لماذا تبيع الولايات المتحدة إلى الهند الكثير من الأسلحة؟

في زيارته الأخيرة لواشنطن، عقد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، صفقات لشراء أسلحة أمريكية.

واجتمع مودي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لبحث اتفاقات وشراكات دفاعية، علق عليها الكاتب جوناثان جوير في موقع فوكس الأمريكي، بأن صفقات الأسلحة التي يتفق عليها مودي تشمل طائرات ومسيّرات وغيرها الكثير.

سبب التعاون الأمريكي مع الهند

طرح الكاتب الأمريكي في تقريره في فوكس تساؤلًا، وهو لماذا تبيع الولايات المتحدة للهند الكثير من الأسلحة. وكانت الإجابة تكمن في صعود الصين الأخير على الساحة العالمية، حيث رأت واشنطن أن نيودلهي تمثل ثقلًا موازنًا لبكين.

لكن هذا يأتي في الوقت الذي ترتكب فيه الهند انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الأقليات، وضد الصحفيين، وضد النقاد السياسيين، وهو ما يتعارض مع القيم الأمريكية المعلنة.

اقرأ أيضًا: مودي ينفي وجود تمييز على أساس ديني في الهند

ورغم ذلك يروج البيت الأبيض الشراكة الدفاعية مع الهند. وتشمل هذه الشراكة الإنتاج المشترك للتقنيات المتطورة، مثل المحركات النفاثة وأشباه الموصلات، واحتمال مبيعات أسلحة جديدة، والاتفاقيات التي من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بإصلاح سفنها البحرية في الهند.

لماذا تبيع الولايات المتحدة إلى الهند الكثير من الأسلحة؟

الهند لا تلقي بالًا للقيم الأمريكية

ستشتري نيوديلهي 31 مسيرة متطورة من شركة جنرال أتوميكس، في صفقة ستكلف حوالي 3 مليارات دولار. وأنشأ البنتاجون مع وزارة الدفاع الهندية حاضنة جديدة للتكنولوجيا العسكرية تسمى INDUS-X.

وحسب فوكس، أشار الخبراء إلى أن الهند في عهد مودي لا تلقي بالًا للقيم الأمريكية المذكورة سلفًا، ويمكنها استخدام بعض التقنيات العسكرية المتقدمة التي توفرها واشنطن ضد المعارضين أو الصحفيين.

اقرأ أيضًا: لماذا يسعى الرئيس الأمريكي للتقارب مع الهند؟

وقال محلل شؤون الدفاع في مؤسسة راند، ديريك جروسمان: “كما رأينا خلال الحرب الباردة، الكثير من الديكتاتوريين أو الأنظمة شبه الاستبدادية التي تقربنا معها، لم يكونوا أصدقاء لنا على المدى الطويل”. وقال مسؤولون بإدارة بايدن إن مخاوف حقوق الإنسان ستكون جزءًا من المحادثات الخاصة للرئيسين، لكنهم رفضوا الإدلاء بتفاصيل.

لماذا تبيع الولايات المتحدة إلى الهند الكثير من الأسلحة؟

الولايات المتحدة تساعد في تحديث الجيش الهندي

أشار فوكس في تقريره إلى أن الهند أقامت علاقة مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وحتى الآن تأتي غالبية أسلحة الجيش الهندي من روسيا، ولم تبدأ نيوديلهي شراء الأسلحة من الولايات المتحدة حتى منتصف العقد الأول من القرن الحالي، وكانت وارداتها من الأسلحة الأمريكية 8 مليارات دولار عام 2008، ووصلت إلى 20 مليار دولار في 2020.

وقال كبير مسؤولي قارة آسيا في البنتاجون، إيلي راتن، إن الولايات المتحدة تساعد في تحديث الجيش الهندي. واعتبر فوكس أن صفقة محركات جنرال إلكتريك المرتقبة بين واشنطن ونيوديلهي تمثل تغييرًا كبيرًا.

اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء الهندي يزور أمريكا في محاولة لمواجهة الصين

وقال المحلل في معهد الولايات المتحدة للسلام وشركة الاستشارات WestExec Advisors فيكرام سينج، إن “تقنية المحرك حساسة جدًّا. هذا الأمر عظيم وطموح للغاية”. وفيما ينظر كلا البلدين إلى صعود الصين على الصعيد العسكري والتكنولوجي، أبدت الولايات المتحدة قلقًا خاصًّا بشأن تهديد غزو الصين لتايوان.

لماذا تبيع الولايات المتحدة إلى الهند الكثير من الأسلحة؟

سبب تعزيز واشنطن لدفاعات الهند

عاد جروسمان ليقول إن هدف الولايات المتحدة المتمثل في تعزيز دفاعات الهند، لا يتعلق باتخاذها شريكًا يساعدها في أي مواجهة محتملة مع الصين، بل يتعلق أكثر بأن تكون نيوديلهي ملاذًا آمنًا لواشنطن في قارة آسيا، وأن تبدي مرونة مستقبلًا للسماح لواشنطن بالوصول إلى أماكن معينة لإجراء عمليات في القارة.

وأبرمت البحرية الأمريكية اتفاقيات لإصلاح السفن مع الهند، من شأنها أن تمكن الولايات المتحدة من خدمة قواربها في أحواض بناء السفن الهندية، مع المزيد من الاتفاقيات المقبلة، وفقًا للبيت الأبيض.

وأشار جروسمان أيضًا إلى إعادة تزويد طائرات البحرية الأمريكية بالوقود عام 2020 في القاعدة الهندية في جزر أندامان ونيكوبان، وقال: “إنهم يسمحون لنا بفعل ذلك في وقت السلم، لماذا لا يسمحون لنا بفعل ذلك عندما تكون المخاطر أكبر بكثير؟”.

ناريندرا مودي وجو بايدن زعيما الهند وأمريكا

تحالف رسمي مع الهند

أوضح الموقع الأمريكي أن الشراكة لا تزال يشوبها بعض القلق، فالهند لا تزال غير منحازة إلى طرف معين في الحرب الروسية الأوكرانية، ولم توقع العقوبات ضد روسيا، في حين أنها عضو في الرباعية، وهي شراكة غير رسمية مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا.

وبينما قال جروسمان إن الكثيرين في وزارة الدفاع يرغبون في رؤية الولايات المتحدة تتحرك نحو تحالف رسمي مع الهند، قال المسؤول التنفيذي في مجموعة شركات آسيا (مقرها الهند) جوبال نادادور، إن “الشركات التي تؤجل الدخول أو التوسع في الهند قد تضيع فرصًا لتعظيم عوائدها طويلة الأجل”.

وأشار نادادور إلى أن شركات الدفاع والطيران مثل إيرباص، وبوينج، وداسو، وجنرال إلكتريك، وجنرال أتوميكس، ورايثيون تكنولوجيز، وبرات آند ويتني، عززت عملياتها الهندسية والتصنيعية في الهند.