للمرة الأولى.. علماء الفلك يكتشفون الأكسجين في الغلاف الجوي للزهرة

اكتشف علماء الفلك الألمان مستويات قابلة للقياس من الأكسجين الذري في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، وذلك للمرة الأولى

والزهرة كوكب محاط بغطاء سحابي كثيف، ويتكون غلافه الجوي من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والعديد من الغازات النزرة، مما يجعله غير مضياف للحياة كما نعرفها.

لحظة تاريخية

قال موقع Study Finds، في تقرير نشره، الأربعاء 8 نوفمبر 2023، إن علماء ألمان، في لحظة تاريخية، قاسوا تركيز الأكسجين الذري في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة مباشرة، باستخدام المطياف الألماني upGREAT بترددات تيراهيرتز.

وأضاف أنه خلال نوفمبر 2021، حقق جهد تعاوني شارك فيه باحثون من معهد أنظمة الاستشعار البصرية، ومعهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي، وجامعة كولونيا اختراقًا من خلال الكشف المباشر عن ذرات الأكسجين شديدة التفاعل في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة.

خريطة لتوزيع الأكسجين

أوضح مدير معهد أنظمة الاستشعار البصرية في برلين، هاينز فيلهلم هوبرز، أن هذا الاكتشاف تحقق بعد تحليل البيانات التي جمعها المرصد الأمريكي الجوي SOFIA، الذي تحمله طائرة “بوينج – 747″، ووضع العلماء على متن هذه الطائرة، مطياف قاموا بتطويره، ليستطيع التقاط وتحليل خصائص ذبذبات أشعة تيراهيرتز.

وأضاف أنه بفضل حساسية القياس المتميزة لـ upGREAT وإمكانيات SOFIA الفريدة، تمكن فريق البحث من إنشاء خريطة لتوزيع الأكسجين على كوكب الزهرة.

طبقتين في اتجاهين متعاكسين

ذكر الموقع أن القياسات التي أجريت باستخدام upGREAT أثبتت أن الأكسجين الذري موجود بالفعل في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة في 17 منطقة مختلفة من الكوكب، ويقع بعضها على جانبه المضيء، والبعض الآخر في النصف المظلم.

وأضاف أن الاحتياطيات الرئيسة من الأكسجين تركزت على ارتفاع حوالي 100 كيلومتر من سطح كوكب الزهرة، بين أكبر طبقتين من غلافه الجوي تدوران في اتجاهين متعاكسين، ولهما خصائص فيزيائية مختلفة.

قياس انبعاثات كوكب الزهرة في نطاق ترددي ضيق يبلغ حوالي 4.74 تيراهيرتز (الخط الأسود)

تفاعلات الأشعة فوق البنفسجية

كشفت الدراسة أن الأكسجين الذري يوجد في الجانب النهاري من كوكب الزهرة، ويتناقص تركيزه مع تناقص الإشعاع الشمسي في الجانب الليلي، ما يدعم فرضية أن الأكسجين الذري يتشكل على كوكب الزهرة نتيجة للتفاعلات بين الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس وجزيئات ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون.

ويأمل الباحثون الألمان أن توفر هذه الدراسة معلومات كافية لعلماء الفلك لفهم كيفية تحول كوكب الزهرة من نظير قريب للأرض إلى كرة ساخنة خالية من الكائنات الحية.