات لكشف طبيعة العمليات التخريبية الأخيرة ومنع تكراره مرة أخرى لا سيما في ظل تهديدات إيران من جهة وميليشياتها في اليمن من جهة أخرى لحركة الملاحة الدولية بمضيق هرمز وباب المندب.

https://www.youtube.com/watch?v=z6r0mPvA4r8

ربما يعجبك أيضا