قوات الاحتلال تقتحم بيت عائلة فلسطينية

وليد أبوالمعارف

القدس المحتلة – اقتلعت قوات كبيرة من الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح أمس، عائلة حاتم أبو عصب من منزلها بعقبة الخالدية بالقدس القديمة، حيث اعتقل صاحب المنزل فوراً وقامت القوات الإسرائيلية بتسليمه للمستوطنين، بعد أن تم غلق الشوارع المؤدية للمنزل وسط أجواء شديدة التوتر وحالة هستيرية من الصمود والرفض من أصحاب المنزل.

واعتدت القوات الخاصة والشرطة على المواطنينالفلسطينيين الذين تجمهروا وسط حالة من السخط والغضب، في محاولة لإبعادهم محيط المنزل في مشاهد مؤثرة بكاء واستماته في الدافع عن المنزل من عائلة أبو عصب والذكريات وسط ساحة قد امتلأت بالجنود والقوات من كل حدب وصوب ومستوطنين تشجعوا بوجود الجنود المدججين بالسلاح والشرطة، فعائلة أبو عصب بعد معارك طويلة في أروقة القضاء الإسرائيلي المحابي والداعم للمستوطنين انتزعت من منزلها الى الشارع بعد ٥٥عاماً من الإقامة في ذلك البيت، تحملت فيها كل اشكال المضايقات والملاحقات والتنكيل، للخرج ورفضت كل المغريات والعروض.

وفشلت كل محاولات حاتم أبو عصب، على مدارأربع سنوات لمنع اخلائه من منزله المطل على المسجد الاقصى المبارك في مدينة القدس،بعد أن تنصلت المحكمة الإسرائيلية من احقيته في البقاء داخل المنزل.

العائلة أمهلت حتى نهاية شهر شباط الجاري،لإخلاء منزلها الذي يقع داخل حي “القرمي” الملاصق للمسجد الاقصى بغية تسليمه لمستوطنينيدعون بأحقيتهم في استخدامه.
 
القصة بدأت قبل أربع سنوات، كما يقول حاتم أبو عصب، وهو مستأجر للمنزل من عام 1951م من سيدة يهودية استأجرته من عائلة الحسينيلمدة 99 عاما، يقول: عندما رفعت مؤسسة استيطانية قضية امام المحكمة الإسرائيلية لإخلائه بحجة ان المنزل يعود ملكيته لسيدة يهودية تنازلت عنه لصالح الجمعية، ومن حينها “عام2014” تنشغل الأسرة بتقديم التماسات أمام المحكمة الإسرائيلية التي حكمت مؤخرا بإخلاءالمنزل لصالح المستوطنين بعد أن رفعت عن المستأجرين الحماية القانونية التي يوفرهاقانون المستأجر المعمول به في القدس بعد تقديم ادعاءات زائفة.

 ويضيف أبو عصب انه يعيش في المنزل منذ عام1951 مع زوجته وابناؤه الستة وعمته وجدته، ويقوم بدفع الايجار لحارس أملاك الغائبين،حيث استأجرته العائلة بعد تهجيرهم من قرية البقعة قضاء القدس، ولا يوجد مكان يذهب اليه.وتابع “البيت له إطلالة جميلة على المسجد الأقصى لا يمكنني أن اتخيل ان أعيش بعيد عنهذه الاطلالة، انه بيت مقدس وفيه كل الذكريات، لا أعرف ماذا سنفعل سنبقى هنا حتى تأتيشرطة الاحتلال وتخلينا بالقوة، لن نبرح من هنا انه منزلنا.

 وأشار إلى أن قرار المحكمة سياسي أكثر منهقانوني خاصة انه يملك كل المستندات والوثائق التي تحميه، لكن المحكمة تنصلت لإرضاءالمستوطنين، وهي سياسة تريد من وراءها تهويد المدينة.

 ويطل المنزل على المسجد الاقصى المبارك وشوارع رئيسية مما يزيد من مخاوف الاستيلاء عليه محاولة التوسع للاستيلاء على بقية المنازل المجاورة للمسجد الاقصى وتهوديها.

 “قصة محاولة أخلاء عائلة أبو عصب، هي ضمنالسياسة الإسرائيلية الساعية لطرد السكان المقدسيين وتغير الديمغرافيا داخل الاحياءالشرقية وجعل اليهود أغلبية فيها”، كما يقول محافظ محافظة القدس، عدنان غيث، في حديثمع “القدس العربي”.

 وأضاف، هناك مخططات ممنهجة لتهجير المقدسيينمن خلال تبني سلسلة من الإجراءات القانونية العنصرية، من فرض ضرائب باهظة على المقدسيين،ومنعهم من البناء، اضافة الى سياسة الهدم التي تنتهجها إسرائيل وتجبر فيها المقدسيينعلى هدم منازلهم بأيديهم لتفادي الغرامات المالية الباهظة التي تفرضها عليهم بلديةالاحتلال في حال قيام معدات البلدية في هدم المنزل.

 وأشار الى أن هناك مخططات غير مسبوقة لتغييرمعالم المدنية وتهوديها خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،حيث تخطط إسرائيل لإقامة تلفريك يمتد الى المسجد الاقصى المبارك من شأنه ان يغير معالمالمدينة المقدسية.

 وقال غيث: هناك ارتفاعا في سياسة هدم المنازل،حيث تم تسجيل العام الماضي هدم 136 منزلا اضافة الى 20 محلا تجاريا، وخلال العام الجديدتم تسجيل أكثر من 20 عملية هدم.

 وأوضح أن إسرائيل تسابق الزمن لفرض وقائعجديدة على الأرض، بالمقابل تمنع أي تواجد للسلطة الفلسطينية ومؤسسات منظمة التحريرحيث جددت مؤخرا منع فتح مؤسسات المنظمة بالقدس.

 ولفت الى أن هناك مساع فلسطينية جدية لتقديمملفات تخص انتهاكات إسرائيلية بحق المقدسيين الى محاكم دولية، حيث يعكف قانونيون علىتكييفها بغية تقديمها خلال الفترة المقبلة.

 ويقدم المقدسيون على هدم منازلهم بأَيديهم لتفادي الغرامات الباهظة التي تفرضها البلدية في حال قيامهم بعملية الهدم مما يضاعف المعاناة، فالمقابل ترفض سلطات الاحتلال منح المقدسيين رخص بناء والقيام بعمليات التوسعة مما يزيد الخناق على المدينة المهددة بالتهويد.

 وقال الخبير بشؤون الاستيطان في القدس،الدكتور جمال عمرو، أن وتيرة الاعتداءات تزايدات بشكل غير مسبوق بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث سجل فقط منذ بداية العام 28 عملية هدم، وهذا مؤشر خطير على ما ينتظر مدينة القدس.

 واوضح ان عملية التهويد لا تمس البيوت فقط، هناك محاولة للاستيلاء على ما تبقى من مقبرة باب الرحمة، إضافة الى محاولة “أسرلة”المنهج التعليمي في المدينة، ومحاولة طمس المعالم الدينية بما فيها منع رفع الاذان.

 وقال عمرو: انه في هذه اللحظة ونحن نجريالمقابلة تعمل جرافات الاحتلال على هدم منزل جديد يعود لعائلة بكيرات بالقرب من بابالأسباط، “انها سياسة لن تتوقف في ظل الغطاء الدولي وغياب الرادع.

ربما يعجبك أيضا