قطر تخطط لضرب انتخابات ليبيا

رؤيـة

الدوحة – أكّد محللون سياسيون، أنّ قطر تخطط لبث الفوضى من جديد في ليبيا من أجل الحيلولة دون تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أواخر 2018.

وقال المحللون إن نظام الدوحة وحلفاءها يدركون أنّ الانتخابات ستكشف حجمهم الحقيقي، حيث إنهم لا يمثلون أية قوة سياسية فعلية في البلاد، وإنما هيموا على القرار السياسي بعد الإطاحة بالنظام السابق في 2011، اعتماداً على الميليشيات المسلحة، وسياسات العزل والإقصاء، ونهب ثروات الدولة وبث الفوضى، وترويع الشعب عبر الممارسات الإرهابية، بحسب صحيفة “البيان” الإماراتية.

وقال المحلل السياسي الليبي وأستاذ الإعلام بالجامعات الليبية عبد الكريم العجمي: إنّ قطر تنظر بعين القلق لما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات المقبلة، لاسيّما أن حلفاءها فشلوا في الانتخابات البرلمانية للعام 2014، حتى أن عبد الحكيم بالحاج مني بهزيمة ساحقة عندما لم يحصل حزبه على مقعد واحد بالبرلمان، وهو ما دفع المتطرّفين حينها إلى الانقلاب على النتائج عبر عملية فجر ليبيا التي دعمها تنظيم الحمدين بأكثر من 800 مليون دولار.

وأضاف العجمي أن عملية فجر ليبيا التي دفعت بالميليشيات المسلحة إلى احتلال طرابلس والمناطق المجاورة، وقامت بإحراق المطار وخزانات النفط وتهجير الآلاف من السكان المحليين، وإلى نهب مؤسسات الدولة، كانت مخططاً قطرياً تدعمه قوى إقليمية يهدف لتمكين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة عبر قوة السلاح.

بدوره، أشار المحلل السياسي الليبي بشير الصويعي، إلى أنّ قطر تعمل على إفشال الموعد الانتخابي المنتظر، فهي لا تريد أن تخسر تأثيرها في البلاد بخسارة حلفائها مواقعهم في السلطة، وتدرك جيداً أن القوتين الأبرز في الساحة الليبية هما أنصار المؤسسة العسكرية، وأنصار النظام السابق، وهما طرفان تعتبرهما قطر عدوين لدودين لها، وترى أنه من المستحيل أن تتعاون معها، أو أن تفرض عليهما مواقفها.

وقال الصويعي إنّ قطر خسرت رهانها على إخوان مصر، وحاولت أن تجعل من ليبيا منطلقاً لتوسيع مشروعها في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، لكن عملية الكرامة التي أطلقها الجيش ألغت الدور القطري، كما أن أغلب القبائل الليبية ترفض أي دور لنظام الدوحة في بلادها، فيما يكاد حضور إخوان ليبيا ينحصر في بعض الآلاف في بعض مدن الساحل الغربي. وأشار إلى أنّ أي انتخابات مقبلة ستعصف بهم نهائياً، وستكشف أنهم لا يمثلون أية قوة فعلية في الشارع الليبي فهم وإن كانوا نجحوا نسبياً في انتخابات 2012، فلأنهم فرضوا العزل السياسي، وحاصروا المدن والقرى وحيّدوا دور القبائل، وشردوا مئات آلاف الليبيين ليمنعوهم من المشاركة في تحديد مصير وطنهم.

من جانبه، أبرز المحلل السياسي التونسي عبد الحميد بن مصباح أن تنظيم الحمدين يسعى لإعادة خلط الأوراق في ليبيا عبر الميليشيات الإرهابية التي يتولى تمويلها وتسليحها المستعدة لنشر الفوضى من جديد لمنع التوصل إلى حل سياسي يعيد الأمن والاستقرار للبلاد، مضيفاً أنّ جميع المؤشرات تؤكد أن حلفاء قطر في ليبيا لا يمثلون شيئاً يذكر في الشارع الليبي وسيفشلون في الانتخابات المقبلة.

وأردف بن مصباح: “نحن أمام محاولات قطرية لمعاودة التدخل المباشر في الشأن الليبي، ولكنها محاولات بائسة سياسياً واجتماعياً، ولن يكون لها أي تأثير، إلا عبر التخريب والإرهاب ومحاولة عرقلة الجهود الأممية لحل النزاع”.

ربما يعجبك أيضا