قمة الأمازون.. محاولة أخيرة لإنقاد «رئة العالم»؟

محمد النحاس

على رأس أولويات القمة الإقليمية بحث سبل واستراتيجيات وخطط مكافحة نشاط قطع أشجار الغابات.


في محاولة لتجنب سيناريو قد يكون كارثيًّا، تكافح دول حوض أمريكا الجنوبية من أجل وضع حد للتغير المناخي وآثاره في المنقطة.

والتقى قادة دول أمريكية جنوبية في قمة تجمع البلدان التي تتشارك حوض الأمازون في مدينة بيليم البرازيلية. وتهدف القمة التي تعقد للمرة الأولى بعد 14 عامًا لإيجاد حلول فعالة للمشكلات المناخية، ولتعزيز حماية البئية، والتحديات التي تواجه المنطقة.

قمة دول حوض الأمازون

بدأت القمة الثلاثاء الموافق 8 أغسطس 2023 وهي قمة تجمع الدول التي تتشارك حوض الأمازون في منظمة معاهدة التعاون (منطقة الأمازون) في مدينة بيليم البرازيلية وذلك للتعامل مع مشكلات الاحترار والقضايا البيئية التي تعيش المنطقة على وقعها.

وتستمر القمة يومين، ويشارك بها 8 دول من أمريكا الجنوبية، من دول حوض الأمازون، وهي منطقة حيوية تضم حوالي 10% من إجمالي التنوع البيولوجي على سطح كوكب الأرض.

ومن المقرر أن تستضيف مدينة بيليم البرازيلية مؤتمر الأطراف الخاص باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 30 في عام 2025.

حضور بارز

شارك بالقمة قادة وممثلين عن الدول الـ8، الموقعة على معاهدة التعاون في منطقة الأماوزن. وفي أجواء احتفالية، استقبلت البرزايل المشاركين في القمة بمطار مدينة بيليم البرازيلي، من خلال رقصة شعبية شهيرة.

وحضر من القادة، الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، بالإضافة إلى نظرائه من بوليفيا وكولومبيا والبيرو، أما الإكوادور وسورينام وغويانا فقد ناب عنهم وزاء. فيما حضرت نائبة الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريجينز، بعد أن اعتذر نيكولاس مادورو لأسباب صحية.

وعلى الرغم من أن معاهدة التعاون دُشّنت قبل ما يقرب ما من 3 عقود كانت جهودها غائبة بفعل واقع المنطقة والخلاف بين الدول وغياب الموارد في أحيان كثيرة، وتباين التصورات.

لولا يدعو إلى الاهتمام بالبئية

في وقتٍ سابق من الأسبوع وخلال احتفال رسمي، دعا الزعيم اليساري لولا، المعروف بإيلاءه القضايا البئية اهتمامًا بالغًا، إلى الحفاظ على الأمازون، مشيرًا إلى أنه ليس مجرّد محمية طبيعية بل كذلك مصدر لتعلم العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم.

وعلى رأس أولويات القمة الإقليمية، بحث سبل واستراتيجيات وخطط مكافحة نشاط قطع أشجار الغابات، والعمل من أجل تعزيز تنمية مستدامة في المنطقة ذات الأهمية الحيوية بيئيًّا.

نقطة اللاعودة

من المقرر أن تتناول القمة كذلك سبل منع غابات الأمازون من الوصول إلى “نقطة التحول” أو مرحلة “اللاعودة”، وستحدث، وفق دراسة نشرتها مجلة نيتشر كليميت تشينج، حين تتحول أكبر غابة استوائيى إلى سهل عشبي مع تدمير مساحات شاسعة من أشجارها جراء الحرائق والجفاف.

وسيصحب ذلك تضرر كبير للكوكب وخسارة فادحة في منطقة تعج بالتنوع البيولوجي والإيكولوجي، وهو ما تكافح دول المنطقة كي لا يحدث.

على مدار السنوات القليلة الماضية تعرّضت غابات الأمازون التي تمتمد على طول 6 ملايين كيلومتر مربع. لحرائق غير مسبوقة منذ ما يزيد عن العقد. وأدت إلى احتراق وموت الملايين من الأشجار.

من المسؤول؟

كانت الفترة من أغسطس 2022 إلى سبتمبر من ذات العام، غير مسبوقة في تعداد ومعدلات الحرائق منذ عام 2010، ليصبح ذلك برهان عملي على واقع مروع تتوجه إليه المنطقة، والعالم من بعدها.

ووفق دراسة نشرتها دورية نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن، السبب الرئيس وراء هذه الحرائق غير المسبوقة، ليس موجات الجفاف وما إلى ذلك، لكن النشاط البشري بالمقام الأول في إزالة الغابات.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| تغير المناخ تحت الأرض.. السبب وراء انهيار المباني

اقرأ أيضًا| اضطرابات في المناخ العالمي.. بدء ظاهرة «النينو» الجوية

ربما يعجبك أيضا