لحظة تشرشل.. ما وراء تحوّل جونسون التاريخي لدعم أوكرانيا

لحظة تشرشل.. ما وراء إقرار حزمة المساعدات لأوكرانيا

محمد النحاس

حسب موقع آكسيوس الأمريكي من الصعب عدم تقدير أهمية تحوّل جونسون السياسي تجاه دعم كييف، ولم يغير جونسون موقفه بشأن تمويل وتسليح أوكرانيا فحسب، بل تحدى الأغلبية داخل حزبه حتى حذو حذوه.


أقدم رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، بدعمه لحزمة المساعدات لأوكرانيا ولحفاء الولايات المتحدة، على موقف غير مسبوق.

تحدى جونسون، الشخصيات البارزة، والعناصر الأكثر حدةً في الحزب الجمهوري، وتحلى بشجاعة تغيير موقفه بشأن التشريع السياسة الخارجية، الأبرز منذ سنوات، على حد وصف تقرير نشره موقع آكسيوس الأمريكي، اليوم الأحد 21 أبريل 2024. وإجمالاً يرى داعمو حزمة المساعدات أنها حاسمة في دعم أوكرانيا في لحظة حرجة من الحرب.

موقف الجمهوريين الأولى المتعنت تجاه أوكرانيا

في بداية الأمر، تبنى الجمهوريون في مجلس النواب موقف مناهض لحزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا البالغة 61 مليار دولار والتي تأتي ضمن حزمة ضخمة موجهة أيضًا لإسرائيل وتايون بقيمة 95 مليار دولار. ويتطلب إقرار المساعدات العسكرية الخارجية للحلفاء موافقة الكونجرس الأمريكي (النواب والشيوخ).

وفي حين يسيطر الديمقراطيون -المتحمسين لدعم أوكرانيا- على مجلس الشيوخ، يُهيمن الحزب الجمهوري على مجلس النواب والتيار السائد به، لا يُبدي حماسًا كبيرًا لدعم أوكرانيا.. إلا أنّ جملة من جهود المشرعين الأمريكيين ووكالات الاستخبارات ومسؤولي الأمن القومي أدت لتحوّل لافت، يصفه البعض بـ “التاريخي” في موقف الجمهوريين.

تحوّل في موقف جونسون

حسب موقع آكسيوس الأمريكي من الصعب عدم تقدير أهمية تحوّل جونسون السياسي تجاه دعم كييف، ولم يغير جونسون موقفه بشأن تمويل وتسليح أوكرانيا فحسب، بل تحدى الأغلبية داخل حزبه حتى حذو حذوه.

كما خاطر جونسون بمنصبه ليتمكن من تحقيق ذلك، متحديًّا شخصيات بارزة داخل الحزب الجمهوري والتهديدات بعزله عن منصبه.

تعاون الحزبين نصر لأمريكا

في عصر الاحتقان السياسي والخلل الوظيفي في الكونجرس، شهدت الولايات المتحدة ما يمسيه التقرير انتصارًا في تعاون الحزبين.

زعماء الكونجرس الثلاثة الآخرين، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (جمهوري)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي)، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي)، كان لهم دور حاسم في إقرار حزمة المساعدات.

وفقًا لآكسيوس، فقد دفع زعماء الكونجرس الثلاثة الآخرين جونسون للتحدث مع النواب المُمانعين عن “مساعي روسيا التوسعيّة لما وراء أوكرانيا”.

لحظة تشرشل

وفي محادثات زعماء الكونجرس مع جونسون، سمى جيفريز  الموقف بأنه “لحظة تشرشل أو تشامبرلين” مشبهًا خطورة اللحظة بموقف بريطانيا إزاء الحرب العالمية الأولى والثانية، في إشارة إلى الأهمية الحيوية لتوجيه المساعدات لأوكرانيا.

وقام فريق الأمن القومي التابع للرئيس بايدن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، سي إي إيه، بيل بيرنز، بإطلاع جونسون على معلومات استخباراتية دقيقة.

أما عن طبيعة المعلومات الاستخبارية، فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنها هامة لدرجة دفعت جونسون للتوسل إلى زملائه الاطلاع عليها.

ربما يعجبك أيضا