قادة إيران وإسرائيل يحذرون من السقوط الوشيك

يوسف بنده

مخاوف لدى النظام الإيراني من تحريك الشارع بفعل الأزمة الاقتصادية. وإسرائيل تحتاج إلى نظام جديد لتجاوز عقدة السقوط.


ظهرت تصريحات متزامنة في كل من إيران وإسرائيل، بشأن احتمالية السقوط الوشيك للنظام في كلتا الدولتين، وإن بأسباب مختلفة.

والشهر الماضي، بدأ مسؤولون بطهران يشيرون إلى خيوط المؤامرة على نظامهم، وآخرون يكشفون عن تضخم حجم الفساد بفعل العقوبات. وفي تل أبيب بدت الانقسامات السياسية والتهديد بإسقاط الحكومة، في ظل أحداث القدس والتحولات الإقليمية.

خطاب ولي العهد الإيراني

في ظل حالة الغضب الذي تجتاح الشارع الإيراني، بسبب الأزمة الاقتصادية والفساد، قال ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، الجمعة الماضية “الشعب أصبح الآن جاهزًا للتغيير أكثر من أي وقت مضى، والنظام الإيراني عاجز عن توفير الخبز، وهو مشرف على الزوال،  بالإضافة إلى كثرة الاعتقالات”. وطالب بهلوي بالإسراع في إنشاء آلية تنسيق لإدارة الاحتجاجات والإضرابات في إيران.

وشدد بهلوي على أن أهم ما في الأمر الآن هو ملء الفراغ المتبقي، بعد انهيار النظام في إيران، موضحًا أن الأوضاع المستقبلية مرهونة بدور الشعب، لكن توجد حاجة إلى قيادة أيضًا. وأوضح أيضًا أن هذه القيادة ليست كالسابق، فيعطي شخصٌ واحد جميع الأوامر، ولهذا السبب يجب توفير أرضية لكي تعمل جميع الجهات والقوات على التخطيط وإدارة الأوضاع، حسب صحيفة كيهان لندن.

خامنئي يحذر

خلال كلمته بمناسبة الذكرى 32 لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية، روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي، الخميني، حذر المرشد الأعلى، علي خامنئي، السبت الماضي، من عودة العائلة الملکيّة. وقال “أسلوب الحياة الغربي ساد في العهد البهلوي، والثورة رفضته، وأي شخص يذهب إلى الحياة والثقافة الغربية يكون رجعيًّا، فلا تتركوا بلدكم يذهب إلى الرجعيّة”، حسب وكالة تسنيم.

وهاجم المرشد، في خطابه “من يدفعون الناس إلى الإحباط” في الفضاء الإلكتروني، و”قدَّم شكره إلى المسؤولين”، قائلًا إن “أهم آمال الأعداء هو الاحتجاجات الشعبية”، لكن “هذا الحساب خاطئ”. وشدد على أن “الأعداء يعملون على الإضرار بالبلاد من خلال التعويل على الاحتجاجات الشعبية. وأملهم هو وضع الناس في مواجهة مع النظام بالعامل النفسي والفضاء الإلكتروني، وبالمال والمرتزقة”.

الفساد ينخر جسد إيران

كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، الجمعة الماضية، عن أن المرشد الإيراني قد تلقى إنذارًا مقلقًا، عبر تقرير يتضمن تحذيرًا من أن اقتصاد الدولة سائر في اتجاه انهيار محقق، إذا لم تتمكن البلاد من تحسين علاقاتها مع أمريكا. ويشدد التقرير على أن إيران تواجه سيناريو يشبه ما واجهه الاتحاد السوفييتي المنحل، ويرجح أن يؤدي إلى التقسيم، وأن الضربة ستكون من الداخل، لا من الخارج.

وكشف التقرير عن أن إحدى أكبر مشكلات الاقتصاد، هي العقوبات، ولها تأثير مزدوج، يتمثل في العقوبات نفسها التي تحد من قدرات إيران من جانب، ومن جانب آخر الآخر يوجد عدد كبير من المسؤولين سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا، باتوا يستفيدون من هذه العقوبات، وأن نظام الالتفاف على العقوبات تسبب في خلق مافيات ضخمة مرتبطة بشخصيات سياسية وعسكرية ودينية، باتت تسيطر على مجمل الاقتصاد.

إسرائيل تقترب من الانهيار

شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أمس السبت 4 يونيو 2022، على أن إسرائيل تقف أمام اختبار حقيقي، فتشهد حالة غير مسبوقة تقترب من الانهيار. وقال “تفككت إسرائيل مرتين في السابق بسبب الصراعات الداخلية، الأولى عندما كان عمر الدولة 77 عامًا، والثانية بعدها بـ3 سنوات، ونحن الآن نعيش في حقبتنا الثالثة، ونقترب من العقد الثامن ونقف جميعًا أمام اختبار حقيقي”.

وأشار إلى أن “إسرائيل وصلت قبل عام، إلى واحدة من أصعب لحظات الانحطاط التي عرفتها على الإطلاق، فوضى ودوامة انتخابات لا تنتهي وشلل حكومي، وكنا نقف قبل أيام قليلة من الذهاب إلى حملة انتخابية خامسة، من شأنها أن تفكك البلاد، ثم اتخذت القرار الأكثر صعوبة في حياتي، وهو تأليف حكومة إنقاذ وطنية لإنقاذ البلاد من الفوضى، والشراكة مع أشخاص لديهم آراء مختلفة جدًّا عن آرائي”.

لعنة العقد الثامن

انشغلت تحليلات السياسيين بتفسير قول رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، بأن إسرائيل قد لا تصل إلى عمر الثمانين عامًا. وبالمثل صرّح رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، الشهر الماضي، بأنه “بعد مرور 74 عامًا على إنشاء إسرائيل، أصبح من الواجب حساب النفس”، مشددًا على أن “إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي”.

وأضاف “وصلنا إلى العقد الثامن، ونحن يتملكنا العصف”، متسائلًا “بماذا سيكون انشغالنا اليومي في ظل سلسلة العمليات، الجائحة، أزمات السير، الفوارق، الانشقاق والخلافات الداخلية والتراجع، ويوجد من يصابون بنزعات الحنين إلى الماضي المثالي المشكوك في أن يكون وُجد فعلًا”. ورأى باراك أن “الشرق الأوسط بالفعل محيط صعب، ومحظورٌ الاستخفاف بأي تهديد”، حسب تقرير الخنادق.

ربما يعجبك أيضا