لغز مقتل عالم نووي مصري يفتح ملف اغتيالات الموساد

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

أحاطت ظروف غامضة بحادث وفاة العالم المصري أبوبكر عبدالمنعم رمضان، رئيس الشبكة القومية للمرصد الإشعاعي، بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية، الأربعاء الماضي، في مدينة مراكش المغربية.

وأمرت النيابة العامة في مراكش، أمس، بتشريح جثة العالم مصري، بعدما توفي في ظروف غامضة خلال إقامته بأحد الفنادق، وانتقل “رمضان” إلى مصحة خاصة، إثر إصابته بمغص في معدته داخل غرفته في الفندق، حيث كان متواجدا هناك لحضور مؤتمر عربي حول الطاقة، قبل أن يفارق الحياة إثر إصابته بسكتة قلبية.

وانتقلت عناصر الشرطة إلى الفندق، فور علمها بالموضوع من أجل فتح تحقيق في ظروف وملابسات هذا الحادث، وقد وجهت عينات من دمه لأحد المختبرات الطبية في المغرب لمعرفة ما إذا كانت الوفاة ناجمة عن تسمم أم لا.

يذكر أن الخبير المصري شارك في اجتماعات رسمية مع وزراء البيئة العرب في عام 2014 وتم تكليفه إلى جانب خبراء آخرين، في عام 2015 بدراسة الآثار المحتملة لمفاعلات بوشهر النووية في إيران وديمونة في إسرائيل.

ثاني عمليات الاغتيالات والتي تم توجيه أصابع الاتهام فيها إلى الموساد هو اغتيال عالم الفيزياء المصري الدكتور مصطفى مشرفة، أول عميد مصري لكلية العلوم، كما مُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره.

يُعد أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها في صنع أسلحة في الحروب، كما كان أول من أضاف فكرة جديدة، وهي إمكانية صنع مثل هذه القنبلة من الهيدروجين، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية أبداً، وصفه أينشتاين بواحد من أعظم علماء الفيزياء.

أما عن طريقة موته، ففي 15 يناير 1950، مات إثر أزمة قلبية، وكان هناك شك حول موته مسموما أو أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، ويعتقد أيضا أنها إحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي.

لم يكن رمضان أول عالم نووي مصري يتم اغتياله في ظروف غريبة، كانت مسيرته حافلة بالإنجازات بعدما حصل عام 1981 على بكالوريوس علوم الكيمياء من جامعة الزقازيق في مصر، ثم حصل على الدكتوراه عام 1995، ومن بعدها عمل مدير شبكة المراقبة المصرية بالهيئة المصرية للطاقة الذرية منذ عام 1994، وباحث رئيسي لبرنامج التعاون الألماني المصري لأبحاث الغلاف الجوي بهيئة الطاقة الذرية عام 1990؛ ومحقق رئيسي في مشروع التلوث البحري بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا عام 2004، وفقًا لموقع المجلة العلمية Trends Journal of Sciences Research””.

وشارك الدكتور أبوبكر في العديد من البعثات العلمية إلى ألمانيا لدراسة الملوثات الكيميائية المختلفة والنشاط الإشعاعي في  نوفمبر – ديسمبر 2007، بالإضافة إلى مهمة علمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقييم تشتت وتحليل مخاطر التلوث البحري بفيينا 2008، وكان له دور مهم في مؤتمر الناتو حول تقييم المخاطر وتكنولوجيا النانو، لشبونة، (فارو) البرتغال أبريل 2008، وكان له أثر كبير في الكثير من المؤتمرات الداخلية والعربية منذ عام ١٩٨٥ وحتى لحظة وفاته.

أسندت إليه مهمة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقييم تشتت وتحليل مخاطر التلوث البحري في العديد من البلدان مثل فيينا وتونس ونيجيريا وكينيا وإيطاليا والمغرب في الفترة  2009- 2018.

وتعد إسهامات العالم المصري أبوبكر عبدالمنعم في مجال الكتابة البحثية أكثر من رائعة فقد كان له أكثر من 70 كتابا وورقة بحثية كانت أشهرها في مجال تقييم الأثر البيئي لمشروعات محطات الطاقة النووية على مستوى العالم.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يموت فيها عالم مصري في ظل هذه الظروف، حيث نتذكر الدكتور يحيى المشد العالم النووي المصري، الذي ترأس البرنامج النووي العراقي. قُتل في إحدى غرف فندق باريس في يونيو 1980، في عملية نسبت عمومًا إلى الموساد.

ومن قبله كان اغتيال أول عالمة ذرة مصرية، وكذلك أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، وهي جامعة القاهرة حاليا.

وكانت تأمل ميس كوري الشرق أن يكون لمصر والوطن العربي مكانا وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام.

ربما يعجبك أيضا