قمة الأمازون.. لولا دا سيلفا ودبلوماسية الغابات المطيرة

محمد النحاس
حرب غزة تكشف الانقسام المتنامي بين الغرب والجنوب العالمي

على الرغم من أن البرازيل اتخذت إجراءات قوية على الصعيد المحلي خلال فترة تولي لولا السابقة لمنصبه، إلا أنها لم تنسق بشكل وثيق مع دول الأمازون المجاورة بشأن الغابات. 


استضافت البرازيل الأسبوع  الماضي قمة بهدف الحفاظ على غابات الأمازون والغابات المطيرة حول العالم، مع تزايد المخاطر المرتبطة بارتفاع معدلات التغير المناخي، والاحترار العالمي. 

ضمت القمة دول من الجنوب العالمي من قارة أمريكا اللاتنية ومن جميع أنحاء العالم، وقد عكست هذه القمة النهج البرزايلي تجاه قضايا المناخ، بما فيها مشكلة إزالة الغابات، ووفق مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فقد أصبح الاهتمام بالغابات جزءًا من السياسة البيئية، للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.. فما أبرز محطات هذا الاهتمام؟ 

قمة  الأمازون 

انعقدت القمة بدءًا من يوم الثلاثاء الموافق  8 أغسطس 2023 وهي قمة تجمع الدول التي تتشارك حوض الأمازون في منظمة معاهدة التعاون (منطقة الأمازون) في مدينة بيليم البرازيلية وذلك للتعامل مع مشكلات المناخ وإزالة الغابات وتداعياتها، وقد شاركت دول إضافية  ليست بالقارة اللاتينية لكن لديها غابات، ويعكس التوقيت تزايد المخاطر المناخية العالمية، وشعور العالم المتزايد بهذا الخطر المحدق. 

تطور نهج الرئيس البرازيل لولا دا سيلفا من كون الاهتمام بغابات الأمازون حتى أصبح جزءًا من السياسة الخارجية البرازيلية في إدارته، ووفق المحررة بفورين بوليسي، كاثرين أوزبورن، فقد جاءت القمة معبرة عن ذلك.

ترهيب وترغيب 

وفق المقال، فمن عام 2003 إلى عام 2010، تبنى لولا خلال رئاسته الأولى نهج الترهيب والترغيب أو العصا والجزرة على حد وصف المحررة وذلك في ملف التعامل مع الغابات.

ترغيبًا، قدّمت البرازيل حوافز مالية للاستخدام القانوني للأراضي. وترهيبًا فرضت غرامات على من يساهم في إزالة الغابات. ونتيجةً لمبادرات لولا، أعلنت البرازيل عام 2009  عن انخفاض كبير بنسبة 45 في المائة في إزالة الغابات في لحظة يصفها المقال بـ “التاريخية”.

مشكلة التنسيق مع الجوار

رغم ما سلف، صرحت رئيس معهد تالانوا، لسياسات المناخ،  ناتالي أونترستيل، لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، إنه على الرغم من أن البرازيل اتخذت إجراءات قوية على الصعيد المحلي خلال فترة تولي لولا السابقة لمنصبه، إلا أنها لم تنسق بشكل وثيق مع دول الأمازون المجاورة بشأن الغابات. 

ولم تنضم البرازيل في محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ إلى كتلة دول الغابات المطيرة، التي تضغط من أجل مساهمات مالية أكبر من الدول الغنية، وفق ناتالي أونترستيل.

 تغير نهج البرازيل

مع تولي الرئيس اليميني السابق جاير بولسونارو، خففت إدارته من السياسات البيئية، وكنتيجة طبيعية لذلك، ارتفع معدل تدمير غابات الأمازون. وبعد إعادة انتخاب لولا في أواخر عام 2022، تعهد بالتراجع عن هذه السياسات.

 وبالفعل منذ تنصيبه في الأول من يناير وحتى نهاية يوليو، تظهر بيانات الأقمار الصناعية تراجع إزالة الغابات بنسبة 42.5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في عام 2022، حسب المقال. في منطقة غابات الأمازون التي تضم حوالي 10% من إجمالي التنوع البيولوجي على سطح كوكب الأرض. 

الغابات في عالم السياسة الخارجية 

يتابع المقال، أنه وفي ضوء ذلك، فإن قمة الأسبوع الماضي لا تمثل فقط إعطاء الأولوية لحماية الغابات محليًّا فحسب، ولكن أيضًا جعلها أولوية  في سياسة لولا الخارجية. وحسب لأونترستيل، فإن تنسيق لولا الآن مع كل من الدول المجاورة والدول الغنية حول قضية الغابات يعكس تحولًا إيجابيًا في السياسة البيئية في البرازيل.

ركز اليوم الأول من القمة التي استمرت يومين على جهود 8 دول بمنطقة الأمازون وهي البرازيل، وبوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وجويانا، وبيرو، وسورينام، زوفنزويلا، وفق المقال المنشور بمجلة فورين بوليسي الأمريكية. 

معاناة طويلة الأمد 

عانت المجموعة طويلاً من مشكلة إزالة الغابات في منطقة الأمازون، وفي دولة مثل بوليفيا، ارتفت خسارة الغابات الاستوائية إلى 32 % وذلك بين عامي 2021، و2022.

ومع ذلك فقد اتفقت دول المجموعة على منع الوصول إلى ما يعرف لدى علماء البئية والمناخ بـ “نقطة اللاعودة” حين تفقد غابات الأمازون من 20% إلى 25 % من أشجارها، وعند هذه المرحلة قد تتحول المنطقة إلى سهول عشبية. 

دعوة للدول الغنية

خلال القمة، أبدت دول المجموعة التزمها بـ التعاون في مجال إنفاذ القانون لمكافحة الجريمة المنظمة في منطقة الأمازون، وشددت على أهمية أن يكون السكان الأصليون في طليعة القرارات المتعلقة بسياسة الغابات.  وأعلنت دول حوض الأمازون عن خطط للتعاون بين جامعات المنطقة لتعزيز البحث العلمي الذي يوفر التقدم التكنولوجي اللازم لعمليات الحفاظ على الغابات بشكل مستدام.

 وفي ثاني أيام القمة الممتدة على مدار يومين، انضمت بلدان لديها غابات من أماكن أخرى في العالم، غير القارة اللاتينية، بما في ذلك إندونيسيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطي، وفي بيان مشترك عبرت الدول عن التزامها بحماية الغابات داعين “الدول الغنية” إلى إيلاء القضية اهتمامًا أكبر وتمويل جهود مكافحة التغير المناخي، ومساعي الحفاظ على غابات العالم. 

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| تغير المناخ تحت الأرض.. السبب وراء انهيار المباني

اقرأ أيضًا| اضطرابات في المناخ العالمي.. بدء ظاهرة «النينو» الجوية

ربما يعجبك أيضا