في مواجهة كورونا.. أسهم ماكرون ترتفع والنقد يلاحق الحكومة

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

عندما أرى أن الناس يواصلون الذهاب إلى الحديقة أو الشاطئ أو التسارع إلى الأسواق المفتوحة هذا يعني أنهم لم يفهموا الرسائل التي أمرت بها السلطات“، هكذا عبر الرئيس الفرنسي “مانويل ماكرون” عن استيائه لخرق الكثير من الفرنسيين تعليمات الحجر الصحي.

“رب ضارة نافعة” قفزت شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأعلى مستوى منذ أكثر من عامين، وفقا لآخر استطلاع رأي، مما يظهر أن أسلوب تعامله مع أزمة فيروس كورونا كان بمثابة تصويت كبير على الثقة.

وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “هاريس إنترآكتيف” أن 51% من الفرنسيين “لديهم ثقة” في ماكرون، وتمثل النسبة زيادة بواقع 13 نقطة عن الشهر السابق وهي الأعلى منذ يناير 2018.

يقول رئيس وحدة الاستطلاع السياسي، “جان دانييل ليفي”، في مذكرة مرفقة بالاستطلاع “من النادر رصد مثل هذا التغير، آخر مرة حظي فيها رئيس دولة بمثل هذه الزيادة الملحوظة كانت أثناء هجمات يناير 2015”.

وهذه أول مرة منذ عامين تتجاوز فيها شعبية ماكرون 50%، وذلك بعد تراجعها إلى 31% في ديسمبر 2018 في خضم تمرد أصحاب السترات الصفراء والذي أعقب إصلاحات داعمة لقطاع الأعمال لم تنل رضا الكثيرين.

أزمة الأقنعة

رغم الشعبية التى حصل عليها ماكرون في الفترة الأخيرة إلا أن هناك حالة من الجدل طالت الحكومة الفرنسية بعد أزمة  نقص الأقنعة الواقية، حيث أعلن الأطباء والممرضون الذين يعالجون مرضى الوباء، أنهم لا يتمتعون بالحماية الكافية بسبب نقص الأقنعة، حيث تعاني فرنسا من نقص حاد في الأقنعة الطبية منذ بداية أزمة فيروس كورونا، وهو أمر أثار حفيظة الطواقم الطبية التي طالبت الحكومة باتخاذ الإجراءات المناسبة لتأمين اللازم بأسرع وقت.

ولم يقتصر الغضب على القطاع الصحي، وإنما امتد ليشمل فئات أخرى مجبرة على مواصلة عملها في علاقة مع الآخرين، مثل رجال الأمن، الباعة في متاجر الغذاء وغيرهم.

امتدت الأزمة أيضا إلى اختبارات الفيروس حيث إن الحكومة الفرنسية ترفض إجراء أي فحص لمن يريد أو من يشتبه بإصابته بالفيروس، وإنما تقتصر على الإصابات الواضحة، المسنون والحوامل، بينما يترك المشتبه في إصابتهم في الحجر الصحي في منازلهم دون التحقق من ذلك.

على العكس ففي ألمانيا تطبق سياسة تشمل توزيع الأقنعة الواقية على نطاق واسع وعلى كافة المواطنين، وإجراء اختبارات الكشف عن الإصابة على كافة مواطنيها، منذ وقت مبكر، حتى أن أخذ العينات وإجراء الاختبار يجري، أحيانا، في الشارع في سيارات المواطنين الخاصة، مما سمح للسلطات الصحية بالتعرف، بصورة دقيقة، على حاملي الفيروس وعزلهم عن بقية السكان قبل أن ينشروا العدوى، وتنتج ألمانيا ١٦ ألف اختبار يوميا مقابل ٢٥٠٠ اختبار في فرنسا، ويرى المراقبون أن الإجراءات الألمانية سمحت بتحديد حجم الضحايا بـ ٧٩ وفاة، دون اللجوء إلى إغلاق المحال العامة والمقاهي والمطاعم.

ويفيد استطلاع للرأي أنه بالرغم من التفاف الفرنسيين حول حكومتهم إلا أن ٦٤٪ منهم يعتقدون أنها أخفت عنهم معلومات تتعلق بالوباء، وارتفعت نسبة الفرنسيين الذين يشعرون بالقلق الشديد إلى ٨٤٪.

تمديد الحجر

تدرس السلطات الفرنسية، إمكانية تمديد فترة الحجر الصحي العام، وذلك بعدما صوّت البرلمان، السبت الماضي، على تفعيل إجراء “حالة الطوارئ الصحية” في البلاد لتقييد حرية التنقل، لمواجهة فيروس كورونا.

وأوضحت محطة “إل.سي.إي” التلفزيونية الفرنسية، أن الرئيس ماكرون يخطط لتمديد الحجر الصحي العام في البلاد “لمدة أسبوعين كحد أدنى”.

ولفتت إلى أن مسألة التمديد لن تتوقف عند هذه المدة فقط، بل يتوقع أن تصبح مفتوحة لمواجهة انتشار الفيروس.

وفي مقابلة مع “بي إف إم” التلفزيونية الفرنسية، اعترفت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي، بأن هذا الخيار “من المرجح جدا”، لافتة إلى أن تدابير الاحتواء نجحت “في بلدان أخرى”.

وأوضحت صحيفة “ويست فرانس” الفرنسية، أن القانون ينص على أن حالة الطوارئ الصحية، تجعل من الممكن تقييد الحريات العامة بينها الحبس، ويجب أن يتم تفعيلها بمجرد دخول القانون حيز التنفيذ، ولمدة شهرين طوال أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في فرنسا.

جدير بالذكر أن وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون البيئة “إيمانويل وارجون” قد أعلنت إصابتها بفيروس “كورونا المستجد”، لتصبح ثالث عضو في الحكومة الفرنسية يصاب بالفيروس.

وتعد الوزيرة “وارجون” ثالث عضو في الحكومة الفرنسية، الذي يصاب بالفيروس، بعد وزيرة الدولة للانتقال الإيكولوجي، برون بوارسون، ووزير الثقافة، فرانك ريستر.

وفي وقت سابق أعلن وزير الصحة الفرنسي، “أوليفييه فيران”، وفاة أول طبيبٍ فرنسي بفيروس كورونا المستجد.

وسجلت فرنسا، السبت الماضي 112 وفاة بفيروس كورونا خلال أقل من 24 ساعة، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها في يوم واحد منذ انتشار الفيروس ليبلغ إجمالي الوفيات 562 حالة .

وبحسب وزارة الصحة وصل عدد المصابين بالفيروس حتى مساء أمس إلى 14459 مصابا.

توتر على الحدود

كشف تقرير صحفي أن فرنسا وجّهت تهديدا لبريطانيا على وقع الوباء الذي ضرب معظم دول القارة.

وقالت صحيفة “ليبراسيو” الفرنسية: إن الرئيس إيمانويل ماكرون هدد بإغلاق حدود بلاده مع بريطانيا، إذا تقاعس رئيس وزرائها “بوريس جونسون” عن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لاحتواء تفشي الفيروس.

ليأتي رد “جونسون” بإغلاق الحانات والمطاعم والمسارح ودور السينما وصالات الألعاب الرياضية، في محاولة لاحتواء الانتشار المتسارع لـ”كورونا”، وذلك بعد أيام من فرض دول أوروبية أخرى إغلاقًا للبلاد.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر في مكتب ماكرون، أن قرار جونسون جاء بعد أن وجه له الزعيم الفرنسي إنذارًا صباح الجمعة، مهددًا بفرض حظر على دخول أي مسافر قادم من بريطانيا إذا لم تتخذ إجراءات جديدة.

ربما يعجبك أيضا