كيف يؤثر الخيال العلمي في طريقة خوضنا للحروب؟

من آلات القتال عالية التقنية إلى أجهزة الكمبيوتر العملاقة والروبوتات القاتلة، دفع الخيال العلمي بعض الحكومات إلى تحويل اهتمامها.

وتغذي العديد من القضايا التي يطرحها الخيال العلمي الأبحاث الدفاعية وطرق الحد من المخاطر، ورغم استحالة التنبؤ بالمستقبل، فإنه لم يبق أمام القادة وصناع القرار إلا تعلم الدروس التي ألمحت إليها قصص الخيال العلمي، لتجنب الواقع المرير الذي تنسجه.

الجنود الخارقون

طرح موقع ساينس أليرت العلمي، في تقرير نشره الأربعاء 12 إبريل 2023، أربع قضايا أثارها الخيال العلمي، التي قد تفكر فيها حكومات العالم وتستخدمها، ومن أبرزها “الجنود الخارقون”، والذين يتخذون أشكالًا عديدة “فائقة” بسبب تقنيتها، منذ خمسينيات القرن الماضي.

الجندي الخارق

وأضاف الموقع أن هؤلاء الجنود الخارقين أقوى وأسرع وأكثر قدرة على شن الحرب، وتدور لعبة “وارهامر” الشهيرة حول جنود خارقين يُعرفون باسم مشاة البحرية الفضائية، وغيروا طبيعتهم، لدرجة أنهم فقدوا كل ما يجعلهم بشرًا في المقام الأول.

لعبة وار هامر

طائرات بدون طيار

قال الموقع إن لعمليات الطائرات بدون طيار دورًا مهمًّا ومتزايدًا في الحروب الحديثة، حيث تستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها طائرات بريداتور ورايبر للقيام بدوريات في السماء، وفي الآونة الأخيرة، رأينا أمثلة على استخدام الطائرات بدون طيار في الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف أن الخيال العلمي تنبأ منذ فترة طويلة بهذا النوع من الحروب، وأن هذا الأمر هو ببساطة استمرار منطقي لحوسبة الحياة اليومية، ففي رواية إندرز جيم (1985) لـ”أورسون سكوت كارد”، نُقل بطل الرواية إلى مدرسة المعركة ليشارك في التدريبات العسكرية المعقدة باستخدام أجهزة الكمبيوتر لمحاكاة حرب ضد عدو فضائي بعيد.

وأوضح أن لعبة “إندر” تستبق وتشارك في العديد من المناقشات الرئيسة التي نجريها في هذا المجال اليوم، مثل اختيار الأهداف والقضايا الأخلاقية حول القتل عن بعد، لأن الطائرات بدون طيار أصبحت أكثر شيوعًا في الحياة المدنية اليومية، ما يجعل هذه القضايا أكثر إلحاحًا.

الهندسة الحيوية

قال الموقع إن العلوم البيولوجية والحيوانات المستخدمة في دعم العمليات الإنسانية في الحرب، أخذت نصيبها أيضًا في الخيال العلمي، فبطل رواية “كلاب الحرب” (2017) للمؤلف أدريان تشايكوفسكي، هو كلب حرب (مرتزق) مصمم بيولوجيًا، ليتبع الأوامر دون تردد.

وكما هو الحال مع العديد من أفضل أعمال الخيال العلمي، تطرح هذه الرواية العديد من الأسئلة الأخلاقية والمعنوية حول حالة الإنسان، بما في ذلك الطريقة البشعة التي يستغل بها البشر الحيوانات في كثير من الأحيان، وكيف تتلاءم الحيوانات مع أطرنا الأخلاقية.

وذكر الموقع مثالًا لهذه الحالة من الواقع، وهو الكلب كونو الذي أنقذ حياة الجنود في أفغانستان، وحصل على وسام الشجاعة للحيوانات، ميدالية PDSA Dickin، لافتًا إلى أن إرسال الحيوانات إلى مواقف خطرة لدعم الجنود أو البحث عن ناجين من الزلزال، فإن الحيوانات تحتاج أيضًا إلى الدعم لتقليل المخاطر.

الكلب كونو بعد الإصابة

تعديل السلوك

أفاد الموقع أن الخيال العلمي تناول أيضًا المخدرات والطريقة التي يمكن بها استخدام المواد الكيميائية لتشويه الواقع وتعديل السلوك، حيث تتناول العديد من الروايات هذا الموضوع من وجهات نظر مختلفة، ففي فيلم الهدوء (2055) يسافر الكابتن مالكولم رينولدز وطاقمه إلى كوكب ميراندا لاكتشاف العواقب الوخيمة لعقاقير للسيطرة على السكان وإخضاعهم.

وأضاف الموقع أن هذه الأمثلة رغم أنها شريرة، فإنها لا تُقارن بالتجارب التي أجرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية في فيتنام، وأنها أجرت تجارب بشرية غير قانونية من أجل تطوير عقاقير لغسيل المخ والتعذيب، وهو ما كشفت عنه جلسة استماع لمجلس الشيوخ عام 1977 عقب انتهاء حرب فيتنام.

وأوضح الموقع العلمي أن مفهوم التعديل السلوكي لا يزال مركزيًّا في أبحاث الدفاع، لافتًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن ساحة معركة عالمية، وأن حرب المعلومات تمثل تهديدًا حقيقيًّا للأمن، موضحًا أن الغرب اتهم روسيا والصين بشن حملات إلكترونية ضده.

اقرأ أيضًا: سيد ميد.. رحيل مصمم خدع أشهر أفلام الخيال العلمي في هوليود

اقرأ أيضًا: بينها سيف «حرب النجوم» وقبعة جاك سبارو.. ملابس النجوم في أشهر الأفلام في المزاد