لماذا يسعى الرئيس الأمريكي للتقارب مع الهند؟

شروق صبري
بايدن ومودي

تجنب الرئيس الأمريكي انتقاد قيادة ناريندرا مودي للهند وسعى للتقرب منه لإقامة تحالف ضد الصين.


يزور رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الولايات المتحدة، بين يومي 21 و24 يونيو 2023، بدعوة من الرئيس الأمريكي، جو بايدن.

ويصر المسؤولون الأمريكيون على أن زيارة مودي لا تتعلق بالصين، لكنها تقع ضمن جهود إدارة بايدن لتقريب نيودلهي من قضايا الدفاع والتكنولوجيا والمناخ، وجزء من جهد أوسع لكبح جماح النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد للصين.

بايدن ومودي

بايدن ومودي

أعلى درجات التكريم

قالت صحيفة وول ستريت الأمريكية، في تقرير يوم الأربعاء 21 يونيو، إن بايدن يسعى للاقتراب من مودي أكثر، وستتميز جولة رئيس الوزراء الهندي بأعلى درجات التكريم الدبلوماسية في واشنطن، كما حدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزعيم كوريا الجنوبية يون سوك يول، ومن المقرر أيضًا أن يلقي مودي خطابًا أمام اجتماع مشترك لغرفتي الكونجرس.

وقال نائب رئيس المجلس الأطلسي، مات كرونيغ: “إن واشنطن تقترب من الهند لمواجهة الصين، التي تعدّ ذات أولوية قصوى، وقد تكون الهند الدولة الأكثر أهمية، لأنها أكبر دولة على وجه الأرض الآن، من حيث عدد السكان، وتوجد أسباب استراتيجية مهمة للعمل مع الهند”.

وأضاف “لقد أمضى مسؤولو إدارة بايدن أسابيع في الترويج للزيارة، على اعتبارها لحظة فارقة بين البلدين، وفرصة للولايات المتحدة لاغتنام الإمكانات الاقتصادية غير المستغلة للهند”.

شراكة طبيعية

من جانبه، توقع مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، أن تعكس الزيارة حقيقة أن الولايات المتحدة والهند لديهما شراكة طبيعية، وقد تكون العلاقة بين البلدين إحدى أبرز العلاقات المحددة في القرن 21.

وعمومًا، ركز بايدن على تحالف حلفاء الولايات المتحدة الرباعي، الذي يضم الهند واليابان وأستراليا، ويهدف جزئيًّا إلى التطويق الجغرافي للصين. وزيادة التعاون التجاري، ووصلت التجارة بين الولايات المتحدة والهند إلى مستوى قياسي بلغ 191 مليار دولار في عام 2022، ما جعل الأخيرة الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة.

بايدن ومودي

بايدن ومودي

حليف مناهض للصين

تعدّ الهند حليف مناهض للصين، وتدهورت العلاقات بين نيودلهي وبكين منذ الخلاف المميت على الحدود الصينية الهندية المتنازع عليها في يونيو 2020. وضخت الصين المليارات في باكستان، أحد أقرب حلفائها، ومنافس الهند المشترك.

وقال مسؤولو البيت الأبيض إن زيارة مودي ستشهد مجموعة واسعة من الاتفاقيات الجديدة، بشأن الدفاع والتكنولوجيا والمناخ. ويعمل البلدان بالفعل على طرق لتسهيل تطوير التكنولوجيا في الهند، في حين تعمل الولايات المتحدة على تحويل سلاسل التوريد المهمة، بعيدًا عن الصين.

مخاوف حقوق الإنسان

جعل بايدن التمسك بحقوق الإنسان محور سياسته الخارجية، وغالبًا ما يضع العالم على أنه “عند نقطة انعطاف” بين الاستبداد والديمقراطية. ووثّق تقرير لوزارة الخارجية بشأن الحرية الدينية، الشهر الماضي، الاستهداف المستمر في الهند للأقليات الدينية، وتحديدًا المسلمين والمسيحيين، “بما في ذلك القتل والاعتداء والتخويف”.

وفي مارس الماضي، حُكم على زعيم المعارضة، راهول غاندي، في قضية تشهير تتعلق بمودي وطُرد من البرلمان. وقال المؤسس المشارك لتويتر، جاك دورسي، مؤخرًا إن شركته تلقت أوامر مرارًا وتكرارًا من الحكومة الهندية لإزالة المحتوى النقدي من الصحفيين والمنتقدين لسياسات مودي، وقال إن الموظفين في شركة التواصل الاجتماعي تعرضوا للتهديد.

بايدن ومودي

بايدن ومودي

انتقادات لزيارة مودي

في غضون ذلك، تصاعدت الانتقادات لسجل الهند في قضايا حقوق الإنسان، في الأيام الأخيرة. وتخطط عدة مجموعات لتنظيم احتجاجات بالقرب من البيت الأبيض، يوم الخميس. وكتبت مجموعة من 75 عضوًا ديمقراطيًّا في الكونجرس رسالة إلى بايدن، هذا الأسبوع، تحثه على إثارة مخاوف حقوق الإنسان مع مودي مباشرة.

وسبق أن حُرم مودي من دخول للولايات المتحدة، بعد أعمال الشغب عام 2002، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص، معظمهم من المسلمين، في ولاية غوجارات، وحصل على دخول الولايات المتحدة بعد إعادة انتخابه عام 2014. ويتمتع مودي بشعبية ساحقة داخل الهند، ولدى الجالية الهندية في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا| رئيس الوزراء الهندي يزور أمريكا في محاولة لمواجهة الصين
اقرأ أيضًا| للمرة الأولى.. رئيس وزراء الهند يزور مصر الأسبوع المقبل

ربما يعجبك أيضا