لغز الـ 69 ثانية.. ماذا حدث قبيل تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟

عمر رأفت
استمرار تداعيات وفاة رئيسي على إيران

بعد مرور شهرين على تحطم المروحية التي أودت بحياة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، لا تزال الحادثة تكتنفها الغموض مع العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها.

واستندت شبكة “إيران الدولية”، إلى تقرير نشرته صحيفة “هام ميهان” في طهران، الأحد 21 يوليو 2024، يسلط الضوء على الغموض المستمر وعدم التوصل إلى نتيجة نهائية بخصوص حادثة رئيسي.

تقارير غير مقنعة

قال المحامي والحقوقي الإيراني، محمد صالح نجريكار للصحيفة الإيرانية، إن التقارير لا تزال غير مقنعة، والغموض الذي يحيط بتحطم مروحية رئيسي يقابله أسئلة دون إجابة، الأمر الذي من المرجح أن يبقي القضية مفتوحة.

وكانت التحقيقات الأولية كشفت أن 69 ثانية فقط انقضت بين آخر اتصال مع طياري المروحية وسقوطها، دون الإعلان عن حالة الطوارئ، وهي التفاصيل التي تثير أسئلة أكثر، ولا يزال من غير الواضح ما الذي حدث خلال تلك الثواني الـ 69 التي حالت دون إعلان حالة الطوارئ.

وأشار التقرير الثاني للجنة العليا للتحقيق في أبعاد وأسباب تحطم المروحية إلى أن توقعات الطقس ليوم 19 مايو الماضي، أشارت إلى ظروف مناخية مناسبة للطيران إلى الوجهتين الأولى والثانية حتى الساعة 8.50 صباحا يوم الحادثة.

شائعات لا يمكنها تأكيدها

وشدد تقرير الصحيفة على أن الطقس في طريق العودة، بناء على آخر الوثائق الواردة وإفادات طياري وركاب طائرتين هليكوبتر أخريين، يتطلب المزيد من الفحص.

ما زاد من الجدل، ذكرت “هام ميهان” شائعات لا يمكنها تأكيدها أو نفيها، مفادها أنه وفقًا للبروتوكولات الأمنية، كان ينبغي أن ترافق طائرة هليكوبتر واحدة أو اثنتين المروحية التي تقل الرئيس، هذا لم يحدث، وقالت الصحيفة إن هذا الخطأ الأمني ​​يعتبر من أكبر الأخطاء الفادحة في تاريخ إيران الحديث.

استبعاد الأعمال التخريبية

ما يزيد الأمور تعقيدًا، أن الهيئة المسؤولة عن التحقيق في أسباب الحادثة، استبعدت في تقرير صدر في 29 مايو الماضي أن يكون هناك انفجار ناتج عن أعمال تخريبية أثناء الرحلة وقبل لحظات من الاصطدام بالمنحدرات.

وأصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة تقريرا ثانيا في وقت لاحق، استبعدت فيه أي أعمال تخريبية، وأكدت عدم العثور على أي عيوب في الصيانة أو تجاوزات لحدود الطاقة الاستيعابية للطائرة، ومع ذلك، فإن التقرير زاد من الشكوك لدى الشعب.

تأثير العقوبات الدولية

أشار نجريكار أيضًا إلى الطبيعة القديمة للمروحية التي كانت تقل رئيسي، والتي تم شراؤها من كندا في عام 1994، والتي كانت في الخدمة لأكثر من ثلاثة عقود وتفتقر إلى رادار الطقس الأساسي.

وتسلط هذه التفاصيل الضوء على القضية الأوسع المتمثلة في أسطول الطيران الإيراني القديم، والذي تفاقم بسبب العقوبات الدولية التي تعيق تجديد طائرات الهليكوبتر والطائرات، مما يشكل مخاطر أمنية كبيرة.

وأضاف أن هذه المشكلة شكلت أيضًا مخاطر عديدة على الرحلة من حيث المؤشرات الأمنية، مما يجعل ظروف الرحلة محفوفة بالمخاطر للغاية، وتكثفت التكهنات والشائعات مع استمرار التقارير الرسمية في تقديم نتائج غير حاسمة.

ربما يعجبك أيضا