كيف كانت الحرب الروسية الأوكرانية أرض خصبة لتجارب تكنولوجيا السلاح الأمريكية؟

مشروع «Maven» الأمريكي.. سلاح جديد في الحرب الروسية الأوكرانية

أحمد الحفيظ
الحرب الروسية الأوكرانية

كانت الحرب الروسية الأوكرانية بمثابة معمل تجارب للأسلحة الأمريكية والتقنيات الحديثة التي كانت تحتاج لقياس مدى قدرتها الحقيقية على إحداث تغيير كبير في أرض المعركة.

وأبرز ما طغى تأثيره على أرض المعركة كان مشروع “Maven” الخاص بتكنولوجيا المعلومات وجمع البيانات وتحليلها حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في مقال للكاتب الأمريكي ديفيد إي سانغر نشر اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024.

ما هو مشروع Maven؟

استحدث مشروع “مافين” في عام 2017 ومهمته جمع البيانات والصور والفيديوهات بواسطة طائرات مسيرة وأقمار صناعية غاية في الدقة، ويرسلها لمعالجتها وتوظيفها لتتبع الأهداف بطريقة سريعة للغاية.

وتتولى الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية، مهمة معالجة وتحليل الصور الذي يقدمها البرنامج بالإضافة إلى رسم الخرائط.

وفي الحرب الأوكرانية، استخدمت أمريكا هذه التقنيات واستطاعت من خلاله إحباط عشرات الهجمات الروسية واستعادة أراضي سيطرة عليها موسكو، كما نجح في تحقيق دقة عالية في استهداف الروسي.

أزمات تواجه المشروع

يقول الكاتب الأمريكي ديفيد إي سانغر في مقاله، إنه رغم أن المشروع حقق نجاحات داخل أوكرانيا لكن البنية التحتية للجيش الأوكراني صعبت المهمة في أوقات كثير خاصة وأن البرنامج يحتاج لأساليب تكنولوجية عالية الدقة.

وأكدت التجربة الأمريكية في أوكرانيا صعوبة نقل بيانات القرن الحادي والعشرين إلى خنادق القرن التاسع عشر كما وصف الكاتب، وحتى مع كون الكونجرس على وشك تقديم مساعدات بقيمة عشرات المليارات من الدولارات لكييف، معظمها في شكل ذخيرة ومدفعية بعيدة المدى.

ولهذه الأسباب أكد الكاتب أنه رغم فعالية التكنولوجيا المقدمة لأوكرانيا إلا أنه من الصعب تحويل دفة الحرب إلى مستوى جيد خاصة وأن روسيا تمتلك هي الأخرى مشاريع تكنولوجيا عالية الجودة.

حرب أوكرانيا ثروة للجيش الأمريكي

بحسب الكاتب فإن الحرب في أوكرانيا كانت بمثابة ثروة للجيش الأمريكي، وساحة اختبار لمشروع Maven وغيره من التقنيات سريعة التطور.

واستطاع الضباط الأمريكيون والبريطانيون و الأوكرانيون، العثور على طرق جديدة لنقاط الضعف الروسية واستغلالها لتحقيق تفوق مباشر على روسيا العدو اللدود لهم.

وأكد الكاتب أن الأراضي الأوكرانية أصبحت مختبرًا بدلًا من أفغانستان منذ عام 2021.

جوجل ترفض المشاركة في المشروع

رفضت شركة جوجل المشاركة في المشروع المذكور خوفًا من استخدامه في أعمال تستهدف المدنيين وتوسع عمليات الدمار حول العالم.

ورغم تأكيدات البنتاجون لإدارة جوجل بأن المشروع يساعد على التمييز بين العسكريين والمدنيين إلا أن جوجل رفضت الفكرة من الأساس.

لكن البنتاجون استطاع إقناع بعض أبرز الشخصيات في الصناعة المشاركة في المشروع، لاستغلال ميزتها التنافسية في التكنولوجيا للحفاظ على تفوقها على روسيا والصين.

روسيا قوة هائلة

أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية في بدايتها أن روسيا تتكيف، بسرعة أكبر مما كان متوقعًا مع التكنولوجيا التي أعطت أوكرانيا التفوق الأولي.

وفي السنة الأولى من الحرب، بالكاد استخدمت روسيا قدراتها في الحرب الإلكترونية لكنها استفادت منها بالكامل مؤخرًا، ما أربك موجات الطائرات بدون طيار التي ساعدت الولايات المتحدة في توفيرها.

لكن هذه القوة دفعت الولايات المتحدة وحلفائها لدراسة أكبر لتطوير مزيد من الوسائل التكنولوجية.

ربما يعجبك أيضا