قراءة في خطاب الرئيس الفلسطيني ومهلته لإسرائيل

شيرين صبحي
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة أثار انتقادات داخلية وخارجية رغم تمسكه بالسلام وبقرارات الشرعية الدولية.


رؤية – محمد عبد الكريم

سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الجمعة 23 سبتمبر 2022، الأمم المتحدة، طلبًا فلسطينيًا رسميًا لتنفيذ فوري للقرارين 181 و 194 ومنح فلسطين عضوية كاملة، على أساس قيام 3 كيانات.

ويكون منح فلسطين عضوية كاملة على أساس قيام 3 كيانات بواقع 42% كدولة فلسطينية و57% كدولة يهودية مع وضع القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية، والسماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين ودفع تعويضات لغير الراغبين بالعودة.

خطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77 في نيويورك، طالب فيه بإنزال العقوبات على إسرائيل وتعليق عضويتها في المنظمة الدولية، في حال رفضت الانصياع وعدم تنفيذ هذين القرارين.

وشدد الرئيس الفلسطيني على أن الأمم المتحدة والمتنفّذون فيها هم من يحمون إسرائيل من العقاب لخرقها القانون الدولي، واستمرار مجازرها بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم.

مهلة عباس لإسرائيل قبل عام انتهت

قال عباس في خطابه إن “إسرائيل لم تترك لنا خياراً آخر سوى أن نعيد النظر في العلاقة القائمة برمتها، ولا نقبل أن نبقى الطرف الوحيد الذي يحترم الاتفاقات مع إسرائيل التي تخرقها”.

واعتبر أن الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف، هو المفاوضات فورًا لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، ومبادرة السلام العربية، ووقف كل ما يقوض ذلك، إلا أن الواقع يقتصر على اللقاءات الثنائية ذات التنسيق الأمني مع الاحتلال.

والعام الماضي، قال عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، “أمام الاحتلال عامًا واحدًا لتنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، بما فيها القدس الشرقية” ، إلا أن مهلة عباس جاءت كلاما فقط دون اجراءات على الأرض تدفع الاحتلال للرحيل.

ومنذ عام 2014، توقّفت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لرفض إسرائيل وقف الاستيطان وتنكرها لـ “حل الدولتين”.

انتقادات فلسطينية للخطاب وعدم اكتراث بالمهلة

أثار خطاب عباس انتقادات داخلية، خاصة لوصفه الفعل المقاوم للأسير ناصر أبو حميد بـ”الجريمة”، قائلاً: “الأسير ناصر أبو حميد معه مرض السرطان.. طيب أسير وارتكب جريمة بس إنسانيًا عليك (الاحتلال) معالجته”.

فيما لا يعلق الفلسطينيون على انتهاء المهلة أي أمل بتغيير الواقع، بل وتحولت مثارًا للسخرية والنكات على السوشال ميديا.

واستشهد منذ بدية العام وحتى الآن 150 فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال، وأصيب المئات، وسجلت خلال عام نحو 6200 حالة اعتقال، وصادقت سلطات الاحتلال على 97 مخططًا استعماريًا، وأودعت للمصادقة النهائية 81 مخططًا جديدًا في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية.

إسرائيل تعتبر خطاب عباس “بعيدًا” عن الواقع

انتقد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان في تغريدة، خطاب عباس قائلًا: “أنه كان “بعيدًا” عن الواقع، ومليئا بالأكاذيب والتحرك الفلسطيني لكسب العضوية الكاملة كدولة في الأمم المتحدة سيفشل”.

وفيما اعتبر رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد في خطابه بالأمم المتحدة أن حل الدولتين ضرورة، تهرب وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني جانتس، من الإجابة على ما إن كان يؤيد إقامة دولة فلسطينية من عدمه.

واكتفى جانتس بالقول: “إننا بحاجة إلى تنظيم العلاقات مع الفلسطينيين، وإننا ضد فكرة دولة واحدة، ضد فكرة دولة ثنائية القومية، بل مع كيانيين، لكن لا يمكن أن تكون دولة تعرض إسرائيل للخطر”.

النرويج: آفاق “حل الدولتين” تتضاءل

حذرت وزيرة خارجية النرويج، أنكن هويتفلدت في ختام اجتماع ترأسته للجنة تنسيق مساعدة الدول المانحة للفلسطينيين في نيويورك، من أن استمرار الجمود السياسي يضاءل من فرص تنفيذ فكرة “حل الدولتين” مع “مرور كل عام دون عملية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وأضافت في الاجتماع الذي ضم أيضًا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية: “الوضع في فلسطين، انعكاس واضح لحقيقة عدم وجود عملية سلام حقيقية منذ ثماني سنوات؛ في اجتماع اليوم، حثّ أعضاء لجنة تنسيق المساعدات كل من الإسرائيليين والفلسطينيين على اتخاذ خطوات لإعادة الأفق السياسي للسلام”، معتبرة أن هذه المسألة “ملحة وهي ضرورية لتحقيق حل الدولتين وتحسين وضع الشعب الفلسطيني”.

ربما يعجبك أيضا