لا يقتصر على العراق وإسرائيل.. أمريكا تشعر بالعجز أمام المسيّرات

إسراء عبدالمطلب

أنظمة الطائرات المُسيرة تشكل تحديات متعددة: فقد تداخلت مع مسارات الطيران التجارية وعبرت الحدود الجنوبية دون منازع.


شاهد الأمريكيون العام الماضي بالون تجسس صيني بحجم عدة حافلات مدرسية وهو يشق طريقه عبر الولايات المتحدة، قبل أن تسقطه القوات الجوية قبالة ساحل ولاية كارولينا الجنوبية.

وتبيّن أن هذا الحدث الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة كان مجرد قمة جبل جليدي يتزايد اتساعًا، وبعدها تم اكتشاف العديد من الأجسام الجوية، وتشير التقارير الأخيرة إلى أن بالونات التجسس ليست سوى بضعة آلاف من الغارات الجوية التي تستهدف الولايات المتحدة، تتضمن معظمها طائرات صغيرة بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض جدًا، وأحيانًا على ارتفاع 100 قدم فقط عن الأرض.

راقب قاعدة جوية أمريكية.. كل ما تريد معرفته عن بالون التجسس الصيني

الولايات المتحدة تواجه مشكلة أمنية

قالت صحيفة “واشنطن بوست”، اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024، إن أنظمة الطائرات المُسيّرة تشكل تحديات متعددة: فقد تداخلت مع مسارات الطيران التجارية وعبرت الحدود الجنوبية دون منازع، وتم التعرف على العديد منها وهي تحلق فوق القواعد العسكرية والمنشآت النووية، مثل قاعدة لانجلي الجوية في فيرجينيا، وقاعدة وايتمان الجوية في ميسوري، ونطاقات اختبارنا في غرب الولايات المتحدة.

ويواجه أفراد الخدمة المنتشرين في الخارج تهديدات متزايدة من هذه الأنظمة غير المأهولة أيضًا، وفقد الجنود الأمريكيون الثلاثة الذين تم استهدافهم في هجوم بالأردن في شهر يناير الماضي حياتهم بسبب طائرة إيرانية صغيرة بدون طيار، وأصبحت هذه الأنظمة مشكلة أمنية كبيرة، ولا يملك الجيش الأمريكي سوى الحد الأدنى من التدابير المضادة لها، ولم يؤد الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل هذا الشهر إلا إلى تسليط الضوء على هذا التهديد.

أمريكا عاجزة أمام المسيّرات

في جلسات إحاطة سرية وإعدادات مفتوحة، قامت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بدراسة التهديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاعات عالية ومنخفضة، وقال الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة، روجر ويكر: “لقد اكتشفنا سلسلة من القضايا الأساسية التي تعقد الاستجابة الفعالة لها”.

المشكلة الأولى تمثلت في أن الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة الكافية على اكتشاف الطائرات بدون طيار، واعتمادها على رادارات الإنذار المبكر التي تخدم بشكل جيد خلال الحرب الباردة، ولكنهم اليوم غير قادرين على اكتشاف وتحديد وتتبع الطائرات الصغيرة على ارتفاعات عالية ومنخفضة، داخل الولايات المتحدة، وبالكاد يمكنها تتبع أي شيء آخر غير الطائرات التجارية. ولا تمتلك أي من القواعد الأمريكية العسكرية المحلية تقريبًا أجهزة استشعار للتعرف على الطائرات الصغيرة بدون طيار.

مشكلة أمنية

يرى ووكر أنه “إذا أصلحنا مشكلة التتبع لدينا، فستظهر مشكلة ثانية. إذ تفتقر الوكالات الأمريكية إلى خطوط واضحة للسلطة بشأن الجهة المسؤولة عن وقف هذه التوغلات، وبدلًا من ذلك فإن المتاهة المذهلة من الولايات القضائية المتداخلة والبيروقراطيات غير المرنة تعمل على إرباك عملية الاستجابة للأزمات بدلًا من توضيحها”.

ويقضي المسؤولون الحكوميون من مجموعة كبيرة من الوكالات وهي وزارة الدفاع، ووزارة العدل، ووزارة الأمن الداخلي، وإدارة الطيران الفيدرالية، ساعات إن لم يكن أيامًا في مناقشة من يمكنه اتخاذ إجراء عندما يتم تحديد طائرة بدون طيار، وفي كثير من الأحيان، يتم التعامل مع التوغلات على ارتفاعات منخفضة كمسألة تتعلق بإنفاذ القانون بدلًا من اعتبارها قضية أمن قومي.

عملية إصلاح واسعة

حسب ووكر، فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تطلق عملية إصلاح واسعة النطاق لقدراتها على الكشف وتبسيط قدرتها على الاستجابة بمجرد تحديد التهديد، وتتمثل الخطوة الثالثة في تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل كبير ضد الطائرات بدون طيار المعادية في القواعد العسكرية في الخارج، والتي تفتقر جميعها تقريبًا إلى القدرات المضادة للطائرات بدون طيار.

وفي الكونجرس، نعمل مع المسؤولين العسكريين لتزويد أعضاء الخدمة بأساليب الكشف والسلطات القانونية وأدوات مكافحة الطائرات بدون طيار التي يحتاجون إليها للتعامل مع الحجم الفريد وحجم الطائرات الصغيرة بدون طيار.

ليست حكرًا على العراق وإسرائيل

تضمنت الإصدارات الأخيرة من قانون تفويض الدفاع الوطني مراجعات للبروتوكولات وإصلاحات مختلفة وبعض شراء أدوات جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار، ولكن لم تنجح أي استراتيجيات حتى الآن في حل هذه المشكلة بطريقة شاملة ومستدامة.

وأثبت الهجوم الإيراني على إسرائيل، أن الطائرات بدون طيار هي حل فعال وغير مكلف لاختراق الدفاعات الجوية الأكثر تطورًا، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن التحدي يقتصر على سماء العراق وإسرائيل فقط، بل يمكن أن يهدد الولايات المتحدة أيضًا في الوقت القريب، وهذا يعني أن صناع القرار في الولايات المتحدة ليس لديهم الوقت الكافي لوضع مخطط أفضل للدفاعات ضد الطائرات بدون طيار.

ربما يعجبك أيضا