في منطقة التوتر بين إيران وباكستان.. قواعد أمريكية جديدة لكبح عدو مشترك

باتت الجماعات المتطرفة، المحلية منها، مثل جيش تحرير بلوشستان، أو العابر للحدود مثل تنظيم داعش الإرهابي العدو المشترك لإيران وباكستان.

وتبادلتا الدولتان الضربات الصاروخية على أرض كل طرف منهما، يناير الماضي، بسبب الهجمات الإرهابية التي لا تتوقف وتهدد أمن الدولتين، فقد استهدفت طهران بالصواريخ جماعة جيش العدل داخل أراضي باكستان، وكذلك استهدفت إسلام آباد جماعة جيش تحرير بلوشستان داخل إيران.

الرئيس الإيراني في إسلام آباد

بحث التعاون بين طهران وإسلام آباد

على غرار الاتفاق الأمني بين إيران والعراق الذي يسمح بملاحقة الجماعات الإرهابية ويمنع كلا الطرفين من استضافة أراضيهما لأية جماعة متطرفة، طمحت طهران لاتفاق مشابه مع إسلام آباد، خاصةً لمنع تكرار التوتر العسكري الذي وقع بين البلدين مؤخرًا.

ولذلك تأتي زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى إسلام آباد، الاثنين 22 أبريل الجاري، في جانب منها في إطار جهود الطرفين لإصلاح العلاقات التي توترت بينهما في يناير الماضي، ومنها التنسيق بين البلدين لتأمين الحدود المشتركة ومعالجة ملف تهديد الجماعات المتطرفة والانفصالية.

اقرأ أيضًا: تعالي أصوات التهديد.. رد إسرائيلي محتمل على هجوم إيران

ما-هو-تنظيم-داعش-خراسان؟ (1)

عدو مشترك في بلوشستان

تواجه الدولة الباكستانية تحديات أمنية منذ أن تنامى ظهور تنظيم داعش-خراسان في منطقة أسيا الوسطى، لا سيما في أفغانستان وفي أقاليم البشتون في المحافظات الحدودية مع أفغانستان، ما أدى إلى عودة العمليات الإرهابية الانتحارية في باكستان، إلى جانب عودة عمليات الجيش لتمشيط تلك المدن الحدودية.

وبالنسبة للقوى الدولية، فقد بات تنظيم داعش عدوًا مشتركًا، فقد وصفت واشنطن تنظيم “داعش” بـ “عدو إرهابي مشترك” بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف العاصمة الروسية مارس الماضي.

عضو البرلمان الباكستاني، شير أفضل مروت

قواعد أمريكية جديدة

كشف عضو البرلمان الباكستاني، شير أفضل مروت، من حزب حركة الإنصاف المعارضة، على منصة اكس، أن الحكومة الباكستانية قامت بتسليم قاعدتين عسكريتين في منطقة بلوشستان للقوات الأمريكية، وهي منطقة حدودية مع أفغانستان وإيران.

ورفض نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيلن السبت 20 أبريل الجاري، التعليق على التقارير التي تفيد بأن إسلام آباد زودت الولايات المتحدة بقاعدة جوية بالقرب من حدود أفغانستان وإيران، قائلًا: “دعوا زملائي في وزارة الدفاع يتحدثون عن أي تعاون عسكري قد يكون قائمًا (مع باكستان). ليتحدثوا”، بحسب تقرير وكالة تسنيم الإيرانية.

ويبدو أن الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من هذه القواعد لمراقبة الوضع داخل أفغانستان باستخدام الطائرات المسيرة، بشكل لا يثير غضب حركة طالبان الحاكمة منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان 29 أغسطس 2021.

وأيضًا تعمل في إطار مشترك مع الجيش الباكستاني على مطاردة الجماعات المتطرفة وقنص قادتها باستخدام الطائرات المسيرة، على غرار ما كانت تقوم به الطائرات الأمريكية في منطقة القبائل على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان.