لصالح من يعمل الذكاء الاصطناعي.. هل يمكنك الوثوق به؟

بسام عباس
الذكاء الاصطناعي

ما الذي يميز أنظمة الذكاء الاصطناعي عن خدمات الإنترنت الأخرى بشأن شفافية التعامل مع البيانات؟


ليس من الواضح أي جهة تخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي، ولتجنب التعرض لاستغلال الشركات المصممة لهذه الأنظمة، يتعامل البعض معها بشيء من الشك.

وتلاعب شركات الإنترنت بالمعلومات لخدمة مصالحها ليس بالأمر الجديد، حيث تمتلئ نتائج بحث جوجل بالمدخلات المدفوعة، ويتلاعب فيسبوك وتيك توك بالمعروض على صفحاتك، لزيادة الوقت الذي تقضيه عليها، وتعزيز الإعلانات.

التجسس على المستخدم

قال موقع كونفرزيشن الأمريكي، في تقرير يوم الثلاثاء 25 يوليو 2023، أن الذين يعتمدون على أنظمة الذكاء الاصطناعي عليهم أن يثقوا بها ضمنيًّا للتنقل في الحياة اليومية، وعليهم التأكد من أنها لا تعمل سرًّا مع شخص آخر، فعبر الإنترنت، قد تعمل التطبيقات والخدمات المقدمة لك سرًا ضدك، بل إن جميع الأجهزة الذكية تتجسس عليك.

وأضاف أن تطبيقات الهاتف تجمع بيانات المستخدم وتبيعها، وتتلاعب العديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية من خلال الأنماط المظلمة أو عناصر التصميم، التي تضلل عمدًا أو تكره أو تخدع زوار الموقع، لافتًا إلى أن هذه هي رأسمالية المراقبة، والذكاء الاصطناعي جزء من ذلك.

اقرأ أيضًا| الذكاء الاصطناعي.. حقل ألغام أخلاقي

لا داعي للثقة

أوضح الموقع، أن الأمر سيكون أسوأ بكثير مع الذكاء الاصطناعي، فحتى يكون المساعد الرقمي للذكاء الاصطناعي مفيدًا حقًا للمستخدم، يجب أن يعرفه تمامًا، أفضل مما يعرفه هاتفه، بل ربما أفضل مما يعرفك أصدقاؤك المقربون والشركاء المخلصون وطبيبك الخاص.

وأضاف أنه لا يوجد أسباب للثقة في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الرائدة، اليوم، لأننا لا نعرف كيف تتكون أنظمة الذكاء الاصطناعي، وكيف تدربها الشركات المنتجة، وما المعلومات التي تزود بها، وما التعليمات التي أُمروا باتباعها.

مزيد من المال

ذكر الموقع أن تصميم العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي وتدريبها يتكلف الكثير من الأموال، وتقدم للمستخدم مجانًا أو بتكلفة منخفضة جدًا، فماذا ستكسب الشركات المنتجة؟ لذلك فكما هو الحال مع بقية التطبيقات على الإنترنت، من المرجح أن تعوض ذلك بطريقة ما، سواء المراقبة أو التلاعب بالبيانات.

وأوضح أن مكسب هذه الشركات يأتي من تقديم أنظمة الذكاء الاصطناعي تفضيلات لبعض الشركات المعلنة على أخرى، لكي تظهر أمام المستخدم على أنها الأفضل له، كما هو الحال مع النتائج المدفوعة في بحث جوجل وإعلانات فيسبوك وأمازون.

أما إذا كنت تطلب الحصول على معلومات سياسية من “شات بوت“، فالنتائج ستكون وفق توجهات الشركة التي تمتلكه، أو المرشح الذي دفع لها أكبر قدر من المال، أو حتى آراء التركيبة السكانية، لمن استخدمت بياناتهم في تدريب النموذج.

اقرأ أيضًا: التحيز في الذكاء الاصطناعي.. هل يمكن تدارك هذا الخطأ الفادح؟

هل الذكاء الاصطناعي جدير بالثقة؟

هل الذكاء الاصطناعي جدير بالثقة؟

جدير بالثقة!

أفاد الموقع بأن الناس يتوقعون أن تكون شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أكثر جدارة بالثقة، لافتًا إلى أن قانون الذكاء الاصطناعي المقترح من الاتحاد الأوروبي يتخذ بعض الخطوات المهمة، التي تتطلب الشفافية بشأن البيانات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، والحد من التحيز، والكشف عن المخاطر، وإعلان معايير التصنيع.

وأوضح أن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تفشل في الامتثال لهذا القانون الأوروبي المقترح، وأن الولايات المتحدة متأخرة كثيرًا في إقرار مثل هذه القوانين، مشددًا على ضرورة أن تقدم الحكومات حماية قوية لمستهلكي منتجات الذكاء الاصطناعي، وللتخفيف من أسوأ آثارها في تجارب الناس معها.

ونصح الموقع المستخدمين بالتعامل بنظرة متشككة تجاه أي توصية سفر أو معلومات سياسية من إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي، فعلى الرغم من سحرها التكنولوجي، قد تكون أداة الذكاء الاصطناعي مجرد أداة للتربح أو التجسس.

اقرأ أيضًا| مسؤول أمريكي لـ«رؤية»: مخاطر الذكاء الاصطناعي عالمية.. والتكنولوجيات الناشئة ضرورية

ربما يعجبك أيضا