قلق وغضب عارم في جنازة الشاب المغاربي نائل بفرنسا

عمر رأفت
ما بين القلق والغضب العارم .. كيف كانت جنازة الشاب المغاربي نائل في فرنسا؟

شهدت جنازة المراهق المغاربي نائل الذي لقي مقتله برصاص شرطي في محطة مرور حضورًا كبيرًا من الجالية المسلمة في فرنسا.


اصطف المئات من أفراد الجالية المسلمة الفرنسية خارج مسجد ابن باديس في مدينة نانتير الفرنسية، حدادًا على المراهق المغاربي نائل.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس السبت 1 يوليو 2023، أن الحداد استمر لمدة ساعتين، وكان يشوبه القلق والغضب العارم بسبب مقتل الشاب برصاص شرطي في محطة مرور، يوم الثلاثاء الماضي.

أحداث مؤسفة

أعقبت هذه الحادثة المؤسفة 4 ليالٍ من أعمال الشغب العنيفة في المدن الفرنسية الكبرى، ولم يعد الهدوء حتى الآن إلى البلاد. وكان عم نائل محاطًا بالأصدقاء ورجال الأمن العاملين بالمسجد، ويصرخ على أي شخص يحاول تصوير الإجراءات.

وقالت الصحيفة أن التوترات تصاعدت في فرنسا لدرجة أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعلن أنه سيؤجل زيارة دولة لألمانيا، كان من المقرر أن تبدأ اليوم الأحد.

اقرأ أيضًا: العنف يتمدد مع تشييع جثمان نائل.. أين تتجه أحداث فرنسا؟

واعتقلت الشرطة أكثر من 1300 شخص خلال ليلة رابعة من الاضطرابات والعنف والنهب يوم الجمعة. وعندما امتلأ المسجد، وهو مبنى حديث به أشجار نخيل وزيتون، أدى حوالي 200 رجل الصلاة خارج المسجد في شارع جورج كليمنصو، ووضعوا قبعاتهم وخوذات الدراجات النارية والحقائب والحصائر أمامهم.

الوجود القوي للإسلام في فرنسا

وصفت الصحيفة الأمريكية مشهد جنازة نائل بأنها “صورة حية للوجود القوي للإسلام في فرنسا”، وهو الوجود الذي واجهت فيه الديمقراطية العلمانية والعالمية، التي تفتخر بعدم التمييز بين مواطنيها على أساس الدين أو العرق، صعوبة كبيرة في استيعابها.

وقال الجمهور المجتمع في الجنازة إنه في حالة لم يكن نائل من أصول جزائرية ومغربية، وأبيض اللون وليس عربيًّا لما قتله الشرطي.

مواطن من الدرجة الثانية

قال شاب يدعى أسامة، إن أستاذه في المدرسة الثانوية يمزح معه ويطلق عليه اسم “بن لادن”، وأضاف: “أن تكون عربيًّا أو أسود، حتى مع جواز السفر الفرنسي، غالبًا ما ستشعر بأنك مواطن من الدرجة الثانية”.

اقرأ أيضًا: عنف وخراب.. مقتل الشاب نائل يثير الفوضى في فرنسا

وقال الناشط الذي كان يعمل مع عائلة نائل، طه بوحفص: “لو قتل عربي على يد الشرطة من دون فيديو، لكانت القصة انتهت”، وأضاف أنه على اتصال بالنقابات العمالية ومنظمات حقوق الإنسان، على أمل تنظيم إضراب عام ضد العنصرية وعنف الشرطة في وقت لاحق من هذا الشهر.

رد الخارجية الجزائرية

وقفت مسوقة رقمية من أصل تونسي، تدعى فاطمة عوادي (26 عامًا) خارج المسجد لساعات، وقالت: “لماذا قُتل نائل؟ لأنه كان صغيرًا؟ لأنه كان عربيًّا؟”. وأضافت عوادي أنها لم تكن قادرة على منع نفسها من التفكير في شيء مماثل يمكن أن يحدث لها، وتجد نفسها بلا أسرة وفي حيرة من أمرها.

وأصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانًا قالت فيه إنها علمت بصدمة وفزع بـ”الموت الوحشي والمأساوي للشاب نائل والظروف المقلقة التي حدث فيها ذلك”.

ما بين القلق والغضب العارم .. كيف كانت جنازة الشاب المغاربي نائل في فرنسا؟

ما بين القلق والغضب العارم.. كيف كانت جنازة الشاب المغاربي نائل في فرنسا؟

حالة من عدم الفهم المتبادل

ركزت تصريحات الحكومة الفرنسية الأخيرة، بعد تعبير أولي عن الغضب من إطلاق النار، على أعمال الشغب اللاحقة التي وصفها ماكرون بأنها لا تتمتع بأي شرعية على الإطلاق، وأصيب أكثر من 300 شرطي بجروح، منهم من هو في حالة خطرة.

وشددت نيويورك تايمز على وجود حالة من عدم الفهم المتبادل والتوترات، بين فرنسا والعديد من المواطنين المقتنعين بشرعية الاحتجاجات القائمة على نمط من عنف الشرطة ضد الأقليات، وهذا بدا واضحًا في نانتير.

 

ربما يعجبك أيضا