دراسة حديثة تكشف عن تأثير تغير المناخ في الطقس المتطرف

بسام عباس
صورة تصورية لمدينة تعرضت لموجة حارة شديدة

وجد باحثون أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى زيادات هائلة في شدة الظواهر الجوية المتطرفة وتواترها ومدتها.


قدمت دراسة حديثة عن تأثير تغير المناخ في تفاقم حالات الحرارة والجفاف المتصاعدة، رؤى جديدة للتنبؤ بتفاعل الظواهر الجوية المتطرفة.

وتتيح هذه التنبؤات للعلماء وصناع السياسات نهجًا أكثر وضوحًا وشمولية لمواجهة ظواهر الطقس المتطرفة، وفق مقال أستاذ علوم الأرض والبيئة بكلية العلوم جامعة بنسلفانيا، مايكل مان، في دورية وقائع الأكاديمية الأمريكية للعلوم.

تخفيف الأضرار

قال مان، في مقاله، إن فريق البحث حاول معرفة كيف تعالج أحدث النماذج المناخية موجات الحر والجفاف، التي أدت إلى بعض أسوأ حرائق الغابات التي شهدها العالم في التاريخ الحديث.

وأضاف أن الفريق أراد أيضًا معرفة عدد المرات التي كانت تحدث فيها هذه الأحداث ومددها النموذجية وكثافتها، ليس فقط لتحسين التوقعات المناخية، ولكن أيضًا للوصول إلى حلول للتخفيف من الأضرار التي تلحق بحياة الإنسان.

الجفاف المركب والموجات الحارة

أوضح موقع جامعة بنسلفانيا الأمريكية، بنسلفانيا توداي، في تقرير نشره الثلاثاء 4 يوليو 2023، أن الباحثين وثَّقوا آثار الجفاف الشديد وحرائق الغابات المدمرة التي حدثت في السنوات الثلاث الماضية.

وأضاف أن أبرز حدثين كانا حرائق الغابات في كاليفورنيا لعام 2020 وموسم حرائق الغابات الأسترالي 2019-20، والذي استمر لمدة عام كامل تقريبًا وأصبح يُعرف باسم الصيف الأسود. وتُعرف هذه الظاهرة باسم الجفاف المركب و والموجات الحارة (CDHW).

ويقول الباحثون إن هذه الظروف يمكن أن تحدث معًا وتؤدي آثارها إلى تفاقم بعضها البعض، ويمكن أن تؤدي إلى أمراض ووفيات مرتبطة بالحرارة، وندرة مياه الشرب والزراعة، وانخفاض غلة المحاصيل، وزيادة مخاطر حرائق الغابات، والإجهاد البيئي.

سيناريوهات التأثير المتوقع

أوضح الموقع أن الباحثين قارنوا بين مسارين اجتماعيين واقتصاديين متناقضين، سيناريو متطور أو أسوأ حالة، وهو فشل المجتمع في التخفيف من آثار تغير المناخ الذي تسبب فيه البشر، والسيناريو المعتدل، وهو وضع بعض التدابير المحافظة والجهود المبذولة للالتزام بها.

وأضاف أنهم وجدوا في أسوأ السيناريوهات، أنه بحلول أواخر القرن الـ21، من المتوقع أن يشهد 20٪ من مناطق اليابسة العالمية ما يقرب من حدثين (CDHW) سنويًّا، ويمكن أن تستمر هذه الأحداث لمدة 25 يومًا تقريبًا وزيادة في الشدة 4 أضعاف.

ومن المتوقع أن تشهد المناطق الجغرافية الأكثر ضعفًا، مثل شرق أمريكا الشمالية وجنوب شرق أمريكا الجنوبية وأوروبا الوسطى وشرق إفريقيا وآسيا الوسطى وشمال أستراليا، أكبر الزيادات في تردد (CDHW) بحلول نهاية القرن الـ21.

 تدابير استباقية

حذرت الدراسة من التهديد العميق الذي تشكله أحداث (CDHW) الأكثر تواترًا وشدة في العقود المقبلة والاعتماد على مسار الانبعاثات المختار على شدة هذه الأحداث، لافتة إلى أن معالجة المخاطر المناخية المتصاعدة تصبح أمرًا بالغ الأهمية، في ظل استمرار تغير المناخ.

وتساهم هذه الدراسة في التغيرات المتوقعة في (CDHW)، وتسلط الضوء على ضرورة إيجاد تدابير استباقية، بما في ذلك خفض الانبعاثات واستراتيجيات التكيف، لبناء المرونة وحماية المناطق المعرضة للتأثر من آثار الجفاف المركب وموجات الحر.

اقرأ أيضًا: الجزائر تبتكر روبوت إطفاء بالذكاء الاصطناعي استعدادًا لحرائق الغابات

اقرأ أيضًا: بالفيديو.. أستراليا تصف موسم حرائق الغابات بـ ”الصيف الأسود”

ربما يعجبك أيضا