كتاب: محاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر ورحلة البحث عن الحقيقة

محمد النحاس

تيري مكدرموت، الصحفي المخضرم ومؤلف كتابين حول المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر، قضى سنوات في العمل على كتابه الثالث الذي يروي رحلة تحقيق العدالة مع العقل المدبر للهجوم.

قال مكدرموت الأسبوع الماضي، وهو يستعد للسفر إلى خليج جوانتانامو لمشاهدة خالد شيخ محمد في المحكمة: “كان العنوان الأصلي هو  The Trial of KSM أي محاكمة خالد شيخ محمد، “لكنني أدركت أنه لن تكون هناك محاكمة.. لذا، أصبح العنوان الآن “محاكمات” بدلاً من محاكمة.

تعقيدات المحاكمة

إضافة “الجمع” إلى العنوان (محاكمات بدلاً من محاكمة) تعكس عقدين من السجن دون جدوى، فبعد القبض على خالد شيخ محمدفي باكستان عام 2003، نُقل إلى سجن سري لوكالة الاستخبارات المركزية في بولندا حيث تعرض للتعذيب بالماء ما لا يقل عن 183 مرة.

وبعدما تم اعتباره غير مفيد كمصدر، نُقل إلى غوانتانامو حيث كان من المفترض محاكمته مع عدد قليل من المتورطين الآخرين أمام لجنة عسكرية خاصة تمتلك صلاحيات فرض عقوبة الإعدام

لكن العملية تعثرت بسبب القضايا الدستورية والتردد بشأن استخدام الأدلة المستمدة تحت التعذيب، حسب تقرير نشرته صحيفة  The Intelligencer الأمريكية في 4 أغسطس 2024.

صفقة التعاون

يروى كاتب التقرير، أندرو رايس: عندما تحدث مكدرموت معي عبر الهاتف يوم الخميس، بدا أن المحاكمات كانت في طريقها إلى النهاية.

كانت الحكومة الأمريكية قد وافقت على صفقة اعتراف من شأنها إزالة عقوبة الإعدام من الطاولة مقابل تعاون خالد شيخ محمد الكامل في جلسة استماع لجمع الحقائق.

ستعرض الحكومة أدلتها، وسيتعين على المتهم الإجابة عن أسئلة حول كيفية تخطيط وتنفيذ الهجوم، بما في ذلك بعض الأسئلة التي قدمها أفراد عائلات ضحايا 9/11

كانت شروط الصفقة: الحياة مقابل الحقائق.

تراجع عن الصفقة

بعد ذلك انتشرت أخبار أن وزير الدفاع لويد أوستن، الذي يشرف على غوانتانامو وعملية المحاكمات العسكرية، قد أوقف الصفقة على الأقل في الوقت الحالي وبدا التراجع خلال فترة الانتخابات خطوة غير مدروس ويعكس الأبعاد السياسية المتقلبة التي شهدتها محاكمات خالد شيخ محمد خلال العقدين الماضيين.

يتساءل التقرير: بعد كل هذه السنوات، ما الذي يمكن أن يخبرنا به خالد شيخ محمد؟

قد يكون من الصعب تخيل أن هناك شيئًا جديدًا ليقال بعد التعايش مع عواقب الهجوم على مدار تلك السنوات لكن هناك بالفعل ما يمكن تقديمه.

هجوم غير مسبوق

بخلاف بعض نظريات المؤامرة الغريبة، لا يشكك أحد في ما حدث ذلك اليوم: 19 عضوًا من القاعدة استولوا على أربع طائرات وطاروا بها نحو أهدافها، ما أسفر عن مقتل الآلاف.

بعد الهجوم، قامت الـ FBI بأكبر تحقيق في تاريخها، وجمعت أرشيفًا من ملايين الصفحات من الأدلة، أصدرت لجنة التحقيق تقريرها الذي يبدو أنه حاسم. ومن ثم توقفت تدفقات المعلومات، وبقيت معظم المعلومات التي تعرفها الحكومة سرية.

من ناحيته، كتب مكدرموت عن تفاصيل الهجوم، مشيرًا إلى أننا نعرف القليل جدًا عن كيفية تنفيذ الإرهابيين للهجوم، الذي لم يتمكن أي مجموعة إرهابية أخرى من تكراره على هذا النطاق.

أسئلة عالقة

ينقل التقرير  عن الصحفي المخضرم أن خالد شيخ محمد يظل فخوراً بما أنجزه في “عملية الطائرات”، وقد اعترف بدوره في الهجوم بالإضافة إلى جرائم أخرى، بما في ذلك قتل الصحفي دانيال بيرل ومع ذلك، تم تصفية تفاصيل اعترافاته وانتقاؤها لتناسب الجمهور.

يرى مكدرموت أن الصفقة التي تم قبولها ثم سحبها الأسبوع الماضي هي السبيل الوحيد لإنهاء الإجراءات القانونية.

كانت الإجراءات القضائية العسكرية لا تزال في طور الإعداد عندما قرر أوستن إيقافها، ولكن كان من المفترض أن تأخذ شكل “محاكمة مصغرة” ستُعقد في العام المقبل، وهي عملية يرى التقرير أنها “قد لا تحقق العدالة، لكنها قد تقدم بعض الإجابات على الأسئلة العالقة”.

ماذا يعرف خالد شيخ محمد؟

تناول مكدرموت بعض النواحي التي قد يكون لدى خالد شيخ محمد معلومات حولها:

1 التجنيد: كيف انضم عطا وأعضاء “خلية هامبورغ” إلى القاعدة؟ يتكهن ويتنبأ مكدرموت بأنهم لم يكونوا على علم مسبق بالهجوم.

2 التخطيط والتنفيذ:كيف لم يشارك بن لادن بشكل عميق في التخطيط وترك التفاصيل لك خالد شيخ محمد ومحمد عطا؟ هناك بعض الألغاز مثل سبب زيارة عطا لمدن مختلفة قبل الهجوم.

3 الرفقاء المتآمرون: التحقيق في روابط جهات أخرى مع الهجوم والبحث عن دعم محلي.

4 الدوافع: لا توجد وثائق من عطا توضح دوافعه، لكنه ربما كان مدفوعًا بأيديولوجيات سياسية راديكالية إلى جانب التطرف الديني.

ربما يعجبك أيضا