كيف تلعب مصر وليبيا وتونس دورًا رئيسًا في دبلوماسية إيطاليا الجديدة؟

شروق صبري
تحويل دول شمال أفريقيا لمراكز طاقة

تسعى إيطاليا لجعل تونس ومصر وليبيا مركز طاقة لإمداد أوروبا بالغاز، ورغم ما تعانيه هذه الدول من أزمات داخلية وتوترات.


منذ اندلاع الحرب الروسية  الأوكرانية، سعت أوروبا للحصول على إمداداتها من الغاز الطبيعي من دول شمال إفريقيا الغنية بالطاقة.

وبفضل موقعها الجغرافي المركزي في البحر الأبيض المتوسط، والقدرات التكنولوجية المتقدمة لشركات الطاقة الإيطالية، لعبت روما دورًا رئيسيًا، وتهدف إلى تعزيز التعاون مع الدول الشريكة في شمال إفريقيا وتحويلها إلى مركز للطاقة في أوروبا.

الاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا

أشار تقرير نشره مركز أبحاث المجلس الأطلسي الأمريكي، يوم الجمعة 31 مارس 2023، إلى أن الحكومة الإيطالية تعمل بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، عبر إنشاء شراكات استراتيجية شاملة، وأيضًا الحفاظ على الاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا.

من ناحية أخرى، أدى الصراع مع روسيا، لأزمة في إمدادات الطاقة، ما دفع أوروبا إلى تركيز الاهتمام على إفريقيا، لكن البحر الأبيض المتوسط معرض للخطر، بسبب التحديات المتزايدة المرتبطة بالآثار المدمرة لوباء كوفيد-19، والحرب في أوكرانيا.

ولفت المركز إلى أن هذين المحفزين لعدم الاستقرار لهما آثار جانبية عميقة، من أبرزها، أزمة الطاقة والغذاء الباهظة في بلدان شمال إفريقيا، وزيادة التضخم، إضافة إلى الضغوط المتزايدة على سلاسل التوريد العالمية.

أزمة كارثية في تونس

رى المجلس الأطلسي، في تقريره، أن التوترات الحالية عبر البحر الأبيض المتوسط تهدد بإضعاف الجهود الدبلوماسية الإيطالية والأوروبية في المنطقة، ومع ذلك، تركز روما جهودها على 3 دول شمال إفريقية، هي تونس ومصر وليبيا.

وأشار إلى أن تونس تعاني من أزمة اقتصادية كارثية، فضلًا عن الانهيار الداخلي، وإذا انزلق الوضع العام في البلاد إلى نتيجة كارثية، بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية، فقد يساهم  ذلك في تدفقات المهاجرين إلى أوروبا، التي ستواجه أسوأ أزمة هجرة في السنوات الأخيرة.

الرئيس التونسي قيس سعيد

الرئيس التونسي قيس سعيد

علاقة مصر وإيطاليا

حسب التقرير الأمريكي، لعبت شركة الطاقة الإيطالية (إيني) دورًا أساسيًا في حملة التنقيب عن الغاز في مصر. إضافة إلى ذلك، يوجد مذكرة تفاهم بشأن صادرات الغاز بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي جرى توقيعها في يونيو 2022.

وأشار التقرير إلى أن إيطاليا عملت على إعادة بناء علاقاتها مع مصر، لحل الأزمات الإقليمية المختلفة، كما هو الحال في ليبيا، خاصة بعد الزيارة الناجحة الأخيرة لوزير الخارجية،  أنطونيو تاجاني، للقاهرة في يناير 2023.

الأوضاع في ليبيا

قال المركز إن الوضع يتطور بطريقة مربكة في ليبيا، التي تشهد صراعًا بين فصائل في الشرق بقيادة اللواء خليفة حفتر، ومليشيات في الغرب، تدعمها الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، بقيادة عبدالحميد دبيبة، محذرًا من أن كل هذه الصراعات تعرض صناعة النفط الليبي للخطر.

ووفق المركز، يوجد خطر أكبر في حدوث عواقب سلبية على أوروبا، بسبب نشاط مجموعة فاجنر الروسية المسلحة في ليبيا، فضلًا عن تدفق المهاجرين إلى أوروبا، التي تشهد زيادة بمقدار 10 أضعاف بين من يغادرون تونس وليبيا، ما يكفي لإقناع إيطاليا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتبني سياسة أكثر نشاطًا، لتحقيق الاستقرار في ليبيا وإزاحة الروس من هناك.

تحويل دول شمال أفريقيا لمراكز طاقة

تحويل دول شمال أفريقيا لمراكز طاقة

مبادرة إيطالية

مع أخذ هذه الأوضاع في الاعتبار، قال مركز الأبحاث الأمريكي إنه يجب على إيطاليا أن تمارس مبادرة أكثر قوة وأفضل تنسيقًا للمساعدة في تحقيق الاستقرار في بلدان الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، وفي الوقت نفسه، إقناع الولايات المتحدة بالتدخل بقوة أكبر ومباشرة في المنطقة.

ولفت إلى أن هذه المرة الأولى في التاريخ الحديث، التي يعمل النظام الإيطالي لتحقيق نتائج ملموسة في البحر الأبيض المتوسط. ومن المتوقع أن توفر زيارة رئيس أركان الدفاع الإيطالي، الأدميرال جوزيبي كافو دراجون، إلى واشنطن في منتصف إبريل، فرصة للحديث عن استراتيجية بلاده بالمنطقة.

اقرأ أيضًا| زيارة نائبة بايدن لإفريقيا.. أجندة سياسية واقتصادية

اقرا ايضا| فاجنر في قارة إفريقيا.. تراجع فرنسي ونفوذ روسي قوي

ربما يعجبك أيضا