لقاء شي ولوكاشينكو.. ما أبعاد العلاقات بين بيلاروسيا والصين؟

الزيارة الثانية في عامٍ واحد.. لماذا يكرر لوكاشينكو زياراته للصين؟

محمد النحاس

زيارتين في عامٍ واحد للرئيس البيلاروسي إلى بكين.. ما دلالة ذلك؟


التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في بكين اليوم الاثنين 4 ديسمبر 2023، في زيارة هي الثانية خلال العام.

وبحسب صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية الناطقة بالإنجليزية والمقربة من بكين، فقد تبادل الجانبان التأكيد على مدى عمق الصلات بينهما، ليس فقط على المستويات السياسية والدبلوماسية، بل والاقتصادية والاستراتيجية أيضًا، فما دلالة العلاقات الوثيقة بين الجانبين؟ وكيف تنعكس التوترات مع الغرب على العلاقات بينهما؟

علاقات استراتيجية

قال الرئيس الصيني شي جين بينج، إن بكين تنظر دائمًا إلى علاقاتها مع بيلاروسيا “من منظور استراتيجي وطويل الأمد”، مشيرًا إلى أن بلاده  “تدعم بيلاروسيا في اتباع مسار التنمية المناسب لظروفها الملحية، وتعارض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لبيلاروسيا”.

ونقلت جلوبال تايمز في تقريرها، عن خبراء ترجيحهم أن العلاقات الصينية البيلاروسية ستمضي قدمًا خلال الفترة المقبلة، من خلال تعزيز التعاون الثنائي، والثقة السياسية المتبادلة، والدعم الراسخ لبعضهما البعض في مختلف المنصات الدولية.

ليست هذه الزيارة الأولى خلال العام الجاري، فقد زار لوكاشينكو الصين في الفترة من 28 فبراير إلى 2 مارس من هذا العام، وقال خبراء صينيون، وفقًا للصحيفة، إن ذلك يظهر الأهمية الخاصة التي توليها مينسك للعلاقات مع بكين، فضلاً عن نية بيلاروسيا “التطلع شرقًا” التي تجمعها مع الغرب علاقات متوترة.

مشاركة نشطة وتعزيز التنمية

قال الرئيس الصيني، وفقًا لجلوبال تايمز، إن بكين “ترحب بمواصلة بيلاروسيا مشاركتها النشطة والحصول على المزيد من فرص التنمية الملموسة منها”.

وأردف أن الصين “مستعدة لمواصلة تعزيز التنسيق الاستراتيجي مع بيلاروسيا، والدعم القوي لبعضهما البعض، وتعزيز التعاون العملي، وتعميق العلاقات الثنائية”.

وشدد شي على أن أكثر من 150 دولة وقعت وثائق تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق بعد عقد من اقتراحه للمبادرة، مضيفًا أنه أعلن منذ وقت ليس ببعيد عن 8 خطوات رئيسية ستتخذها الصين لدعم السعي المشترك لتحقيق تعاون عالي الكفاءة في إطار المشروع الطموح.

تعاون متعدد المجالات

دعا شي إلى المضي قدمًا في تنفيذ مشاريع مثل المنطقة الصناعية بين الصين وبيلاروسيا، والدفع لتحقيق المزيد من النتائج في التعاون الصناعي، ومواصلة تسهيل النقل عبر الحدود لتعزيز التبادلات التجارية والأفراد.

وقال إنه يتعين على الجانبين توسيع التعاون في مجالات التعليم والصحة والرياضة والسياحة ودعم التبادلات والتعاون بين الشباب وتعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين.

وفي معرض إشارته إلى أن الصين وبيلاروسيا قوتان مهمتان في إصلاح وتطوير نظام الحوكمة العالمية، قال شي إن الصين مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع بيلاروسيا في إطار الآليات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون.

علاقات وديّة

من جانبه عرج الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على أن بيلاروسيا تأمل بـ “إخلاص” في أن تصبح الصين أقوى، لأن  يعتقد أن “هذا يفضي إلى السلام والتقدم في العالم”.

وبحسب ما قال لوكاشينكو، فإن بلاده ملتزمة بـ تنمية “العلاقات الوديّة مع الصين”، وترغب في الحفاظ على الدعم القوي المتبادل، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي بينهما.

ما سر اتجاه بيلاروسيا شرقًا؟

عن دلالة الزيارات المتكررة قال، الزميل في معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية تشانغ هونغ، إن زيارتين خلال عام ليس بالأمر الشائع، ويظهر أن بيلاروسيا تولي أهمية أكبر للصين على الجبهتين الدبلوماسية والاقتصادية.

وقال تشانغ إن هذه الأهمية يجري تسليط الضوء عليها بشكل أكبر حيث تواجه بيلاروسيا عقوبات من الدول الغربية لـ”تتجه بدلاً عن ذلك نحو الشرق”، مشيرًا إلى أنه السوق الصيني باعتباره ثاني أكبر اقتصاد في العالم، سيكون مفيدًا لبيلاروسيا.

ربما يعجبك أيضا