كيف يثير تمرد فاجنر «المخاوف النووية»؟

محمد النحاس

تظل أوضاع الأسلحة النووية الروسية، مصدر قلق بالنسبة للولايات المتحدة.. فما سبب ذلك؟


أحيا تمرّد مجموعة فاجنر مخاوف كامنة لدى واشنطن تتعلق بمستقبل المخزون النووي الروسي حال تعرض البلاد لاضطرابات داخلية.

وعلى الرغم من أنه سرعان ما جرى التوصل لاتفاق بعد يوم كامل محموم بالمفاجئات، فقد أظهر التمرّد الذي بدأته فاجنر، السبت 24 يونيو 2023، أن قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة آخذة في التراجع يومًا بعد آخر.

إحياء الماضي

أعادت مشاهد الدبابات المنتشرة في الشوارع الروسية إلى الأذهان المحاولة الفاشلة للسيطرة على السلطة عام 1991 من قبل مجموعة شيوعية عسكرية متشددة.

ووفق تقرير أعدته صحيفة “اليابان تايمز” أثارت محاولة 1991 مخاوف بشأن أمن الترسانة النووية السوفيتية، واحتمال سيطرة قائد متشدد عليها مع استيلاءه على السلطة، آنذاك، وهي مخاوف تشبه إلى حد كبير تلك التي تولدت جرّاء تحرك فاجنر.

ونقلت الصحيفة عن الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” مارك بوليمروبولوس، الذي أشرف على العمليات السرية للوكالة في أوراسيا: “سيكون تركيز وكالات الاستخبارات بقدر كبير على المخزون النووي (الروسي)”.

مخاوف غربية

أما الضابط الكبير السابق في الوكالة، دانيل هوفمان، فقد أوضح “تريد أن تعرف من الذي يسيطر على الأسلحة النووية لأنك قلق من أن الإرهابيين أو الشخصيات المتشددة مثل الزعيم الشيشاني رمضان قديروف قد يسعون وراء الترسانة، بسبب النفوذ الذي سيتمكنون منه حال حيازتها”، على حد تعبيره.

وفي ردٍ على تحرك فاجنر، أرسل قديروف الآلاف من قواته تجاه روستوف أون دون، جنوبي روسيا، والتي سيطر عليها مقاتلو فاجنر، متعهدًا بإخماد تمرد المجموعة، التي شنّت تمردها بهدف الإطاحة بقيادة الجيش الروسي، قبل أن تتراجع بعد تدخل بيلاروسيا، حليف الكرملين، والتوصل لاتفاق تسوية.

مصدر قلق مستمر

حسب الصحيفة، تظل أوضاع الأسلحة النووية الروسية، مصدر قلق بالنسبة للولايات المتحدة، ففي تقييم وكالات الاستخبارات الأمريكية للمخاطر السنوية لعام 2023، أبدت مخاوفها في ما يتعلق بأمن ترسانة روسيا النووية، وقالت إنها لا تزال مصدر قلق على الرغم من التحسينات في حماية المواد والرقابة والمحاسبة في المواقع النووية الروسية منذ التسعينيات.

ووفق التقرير فإن السيناريو المقلق لواشنطن يتمثل في احتمال اكتساب فصيل عسكري “مارق” القدرة على اتخاذ القرار بشأن بعض الأسلحة إذا ما اندلعت انقسامات داخلية في روسيا بفعل الخلافات التي تتعلق بالحرب في أوكرانيا.

ابتزاز الغرب

وفق ما نقل التقرير عن هوفمان فإن الولايات المتحدة وحلفائها سيتساءلون بطبيعة الحال عن كيفية استخدام أي سلطة جديدة لهذه الأسلحة.

وأضاف: “أنها القدرة على ابتزاز الغرب لأي شيء تطمح به (السلطة الجديدة المحتملة)، وقد لا يلتزمون بنفس النوع من القواعد التي يتبعها بوتين”.

ترسانة روسيا أولوية قصوى

ترسانة روسيا النووية هي الأكبر في العالم، وقدرت في عام 2022 بـ5977 رأس نووي مقارنةً بما يقدر بـ5428 في حوزة الولايات المتحدة الأمريكية، حسب تقرير الصحيفة.

ووفق الضباط السابقين في “سي آي إيه” فإن جمع المعلومات عن هيكل قيادة القوات الاستراتيجية الروسية والجوانب الأخرى المتعلقة بالمخزون النووي لطالما كان من بين الأولويات القصوى لوكالات الاستخبارات الأمريكية.

لكن في أغسطس 2022 أصبح هذا العمل أكثر صعوبة مع وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعمليات متابعة النشاط النووي المتبادل بين روسيا والولايات المتحدة، بعد انسحاب موسكو من اتفاقية (نيو ستارت).

 اقرأ أيضًا| اختراق حصن بوتين.. هل انهارت إمبراطورية الرئيس الروسي بعد تمرد فاجنر؟

اقرأ أيضًا| انسحاب فاجنر.. هل يتوقف سعي طباخ بوتين للتغيير العسكري؟

ربما يعجبك أيضا