كيف سيتعامل ترامب مع الملف الأوكراني؟

الحرب الروسية الأوكرانية.. هل يختلف نهج ترامب عن بايدن؟

محمد النحاس
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

هل بإمكان ترامب أن يضع حدًا للحرب الروسية الأوكرانية؟


تعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أنه في حال فوزه بفترة رئاسية جديدة في انتخابات 2024 فسوف ينهي الحرب في أوكرانيا “في غضون 24 ساعة”.

وحال عودة ترامب للبيت الأبيض وهو احتمال ليس بالمستبعد تمامًا، قد يصحب ذلك تخفيضات كبيرة في حزم المساعدات المقدمة لأوكرانيا، وهو ما تخشاه كييف، ومهما يكن من أمر فمن الضروري لخبراء السياسة الخارجية عدم التهاون في التعامل مع خطاب ترامب في تلك المسألة.

ردع متكامل

ذكر تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، الأربعاء 20 ديسمبر 2023، أن محاولات الرئيس الأمريكي جو بايدن بايدن الضعيفة بالنسبة لـ”الردع المتكامل”، المتعلق بالعقوبات، وتقديم المساعدات لكييف في تحقيق أهدافها العسكرية.

وبحسب التقرير، الذي أعده، الجنرال كيث كيلوج، الرئيس المشارك لمركز الأمن الأمريكي في معهد سياسة أمريكا أولاً، ودان نيجريا كبير مديري مركز الحرية والازدهار في المجلس الأطلسي.

وأضاف كيث كيلوج، الذي كان مستشاراً للأمن القومي في إدارة ترمب، ودان نيجريا، الذي عمل في وزارة الخارجية أثناء إدارة ترمب وكان عضواً في مكتب وزير الخارجية لتخطيط السياسات، فإنه “لم يكن من الممكن مطلقاً” اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية حال كان رئيسًا.

عدم إمداد أوكرانيا بأسلحة متقدمة

اعتبر التقرير أنه بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، اتبع بايدن استراتيجية للحرب حذرة للغاية، وبدلاً من أن يحدد بوضوح هدفاً للانتصار، بدلاً من ذلك، شدد على أهمية “طالما احتاج الأمر ذلك”، لكن هذا يثير تساؤلاً وهو: طالما احتاج الأمر لعمل ماذا؟ لقد كان يتعين على بايدن تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاج إليها لتنتصر بسرعة، ولكنه كان خائفاً من “تصعيد” روسي محتمل وقدم أسلحة محدودة بشكل حذر.

وحسب التقرير، رفض بايدن إمداد أوكرانيا بالكثير من الأسلحة، بما في ذلك الدبابات، والطائرات، والمدفعية طويلة المدى قبل أن يغير رأيه. وكانت النتيجة أنه كانت لدى أوكرانيا أسلحة كافية للقتال لكن ليست كافية لتحقيق الانتصار.

استراتيجية بايدن للحرب

أردف التقرير، أن استراتيجية إدارة بايدن للتعامل مع الحرب تمثلت في إنفاق مليارات الدولارات فقط لخلق “حالة جمود دامية غير حاسمة”،  وبالاعتماد فقط على تصريحاته العلنية، يمكن للمرء أن يتوقع أن لدى ترمب مبدأ مختلف تماماً بالنسبة لأوكرانيا. فقد صرح بأنه سوف يستغل علاقاته الشخصية مع كل من زيلينسكي وبوتين للتفاوض للتوصل لتسوية للصراع “في غضون يوم واحد”.

بحسب التقرير، يمكن فإن إطار اليوم الواحد الزمني قد يكون طموحاً للغاية حيث لم يعرب بوتين أو زيلينسكي عن مسعى جاد، للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، إذ يبدو أن الطرفين يظنان أنه ما زال بإمكانهما عسكريًا، ولكن موقف ترمب المقترح يمكن أن يغير تقديرهما. وقال ترمب: “سأقول لبوتين، إذا لم تعقد اتفاقاً سوف نعطيه الكثير.. سوف نعطي أوكرانيا أكثر مما حصلت عليه إذا اضطررنا لذلك”.

فكرة المفاوضات

أضاف التقرير المنشور بالمجلة الأمريكية، أن وقف إطلاق النار على طول الخطوط الحالية وما سيعقبه من مفاوضات سوف يحافظ على وجود أوكرانيا ديمقراطية ذات سيادة راسخة في الغرب وقادرة على الدفاع عن نفسها.

وسوف تحتفظ كييف بمطالبها المعترف بها دولياً الخاصة بسيادتها على كل أوكرانيا. كما أن وقف القتال سوف يسهل توفير الضمانات الأمنية القوية، بما في ذلك إمكانية الانضمام للناتو والاتحاد الأوروبي، لردع روسيا عن استئناف الصراع. ورغم أن ذلك يحظى بالرضا بصورة أقل عن تحقيق انتصار عسكري كامل (وهو ما يبدو بصورة متزايدة غير قابل للتحقيق)، فإن هذه النتيجة سوف تمثل هزيمة استراتيجية لروسيا وتعزيزاً للأمن القومي الأميركي والتحالف الغربي.

ربما يعجبك أيضا