انسحبت القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا الشرقية، التي تدهور الوضع فيها إلى حد كبير خلال الأيام الأخيرة، بحسب قائد الجيش الأوكراني الجديد، أولكسندر سيرسكي.
واضطرت أوكرانيا إلى التخلي عن هذه المدينة التي أصبحت مدمرة إلى حد كبير، في مواجهة نقص متزايد في الموارد، وتعطل المساعدات العسكرية الأمريكية، في حين عززت روسيا قواتها بالمزيد من العناصر والذخيرة.
وقال سيرسكي في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، اليوم السبت 17 فبراير 2024، إن قوات كييف انسحبت من بلدة أفدييفكا في شرق البلاد، الأمر الذي يمهد الطريق لأكبر تقدم روسي منذ مايو 2023، عندما استولت موسكو على مدينة باخموت.
قيمة رمزية واستراتيجية كبرى
لأفدييفكا قيمة رمزية واستراتيجية كبرى بالنسبة للجانبين، فقد سقطت لفترة وجيزة العام 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ عشر سنوات.
وتبقى السيطرة على أفدييفكا خطوة أساسية في هدف روسيا المتمثل في تأمين السيطرة الكاملة على الإقليمين اللذين يشكلان منطقة دونباس الصناعية، دونيتسك ولوهانسك، وقد تمنح الرئيس فلاديمير بوتين نصرا ميدانيا بينما يسعى لإعادة انتخابه الشهر المقبل.
تأمين دونيتسك من القصف
تأمل موسكو أن تؤدي السيطرة على المدينة الصناعية التي اشتهرت في السابق بمصنع فحم الكوك المترامي الأطراف، إلى تأمين دونيتسك من القصف الأوكراني المنتظم، عبر هجمات انطلق بعضها من المدينة، إذ أن الاستيلاء عليها يمنح روسيا السيطرة الكاملة على المنطقة المحيطة بالإقليم.
وقال عمدة أفدييفكا، فيتالي باراباش، إن 923 مدنيا ما زالوا في المدينة، بانخفاض عن عدد السكان قبل الحرب الذي كان يبلغ حوالي 32 ألف نسمة. وأغلبهم من كبار السن الذين رفضوا مغادرة منازلهم، حتى مع اشتداد القتال في الأشهر الأخيرة، ولا توجد إمكانية لإجلائهم، وفقا لصحيفة الجارديان.
الوضع في المدينة “جحيم”
تدور معارك ضارية حول المدينة التي دمرت بشكل شبه كامل منذ أكتوبر. وقال لواء الهجوم الثالث الأوكراني، الذي جرى نشره حول أفدييفكا، في بيان الخميس، إن الوضع في المدينة “جحيم”.
وجعل الكرملين السيطرة على أفدييفكا أولوية في عام لم يكن من المتوقع فيه أن يحقق أي من الجانبين مكاسب استراتيجية كبيرة في ساحة المعركة، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1764665