جولة لنائبة الرئيس الأمريكي بإفريقيا.. منافسة جيوسياسية وشكوك في الزيارة

آية سيد
لمواجهة الصين وروسيا.. كامالا هاريس تبدأ جولة إفريقية

بدأت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، جولة إفريقية وسط شكوك واسعة النطاق في أن هذا الجهد يعكس دافعًا لمواجهة الصين وروسيا، وليس رغبة أعمق في تحسين العلاقات مع إفريقيا.


بدأت نائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، كامالا هاريس، جولة إفريقية، أمس السبت 25 مارس 2023.

وحسب ما كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن الجولة، التي تمتد أسبوعًا، تشمل 3 محطات، هي غانا وتنزانيا وزامبيا، وتأتي في ظل المنافسة الجيوسياسية المتصاعدة مع الصين وروسيا في القارة السمراء.

تعزيز العلاقات

وفق الصحيفة الأمريكية، فإن زيارة هاريس، وهي الأولى لإفريقيا منذ توليها المنصب، تُعد جزءًا من حملة شاملة لإدارة الرئيس جو بايدن، لإظهار التزامها بتعزيز العلاقات مع القادة الأفارقة. وحسب مسؤولين في الإدارة، تخطط هاريس للإعلان عن استثمارات أمريكية في القارة ككل، ومشروعات محددة في الدول الـ3 التي تزورها.

وفي هذا الشأن، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي، جون كيربي: “الرسالة هي نفسها التي بعث بها الرئيس في قمة القادة الأفارقة التي عقدناها في ديسمبر الماضي، وهي أن إفريقيا مهمة”.

وكانت السيدة الأولى الأمريكية، جيل بايدن، قد زارت ناميبيا وكينيا، فبراير الماضي، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، سافر إلى النيجر وإثيوبيا في مارس الحالي. وكذلك زارت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، وسفيرة الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، القارة. ومن المتوقع أن يزورها الرئيس بايدن هذا العام.

اقرأ أيضًا: القمة الأمريكية الإفريقية.. بايدن يسعى للتغلب على الصين وروسيا في القارة السمراء

شكوك في الدوافع

ستواجه هذه الزيارة شكوكًا واسعة النطاق في أن هذا الجهد يعكس دافعًا لمواجهة الصين وروسيا، وليس رغبة أعمق في تحسين العلاقات مع الأفارقة، وفق واشنطن بوست.

وفي هذا السياق، قالت المحامية التنزانية البارزة، فاطمة كرومي للصحيفة: “تحتاج تنزانيا إلى التفكير في أمنها القومي ومصالحها القومية. ولا يبشر بالخير لتنزانيا أن لا تمتلك الصين أو روسيا أو الولايات المتحدة كأصدقاء، نحن نحتاج إلى صداقتهم جميعًا”.

ارتباط تاريخي

يعترف مسؤولو إدارة بايدن بأنه من الصعب مواجهة الروابط التاريخية القوية بين إفريقيا وروسيا والصين، وفق واشنطن بوست، فالكثير من حركات التحرير الإفريقية التي صعدت إلى السلطة كانت مدعومة من الاتحاد السوفيتي، في حين دعمت الولايات المتحدة في بعض الأحيان قوى يمينية لا تكترث بحقوق الإنسان.

وفي هذا الشأن، قالت كرومي: “إن علاقتنا مع روسيا علاقة تاريخية، لقد كانوا معنا خلال الحملة المناهضة للاستعمار، ونحن لا ننسى أصدقاءنا”، مضيفة أن الكثير من الأشخاص في السلطة الآن تلقوا تعليمهم في روسيا.

تراجع أمريكي

حسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإن غياب الولايات المتحدة عن المنطقة، الذي تفاقم بسبب تجاهل الرئيس السابق، دونالد ترامب، لإفريقيا، دفع دولًا أخرى إلى شق طريقها في القارة السمراء.

وفي هذا الإطار، عملت الصين على تنمية العلاقات التجارية مع الدول الإفريقية، وطوّرت مشروعات كبرى للبنية التحتية هناك، بعضها بقروض عالية الفائدة، وكذلك وسعت روسيا نفوذها العسكري، وشمل ذلك مرتزقة، مثل مجموعة فاجنر.

وفي أثناء زيارتها لزامبيا في يناير الماضي، دعت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، الصين إلى إعادة هيكلة ديون الدولة التي تبلغ مليارات الدولارات، محذرة من أن حجم الديون يهدد التقدم.

مصالح صينية

في إحاطة صحفية بالبيت الأبيض، الأربعاء الماضي، أوضح جون كيربي أن الدول الإفريقية تحصل على ديون بفائدة مرتفعة، ولا تستطيع سدادها، وحينها تستحوذ الصين على أصولها. وحسب ما نقلت “سي إن إن”، قال: “يبدأ القادة الأفارقة في رؤية أن مصالح الصين في المنطقة أنانية بحتة، على عكس الولايات المتحدة”.

وفي سياق متصل، قال السفير الأمريكي السابق في تنزانيا والرئيس الحالي لمركز ويلسون الأمريكي، مارك جرين، إن الصين وروسيا تحاولان “بناء الاعتمادية”، في حين تسعى الولايات المتحدة “لبناء الاعتماد على الذات”، وفق ما أوردت الإذاعة الوطنية العامة (إن بي آر).

ولفت جرين إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تركز على الاستماع إلى القادة بشأن احتياجات القارة، بدلًا من التركيز على الاستراتيجية الجيوسياسية الأمريكية. وقال: “عندما تقول (استراتيجية) أو تتحدث عن الصين، يكون رد الفعل الطبيعي للأفارقة هو (حسنًا، هذا لا يتعلق بنا)”.

ربما يعجبك أيضا