للربط بين الدونباس والقرم.. قوات روسيا تتحرك باتجاه جنوبي أوكرانيا

آية سيد
مقاطعة خيرسون الأوكرانية

تأتي تحركات القوات الروسية ردًا على الهجوم المضاد الذي أعلنت عنه أوكرانيا لتحرير إقليمي خيرسون وزاباروجيا المحتلين في الجنوب.


مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السادس، تحاول روسيا تحقيق هدفها بتأمين السيطرة الكاملة على شرقي أوكرانيا بعد المكاسب التي حققتها في الجنوب.

لكن القوات الأوكرانية تصعد من هجماتها على القوات الروسية في جنوبي البلاد، من أجل استعادة الأراضي المحتلة، ما أجبر موسكو على تحريك عدد كبير من قواتها في اتجاه الجنوب، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية، نشرته أمس الأحد 31 يوليو 2022.

تحركات روسية في جنوب أوكرانيا

قال نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، إن روسيا تستعد للمعارك ضد القوات الأوكرانية عبر الأراضي المحتلة والقرم، موضحًا أنه إذا ربحت روسيا، ستحاول الاستيلاء على مزيد من الأراضي، حسب “الجارديان”، وأضاف: “إنهم يزيدون عدد قواتهم، ويستعدون لهجومنا المضاد (في جنوب أوكرانيا) وقد يستعدون لشن هجوم. إن الجنوب مهم لديهم، خاصة بسبب القرم”.

ووفق سكيبيتسكي، سحبت روسيا مجموعات تكتيكية من القوات المحمولة جوًّا من دونباس منذ أسبوعين ونقلتهم إلى خيرسون. وتنقل روسيا القوات من المنطقة العسكرية الشرقية، التي كانت تستخدمها لمهاجمة سولفيانسك، وقوات الاحتياط في منطقة بيلجورود جنوبي روسيا.

تأكيد أوكراني للتحركات الروسية

من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، هذه التقارير في آخر خطاب وطني له، قائلًا إن روسيا تنقل قواتها من شرقي أوكرانيا إلى جنوبيها للدفع باتجاه عاصمة خيرسون وإقليم زاباروجيا، مضيفًا أنه “من الناحية الاستراتيجية، روسيا لا تملك فرصة للفوز بهذه الحرب”.

وحسب تقرير “الجارديان”، تأتي تحركات القوات الروسية ردًّا على الهجوم المضاد الذي أعلنت عنه أوكرانيا لتحرير إقليمي خيرسون وزاباروجيا المحتلين في الجنوب.

استعادة الأراضي المحتلة في جنوب أوكرانيا

أفاد الحاكم العسكري للمنطقة، ديمترو بوتري، بأن القوات الأوكرانية استعادت عشرات القرى على طول الحدود، وتدفع باتجاه عاصمة خيرسون الإقليمية. وفي شهر يوليو الماضي، نفذت أوكرانيا ضربات دقيقة باستخدام الأسلحة الأمريكية على جسر أنتونوفسكي في خيرسون، ما تسبب في قطع خط إمداد روسي رئيس. ودمرت القوات الأوكرانية أيضًا الجسرين الآخرين اللذين يربطان خيرسون المحتلة.

ويوم السبت الماضي، قال الجيش الأوكراني إنه قتل عشرات الجنود الروس ودمر مستودعي ذخيرة في أثناء القتال في خيرسون. وفي هذا الصدد، طلب النائب الأول لرئيس مجلس خيرسون الإقليمي، يوري سوبوليفسكي، من السكان الابتعاد عن مستودعات الذخيرة الروسية. وقال إن الجيش الأوكراني “يستخدمها ضد الروس، وهذه مجرد البداية”.

الاستعدادت الروسية للحفاظ على المكاسب

قال سكيبيتسكي إنه رغم التحركات الروسية في الجنوب، ستواصل روسيا هجومها في الشرق وإن كان بكثافة أقل. وذكر سكيبيتسكي أنه إذا ربحت روسيا في جنوب وشرق أوكرانيا، سوف تسعى لشن هجمات جديدة للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية، باستخدام الوحدات التي تشكلها حاليًّا في روسيا.

وأضاف سكيبيتسكي: “إنهم يشكلون حاليًّا كتائب من جنود الاحتياط في كل منطقة عسكرية روسية، وفيلقًا ثالثًا من الجيش في المنطقة العسكرية الغربية”، وحذر من أن أحد “إيجابيات” الجيش الروسي قدرته على نقل القوات والمعدات بسرعة، لافتًا إلى أن الجيش الروسي تدرب على ذلك في أثناء التدريبات العسكرية في الفترة السابقة للحرب.

أزمة في الأسلحة الروسية

في تغريدة يوم السبت الماضي، قال رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6) ريتشارد مور، إن روسيا تفقد الزخم بعد خسارة عشرات الرجال واضطرارها لاستخدام أسلحة من العصر السوفيتي. وفي السياق ذاته، قال سكيبيتسكي إن الصواريخ عالية الجودة تنفد من روسيا، لكنه شدد على أن الروس يمتلكون “كمية ضخمة” من الصواريخ السوفيتية القديمة.

وعلى مدار الشهرين الأخيرين، كانت روسيا تستخدم الصواريخ السوفيتية المضادة للطائرات والمضادة للدبابات ضد أهداف برية. ووفق سكيبيتسكي، كانت روسيا تعزز إنتاج الأسلحة الجديدة. ففي يوليو، مرر البرلمان الروسي إجراءات اقتصادية للإجبار الشركات الروسية على تزويد الجيش بالبضائع وإلزام بعض الموظفين بالعمل لأوقات إضافية.

مقتل رجل أعمال بارز في ميكولايف

على صعيد آخر، لقي واحد من أغنى رجال الأعمال في أوكرانيا حتفه في قصف روسي “عنيف” لمدينة ميكولايف الواقعة جنوبي أوكرانيا، حسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). ووفق المسؤولين المحليين، أصاب صاروخ منزل أوليكسي فاداتورسكي، مساء أمس الأحد، ما أسفر عن مقتله هو وزوجته.

وفاداتورسكي هو مالك شركة “نيبولون”، التي تعد واحدة من أكبر شركات إنتاج الحبوب وتصديرها في أوكرانيا. ومن جانبه، وصف زيلينسكي موت فاداتورسكي بالخسارة الكبيرة، وقال مستشار مكتب زيلينسكي، ميخائيلو بودولياك، إنه يعتقد أن روسيا استهدفت رجل الأعمال عمدًا.

هجوم على مقر أسطول البحر الأسود

حسب ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس“، أمس الأحد، تعرض مقر أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم لهجوم بطائرة مسيَّرة. وصرح حاكم سيفاستوبول، ميخائيل رازفوجايف، بأن الهجوم أسفر عن إصابة 6 أشخاص، وتسبب في إلغاء الاحتفالات بيوم البحرية الروسية في المدينة.

وبينما لم يعلن أحد مسؤوليته عن الهجوم، أثارت طبيعة الهجوم المرتجلة وصغيرة النطاق إمكانية أنه من فعل المتمردين الأوكرانيين الذين يحاولون طرد القوات الروسية. وقال مستشار الرئيس زيلينسكي، أوليكسى أريستوفيتش، إن الهجوم يعكس ضعف الدفاعات الجوية الروسية.

ربما يعجبك أيضا