لإخراج عناصرها.. جماعات إرهابية في غرب إفريقيا تهاجم السجون

كيف يؤثر هروب الإرهابيين من السجون على الأمن في غرب أفريقيا؟

بسام عباس
سجن كوتوكالي في النيجر

شهدت النيجر نشاطًا متناميًا للتنظيمات الإرهابية، كان آخرها هجوم على سجن كوتوكالي في 11 يوليو 2024 في محاولة لتهريب سجناء متطرفين، بعد محاولتين فاشلتين في عامي 2016 و2019.

وفي حادثة هذا العام، فرَّ عدد غير معلوم من السجناء من السجن الذي يضم أعضاء من الجماعات المتطرفة، ما يكشف عن أن الجماعات المتطرفة عازمة على تهريب أعضائها من السجون.

تعاون بين التنظيمات المتطرفة

قال معهد الدراسات الأمنية الإفريقي، في تقرير نشره الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، إن محادثات تجري بين تنظيم داعش في غرب إفريقيا وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين بشأن إعادة أعضاء تنظيم داعش في غرب إفريقيا المحررين بالهجوم، ما يشير إلى أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ربما تكون مسؤولة عن ذلك.

وجاءت الحادثة الأخيرة بعد عامين من هجوم مماثل شنته جماعة داعش في غرب إفريقيا في أبوجا بنيجيريا، وهو تهريب سجناء من سجن كوجي في 5 يوليو 2022، وعقد مجلس النواب النيجيري جلسة استماع بشأن أماكن تواجد الهاربين، الذين بلغ عددهم 879 سجينًا، من بينهم 68 من بوكو حرام.

لا عوائق

ذكر التقرير أن ممثلًا للجيش النيجيري كشف، في جلسة الاستماع التي عقدها مجلس النواب في مارس 2024، عن مشكلتين ساهمتا في نجاح عملية الهروب من السجن، لافتًا إلى أن الجيش نبَّه سلطات السجن إلى هاتين المشكلتين، وهما السياج المحيط المنخفض وغياب كاميرات المراقبة.

ولكن ارتفاع السور لم يكن كافيًّا لمنع هروب السجناء، فالمهاجمون استخدموا المتفجرات لإسقاط جزء من السور. وعندما بدأ الهجوم، كان الجيش قد سحب للتو جنوده كجزء من دورتهم في سجن كوجي. واستمر الهجوم لأكثر من ساعة دون تعزيزات من قوات الأمن، وسرعان ما تمكن الجناة والمعتقلون من الفرار.

ومن المشكوك فيه أيضًا أن كاميرات المراقبة كانت لتمنع وقوع الحادث. فلكي تكون مفيدة، كان لابد أن تحظى هذه الكاميرات باهتمام خاص من جانب أفراد الأمن والاستخبارات، ونظرًا لكل هذه العوامل، فمن غير المرجح أن ينجح الهجوم من دون مساعدة من الداخل، وخاصة من المعتقلين.

فشل التصدي

أوضح التقرير أن فشل الاستخبارات في حادثة كوجي يعني أن التدابير مثل كاميرات المراقبة والجدران العالية لم تكن فعالة في منع الهجوم، وبعد بضعة أسابيع، كشف رئيس مجلس النواب النيجيري أن جهاز أمن الدولة تلقى 44 تقريرًا عن الغارة قبل وقوعها، فيما أدى الفشل في التصرف بناءً على معلومات استخباراتية مماثلة إلى الهجوم المميت على قطار أبوجا-كادونا شنه فريق مشترك من بوكو حرام وقطاع الطرق في شمال غرب نيجيريا.

وبينما أعلن التنظيم مسؤوليته عن حادثة كوجي، أكد لأعضائه في مراكز الاحتجاز الأخرى التزامه بإطلاق سراحهم، وبعد ثلاثة أشهر، حاول شن هجوم مماثل على منشأة عسكرية تحتجز أعضاء بارزين في الجماعة في شمال وسط نيجيريا، وتمكن الجنود من إحباطه.

لا تتخلى عن عناصرها

قال التقرير إن استهداف مراكز الاحتجاز في النيجر ونيجيريا، والترويج الأخير لتنظيم داعش في غرب أفريقيا على قدرته في تحرير عناصره، يطمئن أتباعه القابعين خلف القضبان في هذه الدول وخارجها بأن التنظيمات المتطرفة لا تتخلى عن أعضائها.

وتمتد التداعيات إلى ما هو أبعد من حوض بحيرة تشاد ومنطقة الساحل، ففي شرق ووسط أفريقيا، قد تستلهم الجماعات المتطرفة العنيفة نجاحات نظيراتها في غرب أفريقيا، ما يستدعي تحسين الاستخبارات وتحسين الأمن في المرافق التي تحتجز المشتبه بهم في الإرهاب.

ويتطلب الأمر كذلك التعاون عبر الحدود، لأن التطرف العنيف لم يعد من الممكن التعامل معه باعتباره مجرد مشكلة وطنية، وينبغي أن يشمل ذلك تبادل أفضل الممارسات لمنع عمليات الهروب من السجون، والمعلومات الاستخباراتية لتتبع المعتقلين الهاربين.

علاقات متوترة

أوضح التقرير أن جماعة بوكو حرام أثبتت قدرتها على استخدام الروابط عبر الحدود لنقل الإمدادات أو المقاتلين، ومن بينهم الهاربون من سجن كوجي، الذين وصلوا إلى جزر بحيرة تشاد عبر النيجر، وإذا نجحت المحادثات الجارية بين تنظيم داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فقد تشهد أيضًا محاولات لنقل الهاربين عبر الحدود.

وأضاف أن العلاقات بين النيجر ونيجيريا متوترة بعد 7 أشهر من العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) على النيجر وتشكيل النيجر ومالي وبوركينا فاسو لـ ” تحالف دول الساحل”، ومن ثم يتعين على هذه الدول إيجاد طريقة للعمل معًا لمكافحة الإرهاب، والتهديد الذي يشكله هروب السجناء.

ربما يعجبك أيضا