قمة الـ20 بنيودلهي.. هل تكشف أمريكا عن بديل لمبادرة الحزام والطريق؟

ولاء السيد
الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي

مشروع السكك الحديدية المشترك أحد الإنجازات الرئيسة، التي يريد بايدن تقديمها خلال قمة مجموعة الـ20.


شبكة ضخمة من السكك الحديدية تربط منطقة الخليج والدول العربية، المشروع الأكبر الذي يأمل أعضاء مجموعة الـ20 إعلانه، خلال قمة نيودلهي.

ووفق ما نقله موقع أكسيوس، عن مصادر لم يكشف عن هوياتها، يأمل الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة الهند وبريطانيا والسعودية والإمارات،  إعلان اتفاق كبير مشترك للبنية التحتية، لربط الدول العربية، إلى جانب ربطها بالهند عبر الممرات الملاحية.

بديل لمبادرة الحزام والطريق؟

من المتوقع أن يكون مشروع السكك الحديدية المشترك أحد الإنجازات الرئيسة، التي يريد بايدن تقديمها خلال قمة مجموعة الـ20 في نيودلهي، التي تعقد يومي 9 و10 سبتمبر 2023، وفق ما نشره أكسيوس، اليوم الجمعة.

ويعدّ المشروع أحد المبادرات الرئيسة، التي يحاول البيت الأبيض، دفعها إلى الشرق الأوسط، في ظل نمو نفوذ الصين في المنطقة التي تعد جزءًا رئيسًا من رؤية الصين للحزام والطريق.

محادثات مستمرة

سبق أن أشار موقع أكسيوس، في مايو الماضي، إلى هذا المشروع، عندما سافر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إلى السعودية، والتقى عددًا من المسؤولين الهنود والإماراتيين أيضًا.

وحسب ما ذكرته مصادر أكسيوس، فإن المحادثات بين أمريكا والمملكة المتحدة والهند والإمارات والسعودية لا تزال جارية، وحال أنهت، فسوف يوقع قادة هذه الدول مذكرة تفاهم تحدد معالم المشروع، خلال اجتماعات قمة الـ20 في نيودلهي.

غياب الرئيس الصيني

فاجأ الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الأعضاء في مجموعة الـ20، قبل أيام، بقراره بالتغيب عن حضور القمة، ما خلق الكثير من التكهنات بشأن أسباب اعتذاره، في ظل المنافسة الشرسة على النفوذ مع الولايات المتحدة في الجنوب العالمي.

اقرأ أيضًا| الدولار يتجه لأطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ 2014

ونشرت صحيفة الجارديان تقريرًا، اليوم الجمعة، قالت فيه إن الصين تلعب دورًا قياديًا في تكتل بريكس الآخذ في التوسع، في مقابل ركون غربي إلى مجموعة الـ7 وقممها السنوية، منوهة بأن مجموعة الـ20 تعد الأمل المتبقي للحفاظ الفعّال على مبدأ التعددية، لاسيما بعد حديث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن خطر تفكك النظام العالمي.

وصرح وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، في مؤتمر صحفي، بأن  غياب الرئيسان الصيني والروسي عن قمة مجموعة الـ20 أمر ذا بال، مشددًا على أن قرار الرئيسين ليس له أي علاقة ببلاده.

فرصة ذهبية

أشارت تقارير إعلامية إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لن يكتفي بالكشف عن مشروع السكك الحديدية، بل سيطلق وعودًا لدول الجنوب العالمي بدعم خططهم للتنمية، مستغلًا فرصة غياب نظيره الصيني.

وضمن مساعي تقويض النفوذ الصيني، تحاول إدارة بايدن الحصول على 3.3 مليار دولار من الكونجرس، لاستكمال الخطوات التي اتخذتها وحلفاؤها المقربون، لجمع 600 مليار دولار بحلول 2027، لدعم اتفاق شراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار، كبديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية.

مبادرة الحزام والطريق

في عام 2013، اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق، التي قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن الـ19، لربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية على الإطلاق، ومن شأن ممرات النقل في هذه المبادرة أن تحقق تحسينات واسعة في التجارة والاستثمار الأجنبي وظروف المعيشة للمواطنين في البلدان المشاركة فيها.

وحسب تقرير حديث للبنك الدولي، قد تتحقق أهداف المبادرة شريطة أن تتبنَّى الصين والاقتصادات التي تقع على امتداد هذه الممرات إصلاحات عميقة للسياسات تزيد من الشفافية، وتُحسِّن القدرة على تحمُّل أعباء الديون، وتحُد من المخاطر البيئية والاجتماعية ومخاطر الفساد.

اقرأ أيضًا| فيديو| قمة مجموعة العشرين 2023.. الصين وروسيا أبرز الغائبين

ومن المنتظر أن تؤدي مشروعات النقل، في إطار المبادرة، إلى توسيع التجارة وزيادة الاستثمارات الأجنبية وتقليص الفقر، لكن بالنسبة لبعض البلدان، فإن تكاليف مرافق البنية التحتية الجديدة قد تفوق المكاسب، حال تنفيذ المبادرة بالكامل، فإن مشروعات النقل قد تؤدي إلى تعزيز التجارة عالميًّا بما تتراوح بين 1.7 و6.2%، وزيادة الدخل الحقيقي من 0.7 إلى 2.9%.

صعوبات تواجه المبادرة

يرى البنك الدولي أن مواطن النقص في البنية التحتية والسياسات في الاقتصادات الواقعة على امتداد ممرات الحزام والطريق تعوق التجارة والاستثمار الأجنبي، وتذهب التقديرات إلى أن حجم التجارة في الاقتصادات الواقعة على امتداد ممرات المبادرة يقل 30% عن إمكاناته، وأن الاستثمار الأجنبي المباشر يقل 70% عن قدراته الكامنة.

وتنطوي مبادرة الحزام والطريق على مخاطر تتسم بها في العادة مشروعات البنية التحتية الكبيرة، وقد تتفاقم بسبب نقص الشفافية، وانفتاح المبادرة، وضعف العوامل الاقتصادية الأساسية ومستويات الحوكمة في العديد من البلدان المشاركة، فضلًا عن وجود مخاطر القدرة على الاستمرار في تحمل أعباء الديون المرتفعة، وفق تقرير البنك.

أمريكا تسعى لتقويض نفوذ الصين

في يونيو 2021، وخلال اجتماع مجموعة الدول الـ7 الصناعية الكبرى، كشف بايدن عن مبادرة بعنوان “إعادة بناء عالم أفضل” المعروفة باسم B3W، كبديل غربي لمبادرة الحزام والطريق.

ووعد بايدن بأن المبادرة ستساعد على تلبية الحاجات الضخمة للبنى التحتية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مع التركيز بنحو خاص على معالجة قضايا المناخ، والبنية التحتية الرقمية، لكن المبادرة بعد وقت قصير واجهت تحديات تشريعية داخل أمريكا نفسها.

ربما يعجبك أيضا